حوار: محمد فتحي عرفها جيل التسعينات في مصر فتاة مشاغبة خفيفة الظل، من خلال عملها موديل في الإعلانات التجارية التي كانت تُعرض على شاشة التلفزيون المصري، فأحب تلقائيتها وبساطتها. ورآها بعد ذلك في أدوار فنية مختلفة، من رعونة هايدي في امرأة من زمن الحب، إلى شهامة ابنة البلد نعمة في صايع بحر، أو رومانسية جيجي في حريم كريم، وغيرها من الشخصيات. لكن ياسمين عبدالعزيز، وهي تنقل صورة الفتاة المصرية، لم تتخل في هذه الأدوار جميعاً عن البساطة والتلقائية، سواء كانت تعيش في فيلا راقية أو أحد الأحياء الشعبية. حول أحدث أفلامها أبو شنب، الذي عرض في عدد من دور السينما الإماراتية في موسم عيد الفطر، تحدثت ياسمين عبدالعزيز إلى الخليج، عن طبيعة دورها، وموقعها حالياً من التلفزيون والمسرح، والكثير من التفاصيل. } بداية حدثينا عن تفاصيل فيلمك الجديد أبو شنب. - الفيلم كوميديا هادفة تعرض مشكلة اجتماعية قائمة، من خلال تجسيدي شخصية عصمت ضابطة الشرطة، أحاول أن أثبت أن المرأة تستطيع فعل كل شيء مثلها مثل الرجل، حيث يحاول الرجال الموجودون حولها أن يثبتوا لها، أثناء أحداث الفيلم، أنها فتاة ضعيفة لا تستطيع القيام إلا ببعض الأعمال المكتبية، ولكنها تتحداهم لتثبت العكس. ف أبو شنب ثورة نسائية أو صوت مرتفع، لإثبات أن المرأة تساوي الرجل بل تتفوق عليه أحياناً، كل ذلك بالطبع في قالب كوميدي. } لوحظ أن بعض مشاهد الفيلم مستوحاة من أحداث واقعية، وتحديداً تأمين ضابطات الشرطة المصريات للفتيات في التجمعات أثناء الأعياد.. هل هذا صحيح؟ - نعم، ففضلاً على إعجابي بصرامة الضابطات في عملهن، فإن الفن يستمد صدقيته من الواقع، ومن الجيد أن أكون أول من يقدم الأحداث التي أشرت إليها بإعادة صياغتها في قالب فني، فلا يستنكرها الناس إذا شاهدوها لأنني نقلت إليهم واقعاً ملموساً. } إذن، كان مقصوداً مناقشة قضية التحرش في فيلم يُعرض في موسم العيد الذي يشهد زيادة في هذه الممارسات المعيبة؟ - بالتأكيد كان هناك قصد إلى ذلك، إذ قمنا بمعايشة الواقع، وصورنا مشاهد التحرش ومطاردة المتحرشين أمام دور السينما في منطقة وسط البلد، محاكاة للمواقف التي تحدث للأسف في الحقيقة، بشكل كوميدي لايت يرسم الابتسامة. ولكن المشاهد التي تتناول تلك الظاهرة، هي جزء من المواقف التي تتعرض لها عصمت طوال الفيلم. } لماذا أحبك الجمهور في أدوار الفتاة المصرية الشعبية والجريئة؟ - تنوعت أدواري بين الفتاة الشعبية والأدوار الرومانسية والاجتماعية، وبالفعل فإن الجمهور يحب أن يراني في دور الفتاة الشعبية الجريئة، وقد يرجع ذلك إلى التلقائية والبساطة التي أبدو عليها في مثل تلك الأدوار، لأنني أحب أن أجسد الفتاة المصرية بأدق تفاصيل حياتها، حيث تستطيع مشاهدة شخصية المشاغبة في حاحا وتفاحة، والدحيحة أي التي لا شاغل لها سوى المذاكرة في الثلاثة يشتغلونها، والبائعة ابنة البلد في صايع بحر، وكلها نماذج نراها في مجتمعنا. } ما معايير اختيارك لدور في فيلم ما؟ - ليست هناك قواعد معينة أو شروط مسبقة لاختياري الدور، فكل فيلم حالة خاصة، حين تُعرض علي الأدوار أقوم على الفور بتخيلها والتفكير إذا كانت مناسبة لي أم لا. لكن دائماً ما يختار لي المنتجون والمخرجون الأكثر مناسبة لشخصيتي، لأنهم يعلمون طبيعة أدائي جيداً، وفي بعض الأحيان يقوم منتجون بتمويل بعض الأفلام لكي أقوم أنا ببطولتها. } أفلامك الأخيرة بطولة مطلقة، فهل يمكن أن توافقي على المشاركة في عمل بطولته جماعية؟ - لا أفكر في الأمر بهذه الطريقة، إذ أتمتع بمرونة كبيرة جداً في أدائي لأدواري، فأحياناً أرى أنه من الضروري أدائي بطولة مطلقة، وأحياناً أخرى أؤدي دوري ضمن بطولة جماعية، ومن الممكن أيضاً أن أفكر في وقت ما بضرورة أدائي دوراً في مسلسل تلفزيوني أو مسرحية. فأنا أعمل وفقاً لطبيعة الظروف التي أواجهها، لضمان استمرار مسيرتي الفنية وتنوعها. } لكن الملاحظ أنك تفضلين العمل في السينما على التلفزيون والمسرح. - السينما تاريخ يظل في ذاكرة الناس ويؤثر فيهم، إضافة إلى الطبيعة الخاصة للأفلام السينمائية وقالبها الفني المبدع، وكذلك الجماهيرية التي يحققها الفنان، الذي يتوجه الناس إلى دور العرض لمشاهدته خصيصاً والاستمتاع بفنه، وهو شعور رائع جداً. وفي المقابل لا أقلل من أهمية وقيمة المسلسلات والمسرحيات، وسبق أن عرض علي أكثر من دور للتلفزيون لكنني كنت أراها غير مناسبة لي. أما بالنسبة للمسرح، فقد شاركت من قبل في مسرحية كده أوكيه، لمدة ثلاث سنوات، ولكن لا أستطيع الآن مع مسؤولياتي العائلية تكرار تلك التجربة. } هل يمكن أن نراك مستقبلاً في عمل تلفزيوني؟ - نعم، فقد وافقت مؤخراً على بطولة مسلسل تلفزيوني، ولكن لا يزال المشروع في بدايته ومن المتوقع أن يرى النور قريباً. } ارتبطت في أذهان جيل بأكمله كفتاة إعلانات خفيفة الظل، فهل كانت الإعلانات بوابتك للدخول إلى عالم الفن؟ - لم أدخل مجال الإعلانات سعياً وراء العمل في السينما أو التلفزيون، ولكنها كانت سبباً قوياً لدخولي عالم التمثيل، بعد ترشيحي لأداء دور هايدي في مسلسل امرأة من زمن الحب مع الفنانة سميرة أحمد، الذي كان بوابة دخولي إلى الفن. } من المعروف عنك عدم حبك للظهور كثيراً في المناسبات، فهل تقتصر علاقتك بالوسط الفني على العمل فقط أو لديك صداقات شخصية بالبعض؟ - لدي العديد من الصداقات الشخصية القوية داخل الوسط الفني، مثل الفنان صلاح عبدالله ومنى زكي وزوجها أحمد حلمي وكريم عبدالعزيز وغيرهم، ونتقابل في العديد من المناسبات الخاصة بنا. } هل توافقين على أن يخوض أحد طفليك تجربة التمثيل مثل بعض الفنانين الآخرين؟ - لا، لأنني أريد أن يعيش كل منهما حياته بشكل طبيعي، بعيداً عن الشهرة والأضواء، ويمارس نشاطه اليومي من مذاكرة ولعب وهوايات، مثل غيره من الأطفال، في بيئة هادئة خالية من الضغوط. خطر المحسوبية حول اختلاف معايير الدخول إلى عالم الفن حالياً، تقول ياسمين عبدالعزيز: إن موهبة التمثيل تظل هي الأساس، ومن دونها لا يستحق أي إنسان هذه الفرصة، وإن كنا بالفعل نرى بعض الممثلين غير الموهوبين الذين قادتهم ظروف معينة إلى الظهور، في مقدمتها المحسوبية، وفي الوقت نفسه يحزنني وجود الكثير من الموهوبين لم يحصلوا على فرصة لإظهار مواهبهم. وهو أمر غير عادل بالمرة، وإن استمرت هذه الظاهرة ستكون خطراً على الصناعة الفنية إجمالاً.
مشاركة :