يرى فنانون تشكيليون في الكويت، أن تسعير الأعمال الفنية يجب أن يخضع لمقاييس دقيقة وضوابط معينة تساهم في ارتقاء التشكيل وازدهاره، معتبرين أن سوق الأعمال الفنية في الكويت يشهد مراحل متفاوتة وفقاً للحالة العامة للمجتمع. وانتقد التشكيليون بعض الفنانين، الذين يبالغون في تسعير أعمالهم، مؤكدين أن الفن ليس تجارة، بل يحمل رسالة تربوية فنية موجهة للمجتمع. «الجريدة» التقت مجموعة من الفنانين التشكيليين للتعرف إلى آرائهم في آلية تسعير الأعمال الفنية. وإليكم التفاصيل: في البداية، قال رئيس جمعية الفنون التشكيلية عبدالرسول سلمان، إن الفنان هو المسؤول الأول والأخير عن تحديد سعر لوحته، وأعتقد أن سعر اللوحة مرتبط بتجربة الفنان وتاريخه، وليس معقولاً أن يكون الفنان لديه خبرة 40 سنة، ويأتي فنان آخر تجربته جديدة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات ليضع سعراً مماثلاً. ونصح سلمان الفنانين، وخصوصاً جيل الشباب، بأن يتناولوا أسعار معقولة، لأن سعر العمل يكون بتناول الجمهور، وسيساهم ذلك في انتشار الفنان. ولفت إلى جانب من تجربته الشخصية في هذا الموضوع، "حيث كنت منذ الستينيات إلى نهاية السبيعنيات أضع أسعاراً رمزية جداً لأعمالي، وشهدت لوحاتي تدرجاً في الأسعار من 100 دينار إلى 3 أو 4 آلاف دينار في وقتنا الحالي". وعن سوق الأعمال التشكيلية على الصعيد المحلي، أوضح أن "السوق في الحقيقة متذبذب، لأن مجالات الاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافية متذبذبة، فدائماً العمل الفني والثقافي مرتبط بالجوانب الأخرى، كما أن بيع اللوحات محلياً يخضع إلى المساومة، بمعنى تكون اللوحة بسعر ألف دينار، لكنها تباع بـ500 دينار، وهذا خطأ كبير". في السياق، أكد الفنان التشكيلي سالم الخرجي، أن سعر اللوحة يرجع إلى الخبرة والتجربة، مشيراً إلى أن الحقل التشكيلي يعاني من الدخلاء الباحثين عن المال والشهرة. وأضاف الخرجي أن:" سوق الأعمال الفنية مرّ في مرحلة ركود صعبة وبدأ الآن يتعافى رويداً رويداً". اجتهادات شخصية من جانبه، قال الفنان التشكيلي فاضل العبار، إن تسعير الأعمال في الكويت لا يخضع إلى مقاييس واضحة، بل هو اجتهادات شخصية، وليس بالضرورة أن يكون هذا التحديد صحيحاً، ربما يكون أقل أو أكثر وفقاً للمقاييس الفنية. وعن سوق الأعمال الفنية محلياً أوضح العبار، أن "سوق بيع الأعمال التشكيلية ضعيف جداً، ويعتمد على المزاجية". الفن ليس تجارة أما الفنان التشكيلي إبراهيم إسماعيل، فقال، إن "الفنان نفسه يقدر المجهود الذي أخذ منه لإنتاج اللوحة، لكن بعض الفنانين يرفعون أسعار لوحاتهم بشكل كبير، وأنا لا أتفق معهم، لأنهم يقوضون فرص نشر الثقافة الفنية للجمهور، وبالتالي فتح المجال لاقتناء أعمالهم"، مضيفاً أن الفن ليس تجارة، "الفن رسالة تربوية فنية موجهة إلى المجتمع". المبالغة في السعر من ناحيتها، قالت الفنانة ثريا البقصمي، إنها لا تبيع لوحاتها القديمة، "لأنها مرحلة مرت في حياتي، ولن تتكرر، وبعض الأعمال التي أعرضها للبيع تكون بأسعار معقولة وفي متناول الجمهور، لأنني أريد أن ينتشر فني عند الآخرين، وضمن هذا الاتجاه، قدمت الكثير من أعمالي هدايا للدبلوماسيين والسفراء وبعض المؤسسات، وقمت بالتبرع لأعمال خيرية". وأبدت البقصمي استغرابها من بعض الفنانين الشباب، الذين يضعون أسعاراً مبالغاً فيها، معتبرة أن المبالغة في السعر لا تعطي قيمة للعمل الفني، بل في كثير من الأحيان تثير سخرية الآخرين". قيمة كبيرة بدورها، قالت الفنانة شريفة دشتي، إن "الفنان التشكيلي يعتبر أي عمل فني ينجزه كأنه أحد أبنائه، لذا سيكون غالياً لدى الفنان، وللأسف فإن بعض الفنانين يقدرون أعمالهم بقيم عالية، مما يفوت عليهم فرص البيع، وأنا أضع أسعاراً عالية لأني لا أريد أن أبيع أعمالي، فكل لوحة منها تحمل قصة".
مشاركة :