على إيقاعات الزير، والقصائد، والعرضة الجنوبيَّة التي تحكي حبّ الوطن والتمسّك بحمايته وتراث الآباء والأجداد احتفل أهالي منطقة الباحة بقدوم عيد الفطر المبارك مساء الليلة الأولى، إذ اجتمع أهالي القرى في الساحات المعدَّة لإحياء ليلة العيد على وقع العرضة الجنوبيَّة، والقصائد الحماسيَّة التي تحظى بشعبيَّة كبيرة، وتحرص المحافظات في المنطقة على إقامة العرضة الشعبيَّة لإحياء الموروث، وتعريف الأجيال الحاليَّة بالعادات والتقاليد. ويقول عبدالرحمن سالم الغامدي: يعبّر أهالي الباحة عن فرحتهم بقدوم العيد من خلال إحياء التراث الأصيل، ومن أهم تفاصيله العرضة الشعبيَّة، فما أن يقرع الزير حتى يلتف الناس مشكّلين حلقة دائريَّة، يتوسطهم الشعراء، وقد كان الآباء والأجداد في الماضي يحرصون على لبس الثياب والسيوف، وربط العمامة على الرأس، ويقدمون على ساحة العرضة مثنى مثنى في صفوف متتالية كنوع من إظهار الفرحة، ثم يصطفون بجانب بعضهم بانتظار الشعراء ليقرع بعدها الزير إيذانًا ببدء العرضة، ويبدأ العارضون في ترديد آخر بيت من القصيدة، ويتوسط الصفوف رجل يحمل العلم السعودي؛ لإظهار الولاء والانتماء للوطن. وتحدث محمد آل جميع قائلاً إن العرضة من الموروثات الشعبيَّة الأصيلة، التي لا يزال الأهالي يتمسكون بها، ويحرصون على حضورها، والمشاركة فيها، كما يقوم المنظمون على اختيار أفضل الشعراء الذين يتغنّون في الوطن، وشهداء الواجب، وإنجازات القيادة الرشيدة، كما أن القصائد لا تكاد تخلو من النصائح، والحكم، والطرائف، ويحرص الشباب وهواة الشعر على الحضور والمشاركة. وأضاف سالم صحفان: إن هناك ألوانًا عديدة من العرضة يحييها الأهالي كالمسحباني، واللعب، والخطوة، ويشارك الكبار والصغار فيها بالسيوف، والمشاعيب، وهناك من يفضل مشاهدة العرضة والاستماع إلى قصائد الشعراء، ومثل هذه الموروثات تتناقلها الأجيال تأصيلاً للعادات والتقاليد. وفي السياق قال حمدان سعد الغامدي إن الآباء والأجداد في الماضي كان يحييون ليلة العيد بالعرضة الشعبيَّة، ويجتمعون في الساحة الرئيسة للقرية، وتشاهدهم النساء من الشرفات في المنازل المجاورة، ولا تزال أغلب القرى والمحافظات تقيم العرضة الشعبيَّة كأحد أهم برامج العيد. وقال عبدالله حسن إن القرى قديمًا كانت تقيم العرضة على إيقاع الزير، أمَّا الآن مع التقدّم والتقنيات الحديثة، فأصبحت تقام على مستوى القرى من خلال التسجيلات الصوتيَّة ويجتمعون لإقامتها في أماكن تجمعهم بعد الفراغ من وجبة العشاء الجماعي ختامًا لليلة عيد سعيدة، مضيفًا إن العرضة وما يرافقها من رقصات تضفي البهجة والسرور، وتلقى اهتمامًا من كبار السن والشباب، فهم مَن يعدُّ لها، ويساهم في الترتيب لإقامتها. وأشار عبدالرحمن سعود الغامدي إلى أن العرضة الجنوبية في العيد لها مذاق خاص إذ يستطيع الجميع المشاركة، ونجد فيها البهجة والمتعة، بينما تقتصر العرضات الرسميَّة في الزواجات والمناسبات العامّة على فرقة الفنون الشعبيَّة. المزيد من الصور :
مشاركة :