تفحُّص الواقع، واستشراف الغد من معطيات الحاضر، يبرهنان على أن أطماع الإرهابيين لن تستطيع أن تقترب من أمن السعودية واستقرارها، ومنجزات وإنجازات تحققت بسواعد أبنائها المخلصين، وبجهود رجال وزارة الداخلية التي رسمت وأعدت، ونفذت استراتيجية شاملة؛ للحرب ضد الإرهاب، تضمنت أبعادا أمنية، وسياسية ودينية واجتماعية، وعززت التعاون الإقليمي، والدولي؛ من أجل توفير المعلومات لإحباط العمليات الإرهابية، وتجفيف منابع دعم الإرهاب، ومنع أي دعم يقدم من أي دولة لهذه الجماعات المتطرفة. بعين ثاقبة، وعقل منير، أكد سعادة العميد بسام عطية - الخبير في استراتيجية مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية - ، أنه: «على الرغم من الآلام التي حدثت من تفجير المدينة المنورة، إلا أنها تحمل في طياتها البشارة بزوال هذا التنظيم الإرهابي على أيدي قوات الأمن السعودي، حيث لا يفلح من أراد طيبة الطيبة بشر أو بسوء»؛ ولأن الحياة - يا سعادة العميد - لا تلبث أن تستعيد توازنها، ولا يلبث العقل أن يفرض سلطانه على الجنون؛ فالتاريخ يسجل في صفحاته، أن التطرف الذي نعيش أحداثه، ووقائعه - اليوم - ، هو موجه من الموجات الفكرية العنيفة التي لا تستطيع أن تعيش طويلا. التمركز الجغرافي المتمثل بالدولة الإسلامية في العراق وسوريا، والمنتج المشوه عن الحياة التي ينعم بها الشخص المنضم إلى تنظيم داعش، والقائم على استهداف حقوق الإِنسان الأساسية، سيواجه في المرحلة القادمة حصارا كبيرا على المستويين - الداخلي والخارجي - ؛ حتى ولو لم تصل أنشطتها الإرهابية إلى نهايتها؛ الأمر الذي يتطلب الإسراع في اقتضاء أسلوب تعبوي فكري صحيح؛ من أجل اجتثاث الأيديولوجيا التي قام عليها تنظيم داعش الإرهابي بأدواته البدائية؛ حتى وإن استندت الى أدوات تكنولوجية متقدمة، وموارد مالية ضخمة، ومساحة جغرافية هائلة، ومشاركة جهادية واسعة من مختلف مناطق العالم. لا يمكن للإرهاب أن يكون خيارا في أي معادلة، - ولذا - فإنَّ رصد فتاوى الجماعات الإرهابية التي تلوي أعناق النصوص الدينية؛ لتنفيذ أجندات خاصة بها، ومن ثم استغلالها الدين لأهداف سياسية، وتفنيدها أمام الرأي العام - العربي والعالمي - لكشف حقيقتها، واعتبارها تكوينات فكرية شاذة غير قابلة للبقاء، ولا للتعايش مع الفطرة الإِنسانية السوية أصبحت - مطالب مشروعة - ولا شك.
مشاركة :