حكاية عنتر وعبلة في عمل أوبرالي لبناني

  • 7/11/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

«الحلم أصبح حقيقة»... بهذه الكلمات يختصر المؤلف الموسيقي مارون الراعي مشاعر 160 عازفاً ومغنياً وتقنياً لم تثنهم قسوة المشهد الأمني والسياسي الذي يعيشه لبنان، عن إنجاز أول أوبرا لبنانية باللغة العربية تستعيد قصة «عنتر وعبلة» من بطون التاريخ العربي، وتقدمها بحلة فريدة يمتزج فيها الشعر الفصيح والحوار البليغ مع التأليف الأوركسترالي وتقنيات الأداء الأوبرالي. ففي ظل إجراءات أمنية مشددة، أحاطت بمسرح «كازينو لبنان» المطل على خليج جونيه شمال بيروت، توافد مساء أول من أمس مئات الأشخاص لحضور افتتاح أوبرا «عنتر وعبلة» للكاتب أنطوان معلوف والمؤلف الموسيقي والمايسترو مارون الراعي، في أمسية أعلنت الولادة الحقيقية لمؤسسة «أوبرا لبنان»، وهي أول مؤسسة من نوعها في هذا البلد الذي كان له باع طويل في المسرح الغنائي لا سيما مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني. في ديكور مسرحي يحاكي الصحراء ومضارب القبائل، وملابس وتفاصيل تستعيد حياة العرب في البادية، وعلى أنغام أوركسترا غربية طعّمت بإيقاعات شرقية بقيادة الراعي، تتوالى فصول حكاية عنترة بن شداد الذي عاش في القرن السادس وكان أحد أرق شعراء العرب وأشرس فرسانهم على الإطلاق، وحبيبته عبلة التي خلدتها قصائده على مدى الأزمان. ويؤدي دور عنتر المغني غسان صليبا الذي عرفه اللبنانيون خصوصاً في مسرحية «صيف 840» لمنصور الرحباني، مجسداً نضال ذاك «العبد الأسود» للحصول على حقه في الحرية وفي أن يكون مساوياً لأبناء قبيلته من دون تمييز بسبب لونه الأسود وعرق والدته الحبشية. أوبرا «عنتر وعبلة» ثمرة عام من التأليف الموسيقي وعام من التدريب لمئة وثلاثين فناناً على المسرح، الى جانب ثلاثين في الكواليس، لكنها أيضاً «ثمرة مناهج وضعها الاساتذة الكبار وتبناها المعهد الوطني العالي للموسيقى، وهي مناهج تقوم على «احترام اللفظ العربي السليم»، وفق الراعي الذي يضيف: «الاوبرا لم تعد فناً غربياً، انها فن عالمي، ولكننا في حاجة الى تطويعها لتصبح مناسبة للغة العربية وتحترم أصول نطقها، لا ان نسمع اوبرا عربية تعرض وكأنها بلغة أجنبية. ما فعلناه في هذا العمل هو نقل هذه المناهج إلى حيز التنفيذ»، فالمؤدون في «عنتر وعبلة» هم من متخرجي قسم الأوبرا الذين درسوا هذه المناهج، أو من الطلاب الحاليين، ما عدا صليبا «الذي أردنا أن نستفيد من خبرته في المسرح الغنائي ومن احترافه، وهو من إرث المسرح الرحباني».

مشاركة :