جنيفر كونلي: اختياراتي لا تنبع من حاجتي للوقوف أمام الكاميرا

  • 7/10/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمد رُضا ‫وُصفت ذات مرة بأنها اليزابيث تايلور الصغيرة، وذلك حتى قبل أن تنال جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساندة عن دورها في عقل جميل (بطولة راسل كراو) سنة 2001، لكن هذا الوصف تلاشى مع الأيام. صحيح أن فيها بعض الشبه من الممثلة العالمية التي توفيت سنة 2011‬ عن 79 سنة، إلا أن جنيفر كونلي برهنت على اختلافها وتميّزها لا عن تايلور فقط، بل عن كل الممثلات المعروفات. فشخصيتها مختلفة وكذلك حضورها الهادئ والرزين على الشاشة، ما يبث إلى المشاهدين استقراراً. ‫ولدت في نيويورك، وفي سن العاشرة ظهرت ك موديل، حيث جذبتها الأضواء. أو ربما لأنها هي التي جذبت الأضواء فجمالها فاجأ الكثيرين الذين طلبوها للوقوف كممثلة وهي بعد في ذلك السن المبكر، لكن جنيفر عادت للدراسة لبضع سنين قبل أن تبدأ بالظهور في الأفلام مع مطلع الثمانينات. وقد تسلحت بجمالها وخاضت العمل السينمائي لأول مرة في أدوار صغيرة في أفلام منسية حتى طلبها المخرج الإيطالي سيرجيو لبوني، لدور ملحوظ في فيلمه ذات مرة في أمريكا.‬ تركت انطباعاً مهماً في أول فيلم من بطولتها متاهة وبعده ظهرت في أفلام مثل مولهولاند فولز ودارك سيتي وانشودة لحلم وبولوك وصولاً إلى عقل جميل ومنه إلى ضخم ومنزل الرمل والضباب. } مضى نحو عامين دون أن نرى لك فيلماً جديداً، لماذا؟ - هناك عروض للأفلام بشكل دائم، لكن ما اختاره لا ينبع من حاجتي للعمل والوقوف أمام الكاميرا، بل من رغبتي فيه كلجوء فني. ورغبة مني في أن أجد ملاذاً للتعبير عن نفسي. وصراحة، من الصعب أن أجد ذلك في كل فيلم أو مشروع حتى من بين ما أقوم بتمثيله. لهذا لا أمثل، لأن عليّ أن أقف أمام الكاميرا من جديد، بل لأني شغوفة بالدور ولأني أمثل وأجد في النهاية ما أبحث عنه. } ما الفيلم الذي قمت به وينطبق عليه وصفك بأنك لجأت إليه لحاجتك للتعبير فيه؟ - هناك كمية وفيرة من الأعمال. هل تذكر منزل الرمل والضباب قبل بضع سنوات؟ هو واحد من هذه الأفلام. } نعم أذكر وما أثار إعجابي في ذلك الفيلم أن الشخصيات، بما فيه الشخصية التي قمت بتمثيلها، إيجابية من ناحية وسلبية من ناحية أخرى، لكن أين هو هذا اللجوء تحديداً؟ - ملاحظتك صحيحة.‫ كاثي ترى نفسها دائماً على حق. وعليّ أن أفهمها على هذا النحو أيضاً. لا يفيد أن أنتقدها بل عليّ أن أؤمن أيضاً أنها على حق فيما تفعله. لقد خسرت بيتها، الشيء الوحيد الذي تمتلكه وتريد استعادته. حين قرأت دوري شعرت بالتعاطف معها. أحياناً بالإعجاب بها إلى حد بعيد فهي ربما مسؤولة عن عدم فتح رسائلها، لكن العقاب كان شديداً ولا تستحقه. طبعاً الشخص الذي اشترى البيت بسعر رخيص اتبع خطوات قانونية. لم يسلب البيت، لكنها لا تكترث لذلك، بل تريد أن تسترده خوفاً من المستقبل. وهي تجد نفسها مشردة بالفعل من الليلة الأولى.‬ } هل أنت من النوع الذي يأخذ الدور معه إلى البيت؟ - أنا في وضع خاص لا يسمح لي باستقبال شخصياتي في البيت. ولا أفعل ذلك. أترك تمثيلي في مكان التصوير. حين أخلع عني ثياب الشخصية التي أمثلها اخلع الشخصية أيضاً. حين مثلت ذلك الفيلم كان ابني في الخامسة وكان همي دائماً العودة إلى البيت بعد التصوير لألعب معه. وفي بعض المرات خطر لي المقارنة بين وضعي المستقر ووضع كاثي، الشخصية التي ألعبها، التي خسرت بيتها وتشردت، لذلك كنت أشعر بالتعاطف معها بصرف النظر عن خطئها غير المقصود. ‬ } ما الدور أو الفيلم الذي شعرت حياله بشغف أكيد في السنوات الأخيرة؟ - هل شاهدت عالياً ؟ هذا شعرت تجاهه بحب كبير قبل التصوير وخلال التصوير وبعده. للأسف عرض في أوروبا ولم يعرض في أمريكا. } في الأساس هو ليس فيلماً أمريكياً، لكن ما خصائص هذا الفيلم الذي جعلتك تتحمسين له؟ - أحب أدوار الأم وإذا لاحظت أدواري الأخيرة حتى في فيلم نوح هي في معظمها أدوار أم. أعتقد أن دور الأم يمنحني في داخلي طاقة لا تمنحها لي الأدوار الأخرى. أشعر بأن عليّ أن أجيد دور المرأة التي تحب أولادها وتريد حمايتهم من كل شيء حتى من نفسها. عالياً كان فيلماً نموذجياً من هذا النوع وإلى جانب ذلك هو رحلة بحث وجدانية وأحببت أن المخرجة كلوديا ليوسا جاءتني بموضوع وجدته مثيراً جداً. امرأة أهملت ابنها منذ نحو عشرين سنة والآن ليس لديها رغبة في الحياة إلا بالالتقاء به مجدداً. } في مطلع عهدك بالتمثيل قيل إنك اليزابيث تايلور الجديدة. كيف استقبلت هذا الوصف؟ - ‫ كنت لا زلت صغيرة جداً عندما سمعت أحدهم يقول لأمي: ابنتك تشبه اليزابيث تايلور|. سألت والدتي من تكون قالت لي إنها ممثلة مشهورة. وحدث بعد ذلك أن بدأت أشاهد أفلامها القديمة ولم أعتقد مطلقاً أنني أشبهها. عندما تكرر ذلك الوصف ووجد الكثير أوجه شبه، احترمت الرأي، لكني لا زلت أشك في ذلك. من ناحية الشكل ربما من ناحية الشخصية أحب أن أرى نفسي مختلفة. لا أقصد أن الأمر لا يسعدني. اليزابيث تايلور واحدة من الممثلات الموهوبات التي خاضت تجارب كثيرة.‬ } بعض تجاربها ليست سينمائية من بينها تعدد الزيجات. - هذا ليس موضوعاً قابلاً للتشابه. أنا لست كذلك. } ما معنى البيت بالنسبة إليك؟ - البيت ليس المنزل. ليس المبنى. بالنسبة إليَّ عشت لعشر سنوات في شقة من غرفة واحدة في نيويورك، وكنت دائماً أتمنى بيتاً كبيراً يكون ملكياً، لكني لم أخطط حقاً لمثل هذه الخطوة. اعتبرت نفسي صغيرة على القيام بمثل هذه الخطوة. البيت يجعلك تشعر بأن لديك وضعاً مستقراً. وهذا ما يرمز إليه عندي. } هل تعتبرين أن ما وصلت لتحقيقه هو ما يعرف ب الحلم الأمريكي؟ - نعم، لكنه ليس حلماً شخصياً. أنه حلمنا جميعاً.‬ } ما شروط هذا الحلم؟ - الاستقرار. أن يكون المرء مستعداً لأن يتبادل الخبرات والثقافات مع الآخرين. أن يستورد ويصدر المعرفة ويتبادلها مع الآخرين. أنا نوع من الأشخاص الذي يرتاح سريعاً للأمور. أحب عملي جداً وأحب بيتي جداً. إذا كان هذا هو الحلم الأمريكي فليكن. } لعبت أدواراً كثيرة معظمها درامي، هل لديك رغبة في تمثيل فيلم كوميدي؟ ‫قبل نحو سنتين عرض عليَّ الاشتراك في بطولة فيلم كوميدي أو عاطفي كوميدي، وكاد أن يكون هو المرة الأولى في هذا النوع من الأفلام، لكنه لم يحدث.‬ } هل اعتذرت عن تمثيله؟ نعم. } والسبب؟ - لا أعتقد أنني أصلح في تمثيل أدوار المرأة التي تحب وتُضحك. أقصد أن الدور عليه أن يقول أشياء أخرى، والفيلم أيضاً عليه أن يقول أشياء أخرى. عليه أن يتحدث عن الحقيقة في ذلك الحب. ويجيب على أسئلة عادة لا يهتم بها الفيلم الكوميدي. لا أريد أن أمثل في فيلم يكون بوجهة واحدة أو غير متعدد المستويات. لا أستطيع أن أتصوّر نفسي أمثل للتسلية. } أعتقد أنك ممثلة جادة وجديتك ليست فقط فكرية، بل مستوحاة من ملامح وجهك. هل ترين أي ترابط بين الناحيتين؟ - لا، أنت أول من يشير إلى ذلك، لكني أعتقد أنني جادة فعلاً فيما أقوم به، وأنني لا أرضى أن أمثل شخصية لا عمق فيها. فقد مثلت دوري في فيلم الضخم الذي ليس من بطولتي. كذلك في عقل جميل لم يكن من بطولتي لأني لا أكترث للبطولة أو لحجم الدور بل فيما يعنيه. للكيفية التي كتب فيه الدور ولأبعاده. } ألا تخشين أن يمل الجمهور ظهورك في النوع المفكر من الأدوار؟ - لا. لم يحدث ذلك بعد، ولا أعتقد أنه سيحدث. } هل غيّر الأوسكار الذي نلته سنة 2001 عن دورك في عقل جميل حياتك المهنية؟ أعطاك فرص عمل أكثر مثلاً؟ - لا أدري. بالتأكيد تلقيت الكثير من التهاني، لكن لا أحد من الذين عملت معهم أخبرني أنه اختارني لأني فزت بالأوسكار. على العكس آمل ألا يكون اختياري قد ارتبط بالجائزة. ‫ الأوسكار كان تجربة خاصة. لقد سمح لي بأن أنضج قليلاً في عملي والاختيارات التي يتحدث عنها هي جزء من ذلك النضج. حين تسألني ماذا أفعل إذا مل الجمهور مني أفكر بأن ما منحني ذلك الأوسكار هو حسن اختياري للدور. الدور الذي لعبته أمام راسل كراو مر على كثيرات غيري. لن أذكر أسماء، لكن هناك من رفضنه لأنه كان صغيراً، وهو في الحقيقة ليس صغيراً، كما تعلم. وهناك من رفضنه لأنهن كنا منشغلات، حين تم عرض الدور عليّ فكرت في أنه واحد من أفضل ما حصلت عليه من فرص. ‬

مشاركة :