مارون الراعي خاض التجربة بنجاح... ورهان غسان ولارا كان رائعاًلبنان يجرّب أوبرالياً! إنها أول محاولة لأوبرا عربية متكاملة رصدت حتى الآن، وهي بعنوان «عنتر وعبلة»... والتي ألّفها خصوصاً أنطوان معلوف قبل 26 عاماً ونشرها في كتاب العام 1995 ليجد من يتبناها إنتاجياً هذا العام، وهو رجل الأعمال فريد الراعي (عقارات) مع مجموعة من أصدقائه لدعم الصورة الثقافية للبنان. المؤلف الموسيقي مارون الراعي وجد في كتاب معلوف ما يسعى إليه من زمان، واشتغل لأشهر على النص، وجميع التحضيرات المطلوبة... هكذا أخبر «الراي»، ومضيفاً أنه كان لحماسته تأثير على أحد أفراد العائلة الذي التزم الإنتاج، وبوشر التنفيذ بطريقة احترافية من دون حرق المراحل. ولم يتأخر الفنان غسان صليبا في الموافقة على أن يتصدر العمل بكل رصيده الفني والجماهيري بعدما تعرّف على كامل الفريق، خصوصاً المؤلف الراعي والسوبرانو الرائعة الصوت والأداء والحضور لارا جوخدار، وكان صائباً قرار توزيع الأدوار بالتساوي على المؤدين غناء: غسان، لارا، السوبرانو كونسويل الحاج، الباريتون مكسيم الشامي، الباريتون إبراهيم إبراهيم، التينور بيار سميا، والتينور شربل عقيقي، فبدا العرض متجاوزاً مسألة هيمنة شهرة غسان صليبا، إلى محاولة موفقة لإعطاء مغنّي الأوبرا المتخصصين المجال للحضور، والحفاظ على صورة غسان المعروفة. هذا المناخ نجح في تعزيز التجربة ميدانياً لرصد الملاحظات عليها، والملاحظة الوحيدة التي سجلتها «الراي» تتعلق بالكيمياء المفترض توفرها بين فن الأوبرا واللغة العربية، والإشكالية المطروحة في جانب الغناء أوبرالياً بالعربية. فليس مستساغاً تقطيع الجملة العربية: «أنا... أريد... القول... ما... أروع... وجهك... أيتها... الحبيبة»، طبعاً هذا التقطيع لا يتآلف مع هيكلية اللغة العربية ولا شيء غير هذا. فالعمل يسير منسجماً بين الموسيقى الجاذبة والشرقية الصميمة، وكان الحضور المباشر للمايسترو والمؤلف مارون الراعي لقيادة أربعين موسيقياً أثره الإيجابي جداً على ميكانيكية التواصل بين المغنين وجيش العازفين. الزحام على الخشبة استوعب 117 شخصاً، أراحت الحضور فيهم الملابس الرائعة بانسجامها اللوني (البيج مع البني والزيتي) والتصميمي، وعفوية الحركة للمجاميع بإشراف المخرجين: جوزيف ساسين وميرانا النعيمي، وبالقدر نفسه من التأثير جاء الديكور عفوياً مع المهندسة هند يمين. وفي اتصال تهنئة بالفنان صليبا، بادر قبل سؤاله: «أنت كنت خائفاً من التجربة فكيف وجدتها»، عندها قلنا مناخ ما كتبناه عن العمل، فوافقنا، ثم قال: «أعتبر العمل ممتازاً كانطلاقة لهذا النمط الغنائي الجديد على الغناء العربي، ورهاني كان في محله، إضافة إلى صوت السوبرانو لارا جوخدار الرائع في دور عبلة». الأوبرا التي عُرضت ليومين على مسرح كازينو لبنان، ستسافر في ما بعد للعرض شرقاً وغرباً.
مشاركة :