هي الزيارة الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى إلى إسرائيل منذ 2007 ولم يعلن عنها مسبقا لكنها أثارت الكثير من الغموض حول سبب توقيت الزيارة وأهدافها ومضمونها. وزير الخارجية المصري سامح شكري توجه صباح الأحد إلى إسرائيل في زيارة قالت عنها الخارجية المصرية إنها تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية. ورغم أن توقيت الزيارة جاء بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى دول حوض النيل (إثيوبيا، ورواندا، وأوغندا، وكينيا) ووجود مخاوف لدى المصريين من وجود دور إسرائيلي في أزمة سد النهضة إلا أن تلك المخاوف تبددت حسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربية.نت"، بعد الإعلان عن توقيع العقود الاستشارية لسد النهضة خلال أيام وتأكيدات المسؤولين الأفارقة أن الزيارة تستهدف تبادل مصالح تجارية واقتصادية والاستفادة بالخبرات الإسرائيلية في إقامة عدد من المشروعات التنموية بتلك الدول. السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري السابق يؤكد على أن زيارة شكري لإسرائيل هدفها في المقام الأول الترتيب والتحضير لمؤتمر باريس للسلام وتقريب وجهات النظر من أجل إقامة وعقد لقاءات إسرائيلية فلسطينية مباشرة وتأتي عقب الزيارة التي قام بها سامح شكري إلى رام الله، وانعقاد المؤتمر الوزاري الخاص بعملية السلام في باريس، وتستهدف تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات، وتوجيه دفعة لعملية السلام مضيفا أن الزيارة طبيعية وليست وراءها أهداف سرية غير معلنة. وحول سبب زيارة وزير الخارجية بنفسه إلى إسرائيل لعقد لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو مع أنه كان يمكن تكليف سفير مصر في إسرائيل بهذا الأمر، قال هريدي إن زيارة الوزير بنفسه تأتي لتأكيد جدية مصر في حل القضية الفلسطينية وتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تقريب وجهات النظر بينهما بهدف الوصول إلى حل شامل وعادل ينهي الصراع ويحقق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو نفس الأمر الذي أدى لزيارة وزير الخارجية إلى رام الله ومقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ووزير الخارجية الفلسطيني فضلا عن أن الزيارة تأتي في إطار الدعوة التي أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية اغتنام الفرصة والاستفادة من تجارب السلام السابقة. وعن طبيعة الملفات التي سيناقشها وزير الخارجية في الزيارة وهل من بينها ملفات أخرى غير القضية الفلسطينية قال مساعد وزير الخارجية السابق من المؤكد أن يبحث الجانبان العلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية الأخرى في الشرق الأوسط، لكن القضية الفلسطينية هي لب وقلب الملفات التي سيناقشها شكري خلال الزيارة.
مشاركة :