المعارك في جنوب السودان تمتد إلى أحياء عدة من العاصمة جوبا ومحيط المطار

  • 7/11/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جوبا - (أ ف ب): تصاعدت حدة المعارك في جوبا أمس بين القوات النظامية السودانية الجنوبية والمتمردين السابقين، وامتدت لتشمل أحياء عدة من العاصمة ومحيط المطار، بعد يومين من اندلاع هذه المواجهات التي أوقعت حتى الآن أكثر من 150 قتيلا. وتحدثت الأمم المتحدة أمس عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و«أسلحة هجومية ثقيلة». ورصدت أيضا مروحية قتالية فوق جوبا. ودفعت هذه التطورات الأمنية سكان العاصمة إلى البقاء في منازلهم أو الهروب إلى خارج المدينة، بحسب ما أفاد شهود. وأعلنت السفارة الأمريكية أن «الوضع شهد تدهورا كبيرا في جوبا»، ودعت الأمريكيين إلى ملازمة منازلهم. وأضافت على صفحتها على فيسبوك أن «معارك كثيفة تدور بين القوات الحكومية والمعارضة، وخصوصا في ضواحي المطار ومواقع بعثة الأمم المتحدة في حي جبل وفي مختلف مناطق جوبا». ويتواجه في هذه المعارك الجنود التابعون للرئيس سلفا كير والجنود التابعون لزعيم المتمردين السابق ونائب الرئيس الحالي رياك مشار. وكانت المواجهات بدأت الخميس إثر اشتباك بين الطرفين أوقع خمسة قتلى، ثم استؤنفت مساء الجمعة وأسفرت عن «أكثر من 150 قتيلا» كما قال رومان نيارجي المتحدث باسم رياك مشار. وسمع إطلاق النار من أسلحة رشاشة ومدفعية ثقيلة في عدد من أنحاء العاصمة، واستمر نحو نصف ساعة. وما لبث أن توقف بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه. وفي إطار الاتفاق على تقاسم السلطة العام الماضي، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين، في أبريل إلى جوبا، حيث أعيد تعيينه نائبا للرئيس وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية. وتتولى الأمم المتحدة إدارة مخيم يقيم فيه نحو 28 ألفا من النازحين جراء الحرب الأهلية المستمرة منذ ديسمبر 2013 بين الطرفين. ويتمركز جنود من الجانبين قرب مخيم الأمم المتحدة الذي لجأ إليه سكان من المنطقة. وتوجه مدنيون أيضا مع الأطفال وما تمكنوا من حمله إلى قاعدة أخرى للأمم المتحدة قريبة من المطار. وامتدت المواجهات أمس إلى مناطق أخرى من العاصمة بينها حي غوديلي وحي تونغبينغ قرب مطار جوبا الدولي. وعلقت شركة الطيران الكينية رحلاتها إلى جوبا بسبب «الوضع الأمني المضطرب» بحسب بيان للشركة. وألقى المتحدث باسم مشار مسؤولية المواجهات الأخيرة على الجنود الحكوميين. وقال جيمس غاتيت داك إن «قواتنا تعرضت لهجوم في قاعدة جبل» وصدته. وأضاف أن مروحيات قتالية ودبابات قد استخدمت لقصف قاعدة مشار. وكانت وزارة الخارجية البريطانية نصحت رعاياها السبت بـ«عدم السفر إلى جنوب السودان» كما دعت الموجودين هناك إلى المغادرة. وألقت المواجهات بظلالها القاتمة السبت على ذكرى الاستقلال الذي انتزع من السودان بعد حرب طويلة. وخلافا للسنوات السابقة، لم ينظم أي احتفال بذكرى الاستقلال، بسبب نقص الأموال، كما أعلن رسميا. وكان يوم الذكرى هادئا، لكن التوتر استمر حادا في العاصمة. ومنذ ديسمبر 2013، أسفرت المعارك بين القوات الموالية لكير وتلك الموالية لمشار، عن عشرات آلاف القتلى في صراع تزيد من تعقيداته المعارك بين الإثنيات والصراعات على المستوى المحلي.

مشاركة :