هل غسل شعرك من دون شامبو طريقة صحية؟

  • 7/9/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وُلدت فكرة التخلي عن غسل الشعر بالشامبو في الولايات المتحدة كردة فعل تجاه المركبات الكيماوية التي تحتويها أنواع الشامبو التجارية. وصارت هذه الموجة تُدعى No poo، أي No shampoo (كلا للشامبو). فقررتُ أن أختبر هذه الطريقة، وحصلت على نتائج مذهلة. قبل أن نغوص في فكرة التخلي عن الشامبو، من الضروري أن تعرفي نقطة مهمة: أولي النظافة أهمية كبيرة. فيجب أن يبقى الإنسان في رأيي بأبهى حلة ممكنة. أطبق هذا المبدأ على نظافتي الشخصية ونظافة منزلي والأماكن التي أتردد عليها. أعتبر النظافة شكلاً أساسياً من أشكال احترام الذات والآخرين. نتيجة لذلك، عندما سمعت، للمرة الأولى، بفكرة التخلي عن الشامبو، بدت لي غريبة. ولكن عندما اطلعتُ مصادفة على المدونة antigonexxi.com لشابة تُدعى أوفيلي، وهي خبيرة في التخلي عن الشامبو تتمتع بشعر مذهل، قررتُ التعمق أكثر في هذه المسألة. لا داعي لأن أخبرك أنني توقفت عن استعمال كل المنتجات الكيماوية منذ زمن. فتقتصر مواد التنظيف التي استعملها في منزلي على الصابون الأسود وصابون مارسيليا، الخل، بيكربونات الصودا، وحجر الصلصال. أما مساحيق التجميل التي أستخدمها، فتتألف من كريم مرطب منزلي الصنع، صابون تقليدي معدّ على البارد، وبيكربونات الصودا. ولكن علي أن أقر بأنني ما كنت قد توصلت حتى ذلك الحين إلى حل مثالي لشعري. لطالما تمتعت بشعر صحي، فلا أستعمل الصباغ أو أي علاجات قوية أخرى، فضلاً عن أنني أغسله بشامبو عضوي. إلا أنني اضطررتُ إلى غسله كل يومين إلى ثلاثة أيام لأنه دهني. بما أنني أحاول قدر المستطاع عدم التسبب بأي فضلات أو نفايات تلحق الضرر بالبيئة، لم تكن عبوات الشامبو البلاستيكية تروق لي. أما أنواع الشامبو الصلبة المنزلية الصنع، فقد لاءمتني كثيراً، إلا أنها تحتاج بدورها إلى مكونات محددة مغلفة بالبلاستيك. نتيجة لذلك، دفعني فضولي إلى الغوص في عالم التخلي عن الشامبو الغريب. وخلال أبحاثي، قرأتُ شهادات حماسية، فقررت خوض هذه التجربة. ما يشمله التخلي عن الشامبو؟ مبدأ التخلي عن الشامبو بسيط جداً: تغسلين شعرك بعجينة بالغة الرقة معدّة من بيكربونات الصودا والماء، ثم تشطفين شعرك جيداً بالماء، وأخيراً تغسلينه بالماء الذي يحتوي على قليل من خل التفاح. كلما كان شعرك دهنياً، زيدي كمية بيكربونات الصودا وقللي كمية الخل. والعكس، كلما كان شعرك جافاً، قللي كمية بيكربونات الصودا وزيدي كمية خل التفاح. إذاً، استعملي كمعدل ملعقتَين كبيرتَين إلى ثلاث ملاعق كبيرة من بيكربونات الصودا في كل خلطة شامبو، وذلك وفق نوع شعرك وطوله. أما ماء التشطيف الذي يحتوي على الخل، فأعدي كمية كبيرة منه مسبقاً واستعمليها على دفعات خلال أسابيع عدة. ولكن احرصي على إضافة نحو ملعقتين كبيرتين من خل التفاح العضوي إلى كل 200 مليلتر من الماء. فضلاً عن ذلك، يمكنك أن تضيفي إلى الماء، إن شئت، بضع قطرات من الزيت الأساسي الذي تفضلينه لتحصلي على رائحة جميلة ورعاية إضافية (خزامى، يلانغ-يلانغ، عرعر شربيني إن كنت تعانين من القشرة...). يهدف التخلي عن استعمال الشامبو إلى تحرير الشعر من سموم المواد الكيماوية المضرة التي تحتويها أنواع الشامبو المختلفة. كذلك