قلق روسي صيني من نشر الدرع الصاروخية الأميركية بكوريا الجنوبية

  • 7/10/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت موسكو أن نشر الدرع الصاروخية الأميركية في كوريا الجنوبية قد يؤدي إلى تأزم الوضع في المنطقة، ويؤثر بشكل سلبي جدا على الاستقرار الإستراتيجي العالمي. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن "هذه الخطوة تثير قلقا كبيرا لدينا، حيث تواصل الولايات المتحدة دعم حلفائها، بزيادة قدرات الدرع الصاروخية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الأمر الذي يؤدي إلى نسف التوازنات الإستراتيجية سواء كان ذلك داخل إقليم آسيا والمحيط الهادئ أم خارج حدوده". وأشارت موسكو إلى أن هذه الخطط تضاعف من مخاطر وتهديدات زيادة عدم الاستقرار الإقليمي وخلق صعوبات جديدة تحول دون حل مشاكل معقدة تعاني منها شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك ضرورة جعل هذه المنطقة منطقة خالية من السلاح النووي. وأعربت الخارجية الروسية عن أملها في أن يتمكن الأميركيون والكوريون الجنوبيون من إعادة تقييم كافة الاعتبارات، مع الأخذ بالحسبان توازن القوى المعقد في هذه المنطقة، وألا يعطوا فرصة للقيام بتصرفات غير محسوبة تؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة لإقليم شمال شرق آسيا وخارج حدوده. إجراء دفاعي كانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اتفقتا على نشر الدرع الصاروخية الأميركية "ثاد" على أراضي كوريا الجنوبية. وذلك للحيلولة دون تعرض كوريا الجنوبية لتهديدات من قبل كوريا الشمالية. وأكدت تقارير عسكرية أن كلا من واشنطن وسول قررتا بالفعل نشر عناصر من منظومة الدرع الصاروخية في كوريا الجنوبية، وذلك بحكم كون هذه العملية إجراء دفاعيا لضمان أمن كوريا الجنوبية وشعبها، في مواجهة أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية التابعة لكوريا الشمالية. منع التهديدات لم تتجاهل الولايات المتحدة اهتمام كل من روسيا والصين وقلقهما، فأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن منظومة "ثاد" لن يتم توجيهها ضد أي من الدول الأخرى، مشيرة إلى أن الحديث يدور فقط حول ضرورة زيادة الطاقات الدفاعية للتحالف "أي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة" لمنع كوريا الشمالية من القيام بأي تهديد نووي وباليستي. وتستخدم منظومة "ثاد" لاعتراض الصواريخ الباليستية ذات المدى القصير والمتوسط على ارتفاعات عالية جدا تفوق ارتفاع الغلاف الجوي للأرض، فيما لا يعرف حتى الآن عدد المنظومات المذكورة التي سيجري نشرها في كوريا الجنوبية. مخاوف بكين لم يقتصر القلق فقط على روسيا بل امتد إلى الصين، حيث أعربت وزارة الخارجية الصينية عن احتجاجها الشديد ومعارضتها الحازمة للاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، لنشر الدرع الصاروخية الأميركية، وحثت على تعليق تنفيذ هذا الاتفاق وعدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة، والتخلي عن الخطوات التي تضر المصالح الإستراتيجية للأمن الصيني. واتهمت الوزارة في بيان كلا من واشنطن وسول بأنهما تتجاهلان مواقف الدول الأخرى الواضحة، بما في ذلك الصين، بالإعلان عن نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي في كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة لا تساعد على تحقيق الهدف المتمثل في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ولن يساهم في تعزيز السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وترى بكين أن هذا يتعارض بشكل واضح مع جهود جميع الأطراف من أجل حل القضية من خلال الحوار والتشاور، ويشكل خطرا جديا على المصالح الإستراتيجية الأمنية للصين، وعلى دول أخرى في المنطقة، فضلا عن تعطيل التوازن الإستراتيجي للقوى في المنطقة ككل.

مشاركة :