العنف ضد السود في دالاس وغيرها تفضح اكذوبة الديمقراطية الوهمية لدى أمريكا

  • 7/9/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من جديد يعود وباء “العنصرية” ليطل برأسه على المجتمع الأمريكي والذي عانى لقرون من التمييز العنصري سواء أكان بحق أصحاب الأرض الأصليين “الهنود الحمر” في البداية، أو ما عانى منه “السود” فيما بعد من ويلات التهميش والتمييز والعنصرية على يد “الرجل الأبيض”. وعلى الرغم من أن الولايات االمتحدة نجحت وبحسب محللين في مخاصمة ماضيها هذا، وذلك بفضل القوانين التى وضعت للمساواة بين البيض والسود والتي توجت أخيراً بتولي رجل أسود أعلى منصب في البلاد وهو منصب رئيس الدولة، إلا أن بقايا هذا الماضي مازالت تطارد أمريكا  خاصة مع إتاحة القانون لحمل واستخدام السلاح ما يؤدي إلى وقوع حوادث قتل متعددة كل عام بدافع العنصرية والتمييز. فحادثة إطلاق النار الأخيرة والتي قتل على إثرها 5 من رجال الشرطة الأميركية في مدينة دالاس بولاية تكساس برصاص قناصة، تعد واحدة من أسوأ حوادث إطلاق النار على الشرطة في تاريخ الولايات المتحدة. ووقع إطلاق النار خلال الاحتجاجات التي جرت في وسط دالاس، وهي واحدة من عدة احتجاجات شهدتها مدن كبرى في أنحاء الولايات المتحدة احتجاجا على عنف الشرطة الأميركية ضد المواطنين السود. وقد أدى استخدام الشرطة للقوة مع مواطنين من أصل إفريقي في مدن مثل فيرغسون بولاية ميزوري وبالتيمور ونيويورك إلى تأجيج حالة الاحتقان واندلاع احتجاجات شابها العنف أحيانا في العامين الأخيرين وأدى لظهور حركة “بلاك لايفز ماتر” أو (حياة السود مهمة)، حيث زاد الغضب عندما برأت ساحة بعض من وجهت لهم التهم من ضباط ضالعين في هذه الأحداث. من جهة اخرى، فقد وقع إطلاق النار في وقت شهد أيضا احتجاجات سلمية إلى حد بعيد في مناطق متفرقة من الولايات المتحدة على مقتل مواطن أسود آخر برصاص الشرطة في مدينة منيابوليس في وقت متأخر الأربعاء. وقامت صديقة القتيل الذي يدعى فيلاندو كاستيل (32 عاما) بنشر مقطع فيديو على الإنترنت للمشهد الدامي بعد الواقعة بلحظات، وحظي الفيديو بنسبة مشاهدة مرتفعة. “لا مبررات” وفي سياق متصل، فقد أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لا يوجد أي مبررات ممكنة لهجمات دالاس الأخيرة، أو أي عنف يمارس ضد سلطات إنفاذ القانون في البلاد. وتظهر الأحداث الأخيرة التي وقعت في المجتمع الأميركي أن ظاهرة عنف الشرطة الممارس على السود لها جذورها وخلفياتها. فبرغم أن الرئيس الحالي هو أسود، لكن معظم الأميركيين السود يعانون حاليا من سوء الأحوال الاقتصادية أكثر مما كانوا عليه قبل 20 عاما، وهم مهمشون في جميع مجالات الحياة. ورصدت المؤشرات الأخيرة ارتفاعا في نسبة البطالة بينهم زادت خلال عقود إلى ضعف نسبتها بين البيض، في حين أن نسبة السود الفقراء أكثر بثلاث مرات من البيض، كما أن الاعتقالات والعقوبات في أوساطهم أكثر من التي تجرى على بيض البشرة. وقد تحدث سابقا المحلل السياسي الأميركي، جيمس زغبي، قائلا: “في غضون العام الأول من رئاسة أوباما زاد عدد جماعات الكراهية التي تعمل داخل الولايات المتحدة بنسبة تزيد على 40 في المائة، وحدثت قفزة مأساوية في جرائم الكراهية ضد الأميركيين السود”. والمراقب لمسار الانتخابات الأميركية، يجد حالة من التنامي في ظاهرة العنصرية وإن كانت في حق المسلمين من تصريحات تصدر من مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب بحق المسلمين أو أقليات عرقية أخرى، ما تسبب في حالة من العنصرية شابت المجتمع ضد مسلمي أميركا. وعززت من هذه الحالة العنصرية المتفشية حوادث مثل حادثة “سان برناردينيو” بولاية كاليفورنيا و”مذبحة أولارندو” بولاية فلوريدا. فالعنصرية والتمييز العرقي في الولايات المتحدة قضية رئيسية منذ الحقبة الاستعمارية وحقبة الرقيق، إلا أن تنامي العنصرية والكراهية ضد السود في السنوات الأخيرة يعد ارتدادا عن الديمقراطية ويمثل تهديدا لقيم المجتمع الأميركي، بحسب رأي الكثير من المراقبين.

مشاركة :