يأخذ مصممو الديكور في الحسبان، بعض العوامل التي تجعل من المنزل وغرف النوم تحديداً مكاناً يهدئ الأعصاب ويساعد على الاسترخاء، ومن تلك العوامل الإضاءة وألونها، وهو أمر - بناءً على الدراسات الحديثة - يؤثر فعلياً في نفسية ومزاج من يقطن ذلك المنزل. وجدت دراسة حديثة من جامعة أكسفورد، أن الإضاءة الملونة تؤثر في المقدرة على النوم الجيد، ولدراسة ذلك التأثير قام الباحثون بتعريض الفئران لـ 3 ألوان مختلفة من الإضاءة وهي البنفسجي والأزرق والأخضر، واستناداً إلى معلومات سابقة لديهم بشأن دور صبغة ميلانوسبين في النوم فقد توقعوا أن يساعد اللون الأزرق تلك الفئران على النوم سريعاً، حيث أن طول الموجة للضوء الأزرق تقارب ارتفاع معدلات تلك الصبغة وبلوغها الذروة، ولكن ما حدث أن الضوء الأخضر هو الذي أدى إلى سرعة نوم الفئران، حيث أخذت الفئران من 1-3 دقائق فقط للنوم بينما أدى اللونان الأزرق والبنفسجي إلى تأخير النوم، حيث نامت الفئران بعد 16-19 دقيقة بعد تعريضها للون الأزرق ومن 5-10 دقائق بعد تعريضها للون البنفسجي، واتضح من ذلك أن اللون الأزرق كان الأقل تأثيراً في تعجيل عملية النوم. ومن ناحية أخرى فقد حاول الباحثون كشف المزيد عن حقيقة صبغة ميلانوسبين، لذلك قاموا بتطبيق التجربة نفسها على فئران عرضت لنقص تلك الصبغة وجاءت النتائج عكسية، حيث كان اللون الأزرق هو الأكبر تأثيراً في الإسراع بعملية النوم، بينما أبطأ منها اللونان البنفسجي والأخضر بصورة ملحوظة، وتبين من ذلك أهمية صبغة ميلانوسبين في التأثير المستقل للضوء في عملية النوم، كما وجد الباحثون أن تعرض الفئران للألوان الضوئية الـ 3 أدى إلى ارتفاع معدلات هرمون التوتر الكورتيزون لدى الفئران الطبيعية، وخلص الباحثون إلى أن هنالك مسارات مختلفة من العين للدماغ ينظم واحد منها عملية النوم، ويساعد الآخر في الحث عليها، كما وجد أن لصبغة ميلانوسبين أدوارا متعددة، وأنها تؤثر في كلا المسارين وهي المرة الأولى التي يتضح فيها دورها في استجابة غدة الأدرينالين فيما يتعلق بالتوتر.
مشاركة :