تعيد هذه الخطوة إلى الشعر توازنه، ما يتيح لك الحد من المرات التي تغسلينه فيها. وبمرور الوقت، يستعيد شعرك نقاوته وصفاءه. ويمكنك عندئذٍ غسله بالماء فحسب. لكنني أشدد على أن هذا لا ينطبق على حالتي. ففي رأيي، يقتصر غسل الشعر بالماء فحسب على مَن يتمتعن بشعر جاف. إلا أن الماء وحده ليس كافياً لمن يكون شعرهن دهنياً. للحصول على أفضل نتيجة ممكنة مع التخلي عن الشامبو، اتبعي بعض القواعد الأساسية: أولا، أطيلي تدريجياً الفترة الفاصلة بين عمليات غسل الشعر. ولتحقيق هذه الغاية، استعيني بأنواع شامبو جافة (غير كيماوية بالتأكيد). فتستطيعين، مثلاً، استخدام قليل من الصلصال الأخضر العالي الجودة أو قشور الذرة. يكفي أن ترشي القليل من الشامبو الجاف على فروة رأسك، تدلكيه، وتسرحي شعرك، وانتهى الأمر. تقضي القاعدة الثانية بأن تسرحي شعرك فترة طويلة كل يوم. ومن الأفضل أن تستعملي فرشاة من الخشب تحمل شعيرات طبيعية. يسمح لك التمشيط بهذه الطريقة إلى التخلص من الغبار وإعادة توزيع الزهم على طول الشعر تفادياً لتجمّع الدهون على الجذور. لمَ من الأفضل التخلي عن الشامبو؟ لا شك في أن الأسباب التي تدفعنا إلى التخلي عن الشامبو كثيرة. أولاً، تحتوي أنواع الشامبو التجارية منتجات مضرة بالشعر. وإن كانت تساورك شكوك، فدوّني المنتجات التي يتألف منها نوع الشامبو الذي تستعملينه وتحققي منها. ومن المؤكد أن ما ستكتشفينه سيصدمك. تضم أنواع الشامبو، حتى تلك المخصصة لشعر الأطفال الهش، كبريتات لوريث الصوديوم أو كبريتات لوريل الصوديوم. صحيح أن هاتين المادتين تُصنفان من المؤثرات السطحية المنظفة والمزيلة للدهون، إلا أنهما تسببان أيضاً تهيج البشرة. كذلك يحتوي الشامبو على البولي إيثيلان غليكول، وهي مواد كيماوية مكثِّفة تُستخرج موادها الأولية من مواد متفجرة عالية السمية، ما يجعل تصنيعها بالغ الخطورة. أضف إلى كل ذلك البارابين، الذي يُعتبر من المواد المسرطنة والمسببة للحساسية، ومركبات الأمونيوم الرابعية، التي تسبب تهيج البشرة وتلوِّث البيئة، رغم الكميات الضئيلة التي تُستخدم منها في الشامبو. ثانياً، تلوِّث أنواع الشامبو التجارية البيئة. فبما أن هذه المنتجات سائلة، نستخدمها بكميات كبيرة. إلا أن مكوناتها ومركباتها الكيماوية والمشتقة من البترول تلوِّث المياه الجوفية، هذا إن لم نأتِ على ذكر عبوات الشامبو البلاستيكية التي نرميها كل سنة. وإن استطعنا تفادي كل هذه الملوثات، فهذا جيد بالتأكيد. أما السبب الثالث فاقتصادي بحت. لا شك في أن طريقة غسل الشعر من دون شامبو أقل كلفة، مقارنة بأنواع الشامبو ومنتجات الشعر الأخرى. تجربتي مع التخلي عن الشامبو لننتقل الآن إلى التجربة العملية. دخلتُ إلى الحمام. في وعاء، خلطت 3 ملاعق كبيرة من بيكربونات الصودا (بما أن شعري طويل) مع قليل من الماء لأعدّ العجينة. وإلى جانب هذا الوعاء، وضعت زجاجة صغيرة تحتوي ماء وخلا. بدأت بتبليل شعري بالماء، ثم وضعت عجينة البيكربونات على فروة رأسي. مددتها جيداً ورحت أدلكها. لا داعي لأن تغطي أطراف الشعر بكمية كبيرة منها لأن هذه الأطراف تكون عموماً أكثر جفافاً. استغربتُ في البداية غسل شعري من دون رغوة. لكنك سرعان ما تعتادين ذلك لأنك تدركين جيداً، على الأرجح، أن الرغوة ليست ما يُنظف الشعر. تركت