مع الإعلان عن انطلاق إجراءات السباق الرئاسي، بدأت بورصة الترشيحات والتوقعات من جانب الخبراء والشارع المصري، مع توجه الأنظار إلى المرشحين أصحاب الخلفية «العسكرية»، خاصة بعد أن حملت الأحداث المشير عبدالفتاح السيسي إلى صدارة المشهد، الأمر الذي جعل سيناريوهات الرجل القادم من المؤسسة العسكرية أمر تحكمه عدة مسارات أهمها: من سيأخذ زمام مبادرة قرار دخول السباق في مواجهة «السيسي»، الأكثر قبولًا على المستوى الشعب، لدوره المحوري في إنهاء حكم الإخوان الإرهابية، ومواجهة العمليات الإرهابية، فضلًا عن مناشدة ومطالبة الملايين له بالترشح، وهو ما يجعل خيارات الآخرين أكثر تعقيدًا، ويبرز على الساحة اسم الفريق أحمد شفيق المرشح السابق للرئاسة، والفريق سامي عنان رئيس هيئة أركان القوات المسلحة السابق، ورئيس المخابرات الأسبق اللواء مراد موافي، وبالرغم من إعلان الفريق أحمد شفيق صراحة عدم ترشحه في حال ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، إلا أن هناك من يتوقع نزوله مراهنًا على عدد الأصوات التى حصل عليها في الانتخابات السابقة، إلا أن المؤكد دعمه للسيسي، ووسط تضارب الآراء والتصريحات لم يعلن الفريق «عنان» ترشحه، فيما تواترت أنباء صحافية عن أن الفريق سامي عنان يسعى لأن يحظى بتأييد المؤسسة العسكرية في الترشح للرئاسة، أما مراد موافي فلم يعلن الآخر قراره حتى الآن بانتظار قرار السيسي بالترشح من عدمه، فيما توقع البعض إعلانه الترشح بعد اجتماعه بعدد من النشطاء السياسيين لبحث تدعيمه في الانتخابات. لا يوجد أحد سيدخل في مواجهة المشير ويرى اللواء محمد عبد العزيز عكاشة المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي أن ترشح المشير السيسي للرئاسة المصرية أصبح أمرًا مؤكدًا لا مجال فيه للتأويلات، مشيرا إلى أن سيناريوهات حسم الانتخابات الرئاسية لرجل عسكري، من بين المرشحين المحتملين تحكمه عدة مسارات أهمها قوة المرشحين، مؤكدًا أنه لا يوجد أحد على الساحة يدخل في مواجهة السيسي، وأن من يفكر في النزول أمام «السيسي» يحكم على نفسه بالخسارة مبكرًا، حيث إن الرجل يحظى بشعبية جارفة، وله قواعد في الشارع تمنحه الإنفراد، لافتًا إلى أنه لا توجد على الإطلاق تعقيدات في حسم رجل عسكري للعملية الانتخابية، وأن بعض الأسماء التى تخرج وتتوارى مرة أخرى، فقط هو انعكاس لتأخر «السيسي» في إعلان موقف واضح بشأن ترشحه أو عدم ترشحه للرئاسة خلال الفترة الفائتة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد صراعات داخل المؤسسة العسكرية على من يدخل سباق الانتخابات الرئاسية. وقال اللواء عكاشة: لا يقرأ المشهد جيدًا من يفكر في النزول أمام المشير السيسي، نظرًا لرصيده في الشارع، فمنذ 6 أشهر والشارع يضغط عليه لخوض الانتخابات، لإنقاذه البلاد من براثن الإخوان الإرهابية وإنقاذه الشعب من حرب أهلية وكارثة محققة. وفي سياق متصل، لم تخلُ الساحة من التحليلات والدراسات حول القادم من المؤسسة العسكرية، حيث أوضح المحلل السياسي عبدالله السناوي في دراسة له أن السيسي هو الرجل الأقوى القادم من المؤسسة العسكرية ولا مجال للحديث عن معارك وهمية، مشيرًا إلى أن الأحداث قد دعت السيسي بتعقيداتها إلى صدارة المشهد وآلت إليه بإزاحة الرئيس السابق محمد مرسي، غير أن صعوده الرئاسي تحوطه تحديات، وجد نفسه أمام خيارات صعبة قبل حسم سؤال السلطة في 3 يوليو، وقد سمع تهديدات الشاطر وبديع بحرب أهلية قبل عزل الرئيس السابق، ويري «السناوي» على أن عدم ترشحه سيخلق مشكلات كبيرة سواء في التحديات القائمة أو في خلخلة وشقاق بنية السلطة وعلاقة الدولة والجيش وسائر مؤسسات الدولة، كما أنه لا يمنع صعود عسكري آخر للسلطة في ظل الطلب المصري الشعبي الباحث عن رجل قوي في المرحلة المقبلة، وعن استقرار يواجه تحديًا داخليًا وخارجيًا. لديه إرادة قوية لتطوير الدولة أما الدكتور محمود فرج الخبير السياسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة المنصورة، فيرى أن السيناريوهات المقبلة فيمن يأتي من المؤسسة العسكرية يحكمها مسار واحد، هو ترشح السيسي للرئاسة وعدم ترشحه، فبترشحه في اعتقادي أصبح لا مجال للنقاش حول المتنافسين معه، وحول إذا ما قرر «شفيق « الترشح في وجود «السيسي»، قال «فرج»: رغم قوة الفريق أحمد شفيق وشعبيته التي حصل عليها في مواجهة الرئيس المعزول محمد مرسي، فالأمر يختلف هنا، حيث إنه في مواجهة من كان سببًا في تحويل بوصلة المصريين من الخراب والدمار والاستعمار الجديد إلى الاستقرار النفسي والمعنوي، فضلًا عن تطلعهم إلى مستقبل ينعم بأمن اقتصادى، مشددًا أن السيسي لديه إرادة قوية لتطوير الدولة، وقناعة في الانتماء المصري، وفي حب أرض مصر وشعبها، وهو ما سيتوقف معه الكثيرون ممن يفكرون في ترشيح أنفسهم للرئاسة. أرقام قياسية سيحققها السيسي وأضاف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد أن المشير السيسي سيحقق في هذه الانتخابات ما لم يحقق رئيس في تاريح مصر من أرقام قياسية، نظرًا للشعبية الجارفة التي يحظى بها على مستوى الحركات والأحزاب والشارع، خاصة الأحياء الفقيرة التي تعشقه وتنتظر منه الكثير ليحققه، مشيرًا إلى أننا لا نتحدث هنا عن أكثر من مرشح من المؤسسة العسكرية، لأنه لا مجال لها في ظل وجود رجل بحجم السيسي، ولكننا نتحدث عن سباق رئاسي بين عسكري ومدني، و في اعتقادي أنه ستكون هناك منافسة ولكن ليست حامية، ولا أعتقد أنه سيكون هناك أي مرشحين جادين من جانب عسكريين سابقين تكون لديهم الشجاعة أو الجرأة لمنافسة السيسي. المزيد من الصور :
مشاركة :