حذر مسؤولون عراقيون من سعي «داعش» الى اشعال الفتنة الطائفية في البلاد، على خلفية التفجيرات التي بدأ ينفذها داخل المدن الآمنة، ودانوا التفجير الذي طاول مزاراً شيعياً في قضاء بلد. وقالت عضو مجلس المحافظة منار عبد المطلب لـ «الحياة» ان «انتحاريين حاولا الدخول الى حرم مزار سيد محمد أول من امس ولكنهما فشلا ما دفعهما إلى تفجير نفسيهما وسط حشود الزوار عند البوابات الأمامية». وأضافت ان التفجير أسفر عن قتل 35 شخصاً وإصابة 50 آخرين، فيما تعرضت المباني والمحال التجارية القريبة لأضرار مادية كبيرة بسبب الحريق في المدينة التي يسكنها خليط سكاني ذو غالبية شيعية. وقال رئيس الجمهورية في بيان امس ان «هذا الاعتداء الإجرامي يسعى في شكل يائس الى اشعال الفتن الطائفية لضرب وحدة الشعب العراقي ضد الإرهاب». وأعلن رئيس البرلمان سليم الجبوري في بيان ان «داعش يحاول، منذ ان خسر اهم معاقله في الفلوجة، ضرب إسفين الفرقة بين ابناء الشعب، من خلال التفجيرات الجبانة التي استهدفت أبناءنا سواء في الكرادة او في بلد او اي مكان آخر من بلادنا الحبيبة». ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فصيل «سرايا السلام» المنضوية في «الحشد الشعبي» بالتوجه إلى بلد لحماية المزار الديني «بعد ان أقدم شذاذ الآفاق على جريمة اخرى وعمل ارهابي وحشي آخر على مقدساتنا، وما آلت اليه الأوضاع الأمنية». وأضاف ان «هدف السرايا الأول هو حماية المقدسات وأرواح الأبرياء من الشعب العراقي المظلوم»، وطالب «الجميع بالتزام الأوامر والنظم وعدم ترك الأماكن المهمة وإلا وقع ما هو اسوأ». وتبنى «داعش» مسؤوليته عن التفجير، ونشرت مواقع مقربه منه ان «عناصر من ولاية صلاح الدين، نفذوا عملية انتحارية من طريق كل من أم جعدة الأنصارية وأبو عمر المقدسي وإبراهيم التكريتي». الى ذلك، وجه محافظ صلاح الدين احمد عبدالله قادة الأجهزة الأمنية بالتدقيق في المعلومات ورفعها بصورة واضحة إلى القيادة العسكرية العليا في بغداد و»عدم تضليل او تهويل المواقف»، وأعلن الحداد ثلاثة ايام على ارواح ضحايا التفجيرات الانتحارية. ودان «تحالف القوى العراقية» بشدة الهجوم «الإرهابي الجبان» الذي استهدف مرقد السيد محمد، وقال انه «تعبير عن حالة الانهيار واليأس التي تمر بها عصابات داعش الإرهابية بعد الهزائم المنكرة التي لحقت بها على أيدي قواتنا المسلحة الباسلة في قاطع عمليات الأنبار وتحرير الفلوجة من دنسها، ولم يبق امام تلك العصابات الظلامية سوى استهداف الأماكن المقدسة في محاولة يائسة لإثارة الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد بعد ان فشلت طوال الفترة الماضية». وأعاد الهجوم على مزار السيد محمد إلى الأذهان التفجير الذي طاول مزار والده علي الهادي في سامراء المجاورة عام 2006 وأشعل فتيل الحرب المذهبية في البلاد وتسبب بقتل آلاف العراقيين. واستهدفت سيارة مفخخة امس يقودها انتحاري قطعات القوات المشتركة في ناحية تلول الباج، شمال صلاح الدين، خلال تقدم هذه القوات نحو معاقل التنظيم في محيط بلدة القيارة، جنوب نينوى، لكن الانفجار لم يتسبب بوقوع خسائر بشرية.
مشاركة :