أبوظبي (الاتحاد) أظهرت دراسة علمية قام بها الدكتور عبد العظيم محمد مبروك علي، استشاري طب الأطفال والقائم على عيادة التبول اللاإرادي في مركز المويجعي الصحي بالعين على مجموعة من طلبة المدارس ما بين عمر 6 و16 عاماً أن 8% منهم يعانون من التبول اللاإرادي، كما بينت الدراسة أن آثار هذه الحالة تكون أكثر تأثيرا على الأولاد أكثر من البنات. وأكد د. عبدالعظيم وجود العديد من أساليب العلاج التي تشمل التثقيف الصحي للأسرة والمساندة النفسية وتنظيم تناول السوائل. بالإضافة إلى أساليب العلاج التشجيعية والتحفيزية للطفل مثل: عمل جدول وملصقات ليقوم الطفل بإعطاء نفسه، أو يقوم الأهل بإعطائه نجمة في كل مرة ينجح فيها بالالتزام بتعليمات الطبيب. كما من الممكن علاج الطفل عن طريق استخدام منبه/ساعة خاصة لحالات التبول اللاإرادي، وتعمل هذه الساعة التي توضع داخل ملابس نوم الطفل عند بدء التبول فتوقظ الطفل وتنبهه إلى ضرورة الذهاب إلى الحمام، ومن أساليب العلاج أيضاً إعطاء الطفل دواء عبارة عن حبوب قابله للذوبان توضع بالفم قبل النوم تعمل على تقليل كميه البول أثناء الليل وتساعد الطفل على التحكم. وتوفر الخدمات العلاجية الخارجية، إحدى المنشآت التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» عيادة متخصصة للتبول اللاإرادي في مركز المشرف التخصصي للأطفال ومركز الطوية التخصصي للأطفال ومركز المويجعي الصحي. كما يمكن أيضاً متابعة تلك الحالات مع أطباء الأطفال في أي من المراكز الصحية التابعة لها. وقال د. صلاح الدين حسين، استشاري طب الأطفال العام بمدينة الشيخ خليفة الطبية والقائم على عيادة التبول اللاإرادي في مركز المشرف التخصصي للأطفال: يعاني العديد من الأطفال التبول اللاإرادي. ويبدأ علاج هذه الحالات عند الأطفال من سن 5 سنوات حيث يعانى 15 – 20% من الأطفال في هذه الفئة العمرية من التبول اللاإرادي، كما تتواجد عند من هم فوق 5 سنوات وحتى 18 سنه ولكن بنسب أقل، ونظراً لحساسية الموضوع يبقى الأهل على صمت فلا يراجعون الأطباء مما يؤدي إلى تفاقم الحالة حيث يترتب عليها آثار نفسية خاصة مع مرور الوقت وازدياد سن الطفل ودخوله المدرسة. وأضاف د. صلاح الدين: هناك العديد من الطرق لعلاج هذه الحالة، وقد تستدعي حالة الطفل استخدام عدة أساليب في وقت واحد لتحقيق النتائج المرجوة، وقد لاقينا وبحمد الله العديد من قصص النجاح خلال متابعتنا للأطفال في مركز المشرف التخصصي للأطفال، ومنها فتاة عمرها 6 سنوات تعاني من التبول اللاإرادي لأشهر، توقفت عن ذلك بمجرد استخدام جدول الملصقات التشجيعي وتنظيم تناول السوائل، ومن قصص النجاح الأخرى، قصة طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات كانت تعاني من توتر شديد نتيجة لاضطرارها ارتداء حفاظات ليلية ومع العلاج توقفت الطفلة عن ارتدائها وعولجت حالة التبول اللاإرادي لديها. وأشار إلى أن آثار هذه الحالة تمتد إلى الأسرة أيضا، ولا تقتصر نتائج العلاج على توقف التبول اللاإرادي بل أيضاً تمتد إلى تحسين نوعية الحياة ليس فقط للأطفال ولكن للأهالي أيضاً، فعلى سبيل المثال كانت والدة أحد الأطفال تستيقظ ثلاث مرات كل ليلة لمدة أشهر طويلة لإدخال ابنها إلى الحمام مما أثر سلباً على نومها وبالتالي صحتها ونفسيتها، ولكن بعد العلاج لم تضطر لفعل ذلك، كما لاحظ بعض الأهل تحسناً في مستوى الطفل في المدرسة بعد علاجه من التبول اللاإرادي. وفي حالات عديدة أخرى تمكنت الأسرة من اصطحاب الأطفال معها للمبيت عند الأقارب أو السفر من دون تخوف.
مشاركة :