البيكربونات على شعري بضع دقائق غسلت خلالها جسمي، ومن ثم شطفت شعري بالماء جيداً. فلاحظتُ في الحال أن التخلص من البيكربونات سهل جداً، أسهل بكثير من الشامبو، إذ تذوب هذه العجينة بسرعة في الماء الساخن. بعد الانتهاء من غسل شعري، صببت فوقه الماء والخل. ما من داعٍ لأن أغسل شعري بالماء مجدداً. سارعت إلى تجفيفه بمنشفة قطنية، وكلّي فضول لمعرفة النتيجة. الحكم: شعر نظيف وناعم. أذهلني ذلك، خصوصاً أن هذه كانت المرة الأولى التي أطبق فيها هذه الطريقة. لكن مفاجآتي لم تقف عند هذا الحد. حرصتُ صباح كل يوم على تأمل شعري بدقة أثناء تمشيطه. فمرت الأيام وظل شعري نظيفاً، ولم أشعر بحاجة إلى غسله مجدداً إلا بعد سبعة أيام. لم يسبق لي أن تركت شعري من دون غسله طوال أسبوع. كانت هذه مفاجأتي الأولى، إلا أنها لم تكن الأخيرة. فمنذ بدأت غسل شعري ببيكربونات الصودا، تخلصت من مشكلة القشرة في فروة رأسي والشعور بالحكة. كذلك ما عاد يتساقط بكثرة. بما أن النتائج التي حصلت عليها كانت إيجابية، واظبت على غسل شعري بهذه الطريقة. فصرت أغسله مرة في الأسبوع تقريباً. كذلك، ودّعتُ عبوات الشامبو البلاستيكية. حاولتُ في البداية إطالة الفترة التي لا أغسل خلالها شعري باللجوء إلى أنواع الشامبو الجافة المؤلفة من قشور الذرة، إلا أن النتيجة لم ترق لي كثيراً. كذلك حاولتُ أن أبطئ أكثر عملية إفراز الدهون في فروة الشعر، فصرتُ أغطي الجذور بجيل صافٍ من الألوي فيرا مساءً وأتركه طوال الليل، ومن ثم أسرّح شعري في الصباح. وهكذا حصلت على شعر صحي وجذور ممتلئة. نتيجة لذلك، قررت إضافة القليل من جيل الألوي فيرا إلى البيكربونات أثناء الاستحمام. فقلل هذا الجيل من حدة هذه الخلطة وزاد شعري بريقاً. بدائل بيكربونات الصودا إذا لم تلائم بيكربونات الصودا شعرك، فثمة حلول بديلة على القدر ذاته من الفاعلية، إلا أنها أكثر كلفة بقليل، مثل طحين الحمص، الطين الأخضر المغربي (الغاسول)، مسحوق شجرة الصابون (ثمار الصابونية)، مسحوق الشيكاكاي، وأيضاً مسحوق السدر (الزفيزف). وعلى غرار البيكربونات، من الضروري إنهاء غسل الشعر بالماء والخل. لم أختبر بنفسي سوى طحين الحمص، لأن من الممكن أن اشتريه من أي متجر لبيع المنتجات الغذائية. وعلى غرار بيكربونات الصودا، خلطّه مع الماء لأعد منه عجينة (بإمكانك أن تضيفي إليها، إن شئت، القليل من جيل الألوي فيرا). وكانت النتيجة التي توصلتُ إليها قريبة جداً مما حصلت عليه عندما استعملت بيكربونات الصودا. يحتوي طحين الحمص على الصابونين، لذلك ينظف الشعر جيداً. في المقابل، شطفي الشعر وقتاً أطول لأن التخلص منه ليس بالسهولة ذاتها كما في حالة بيكربونات الصودا. أما الحلول الأخرى التي تتيح لك التخلي عن الشامبو، فاختبريها بنفسك واختاري ما يناسبك منها. الطين الأخضر المغربي (الغاسول)، طين بركاني يأتي من شمال أفريقيا. صحيح أنه لا يحتوي على مؤثرات سطحية، إلا أنه ينظف الشعر بامتصاص الدهون والشوائب. مسحوق أوراق السدر (الزفيزف) مفيد لغسل الشعر المصبوغ ولمحاربة القشرة. مسحوق أوراق الشيكاكاي غني بالصابون النباتي. لذلك ينظف الشعر بنعومة، يحفز نموه، ويقضي على القشرة. أما ثمار الصابونية، فاعتدنا استخدامها في غسل الملابس. لكن الهنود يستعملون قشورها المسحوقة في غسل الشعر.

مشاركة :