لندن - (أ ف ب): ستصبح تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة يوم غدٍ الاربعاء لتقود بلادها في عملية خروجها من الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب منافستها الوحيدة وزيرة الدولة للطاقة اندريا ليدسوم من السباق على خلافة ديفيد كاميرون. وبقيت ماي المرشحة الوحيدة على الساحة بعد انسحاب ليدسوم التي واجهت انتقادات بعد تلميحاتها بانها أكثر أهلية لمنصب رئاسة الوزراء لأنها انجبت. وأعلن كاميرون أمس الاثنين ان ماي ستتولى رئاسة الوزراء خلفا له الاربعاء، مع العلم بأنه سيزور الملكة اليزابيث الثانية في هذا اليوم لتقديم استقالته والتوصية بان تحل وزيرة الداخلية ماي مكانه. وقال كاميرون في تصريح من امام مقر الحكومة «الاربعاء سأحضر جلسة مجلس العموم الخاصة بتوجيه الاسئلة إلى رئيس الوزراء، وبعد ذلك سأتوجه إلى القصر لتقديم استقالتي لكي يصبح لديهم رئيس وزراء جديد مساء الاربعاء». وتواجه بريطانيا اسوأ ازمة سياسية منذ اجيال بعد التصويت الصادم بالخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو والذي دفع كاميرون إلى الاستقالة. وشهد حزب المحافظين الذي يتزعمه سباقا مريرا على خلافته، فيما يواجه زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن كذلك تحديا لزعامته. وأطلقت ماي (59 عاما)، التي قد تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء بعد مارجريت تاتشر، حملتها السياسية الاثنين معلنة انها ستقود بريطانيا في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي رغم انها دعمت معسكر البقاء في الاتحاد قبل الاستفتاء. وقالت ماي في تصريحات تلفزيونية «قرار البريكست نهائي، وسنقوم به بنجاح». وأضافت «لن نبذل أي محاولات للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، ولن نسعى إلى إعادة الانضمام من ابواب خلفية، ولن نجري استفتاء ثانيا سأضمن ان نغادر الاتحاد الأوروبي». وكانت ماي قد وعدت ببدء المحادثات الرسمية للخروج من الاتحاد الأوروبي بنهاية العام في أقرب وقت ممكن، في وقت يضغط زعماء دول الاتحاد على بريطانيا لتسريع البدء في هذه المحادثات. وكرر يورين ديسلبلوم وزير المالية الهولندي الذي يترأس المجموعة الأوروبية التي تضم 19 من نظرائه في منطقة اليورو، دعواته لنقل السلطة في بريطانيا بالسرعة الممكنة. وصرح للصحافيين «كلما حسمنا هذه المشكلة أسرع، كلما كان ذلك أفضل». بعد التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، سجل الجنيه الاسترليني انخفاضا تاريخيا هو الادنى منذ 31 عاما، الا انه ارتفع فترة وجيزة بعد إعلان انسحاب ليدسوم التي نادت بالخروج من الاتحاد الأوروبي وتفتقر إلى الخبرة الوزارية. وماي (59 عاما) هي ابنة قس وستصبح ثاني امرأة تتولى هذا المنصب بعد تاتشر (1979-1990). وقدمت نفسها على انها القائد الذي يمكنه ان يوحد البلاد بعد الحملة المريرة التي قسمت البلاد قبل الاستفتاء، كما انها مفاوض صعب تستطيع ان تتصدى لبروكسل في المحادثات التي وصفتها بالصعبة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويعني خروج ليدسوم ان كبار المسؤولين الذين قادوا حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي وهم بوريس جونسون ومايكل غوف وليدسوم، وزعيم حزب «استقلال بريطانيا» المستقيل نايجل فاراج، تخلوا عن المناصب القيادية. وقال الكاتب سلمان رشدي على تويتر «دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي القوا بالحجارة على النوافذ، والان يهربون من المنزل». وفي أحدث المفاجآت التي تشهدها بريطانيا مؤخرا، أطلقت النائبة عن حزب العمال انجيلا ايغل حملتها لتولي زعامة الحزب المعارض خلفا للاشتراكي المخضرم كوربن، ودعت إلى إجراء انتخابات عامة بعد وقت قصير من تولي ماي مهام منصبها. وكان كوربن يتمتع بتاييد واسع بين أعضاء حزبه، الا انه خسر ثقة ثلاثة ارباع نواب حزب العمال على الاقل. وقالت ايغل، وهي من اليسار «المعتدل» في حزب العمال واول نائبة تعقد شراكة مدنية مع صديقتها في 2008، ان بريطانيا تواجه «اوقاتا خطرة». وأشارت إلى انها تعتبر التصويت في الاستفتاء «رسالة الى الملايين في هذا البلد الذين شعروا فترة طويلة ان لا احد يستمع اليهم وبالنسبة للعديد منهم فقد كانت صرخة الم». وبعكس ما حدث في حزب المحافظين، فإنّ زعامة حزب العمال يلفها الغموض. وستقرر اللجنة التنفيذية الوطنية الحاكمة في الحزب ما إذا كان كوربن سيدخل المنافسة على الزعامة بشكل تلقائي أم انه سيحتاج إلى الحصول على ترشيح من 51 نائبا، وهو الامر الذي سيكون صعبا عليه.
مشاركة :