قال مصدر في حكومة جنوب السودان أمس إن 272 شخصاً على الأقل قُتلوا في اشتباكات بين قوات متصارعة في العاصمة جوبا بينهم 33 مدنياً مع سماع دوي إطلاق نار كثيف في أجزاء من المدينة وسعي كثير من السكان للجوء لقاعدة تابعة للأمم المتحدة. وأفاد متحدث باسم نائب الرئيس ريك مشار أن مقر إقامة مشار تعرض لهجوم من قوات تابعة للرئيس سلفا كير مع استمرار تردي الأوضاع في العاصمة منذ اندلاع اشتباكات يومي الخميس والجمعة الماضيين. واندلعت المواجهات في جوبا أمس، بعد يومين من اشتباكات أوقعت أكثر من 150 قتيلاً في المدينة، كما قال المتمردون السابقون، عشية استقلال الدولة الفتية. وكتبت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على تويتر أن هناك «عيارات نارية وتبادلاً كثيفاً جديداً لإطلاق النار، مستمراً منذ ساعات الصباح الأولى قرب مقر الأمم المتحدة». وتحدثت الأمم المتحدة عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و»أسلحة هجومية ثقيلة». ورصدت أيضاً مروحية قتالية فوق جوبا. وتتولى الأمم المتحدة إدارة مخيم يقيم فيه نحو 28 ألفاً من النازحين جراء الحرب الأهلية المستمرة منذ ديسمبر 2013 بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وتلك التابعة لنائبه رياك مشار. ويتمركز جنود من الجانبين قرب مخيم الأمم المتحدة الذي لجأ إليه سكان من المنطقة. وتوجه مدنيون أيضاً مع الأطفال وما تمكنوا من حمله إلى قاعدة أخرى للأمم المتحدة قريبة من المطار. وألقى متحدث باسم مشار مسؤولية هذه المعارك الجديدة على القوات الحكومية. وقال جيمس غاتيت داك إن «قواتنا تعرضت لهجوم في قاعدة جبل» وصدته، مضيفاً «نأمل بعدم حدوث تصعيد». ولم تتوافر في الوقت الحاضر حصيلة للاشتباكات. وبدأت أعمال العنف وهي الأولى في جوبا منذ توقيع اتفاق السلام في اغسطس 2015 بين كير ومشار، لدى وقوع اشتباك أسفر عن خمسة قتلى بين عناصر الحرس الرئاسي الخميس. ثم استؤنفت المواجهات مساء الجمعة وأسفرت عن «أكثر من 150 قتيلاً» كما قال رومان نيارجي المتحدث باسم رياك مشار. وسمع إطلاق النار من أسلحة رشاشة ومدفعية ثقيلة في عدد من أنحاء العاصمة، واستمر نحو نصف ساعة. وما لبث أن توقف بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه. وفي إطار الاتفاق على تقاسم السلطة العام الماضي، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين، في إبريل إلى جوبا؛ حيث أعيد تعيينه نائبا للرئيس، وشكّل مع كير حكومة وحدة وطنية. لكن العداء استمر في عدد من المناطق. وفي أواخر يونيو، وصف مسؤول في لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار مستوى أعمال العنف بأنه «مخيف». وألقت المواجهات بظلالها القاتمة السبت على ذكرى الاستقلال الذي انتزع من السودان بعد حرب طويلة. ولا يصمد اتفاق السلام الذي أبرم العام الماضي إلا بصعوبة، ولم يشعر الناس بالجوع الذي يشعرون به في هذه الأيام.
مشاركة :