تتعدد جهود بلدية مدينة الشارقة في الحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري للإمارة، وبلغت المساحة المخضرة كلياً في المدينة في نهاية العام الماضي نحو 14 مليوناً ونصف المليون متر مربع، بفضل الاهتمام الكبير والدعم اللامحدود الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لإدارة الزراعة بقطاع الزراعة والبيئة بالبلدية لتعزيز جهودها في التشجير ونشر المسطحات الخضراء في كل ربوعها، وقامت البلدية بزراعة أعداد كبيرة من الأشجار، وبلغ عدد أشجار النخيل التي تم زراعتها في المدينة 25 ألف نخلة موزعة على جميع المناطق التجميلية، كما يوجد لدى البلدية مشتلان هما الفلاح والحزام الأخضر، بإنتاجية سنوية تصل إلى أكثر من 320 ألف شتلة. أوضح المهندس جعفر علي جعفر مدير إدارة الخدمات البيئية بالبلدية أن دور البلدية البيئي لا يقتصر على زراعة وتشجير المدينة فقط، بل يمتد للحفاظ على التربة من خلال استخدام التسميد العضوي الذي يعد حجر الأساس الذي يجب وضعه لرفع القيمة الإنتاجية للأراضي الزراعية والإقلال من التلوث البيئي الناتج من الإسراف في استخدام الأسمدة المعدنية الكيماوية، ولذا فإن إعادة تدوير المخلفات العضوية أحد العوامل المهمة التي تؤدي إلى توفير كميات من الأسمدة العضوية التي تفي باحتياجات الأراضي الزراعية، وهذا ما يقدمه مصنع السماد العضوي التابع لبلدية مدينة الشارقة والذي لعب دوراً بارزاً في استثمار المخلفات وتحويلها إلى سماد عضوي وأسهم في تقليص النفايات بمقدار 80 طناً في اليوم، ويستخدم السماد في الاستصلاح الزراعي وخصوبة التربة بالحدائق والميادين العامة وزيادة الرقعة الخضراء وزراعة الأشجار التي تسهم في خفض نسبة ثاني أوكسيد الكربون. يتم تصنيع السماد العضوي من مخلفات ونفايات المدينة وهي مخلفات المطابخ، الحمأة مخلفات محطة معالجة مياه الصرف الصحي، النفايات الخضراء مثل قص الأعشاب، وتجميل وتزيين وقص أوراق الشجر والميادين، وأخشاب الأشجار، حيث يتم تحويل تلك العناصر والمكونات إلى أسمدة طبيعية غنية ومحسنات تربة بدون أية إضافات كيماوية سواء في مرحلة الإنتاج أو بعده. وعن مراحل التصنيع قال سيد علي رئيس قسم مصنع السماد: تمتلك البلدية أحدث وأفضل معدات التصنيع داخل المصنع لضمان إنتاج أفضل الأنواع من الأسمدة العضوية بشكل يحافظ على البيئة والأماكن المحيطة، وتبدأ مرحلة التصنيع بخلط حمأة الصرف الصحي بالأخشاب والحشائش وبقية المخلفات لتجهيز أولى خطوات مراحل التصنيع ومن ثم تحميلها في السيارات الخاصة والمصممة لهذا الأمر لوضعها داخل (الشبرة) الخاصة وتخزينها 21 يوماً، ثم يتم تفريغ السماد داخل المستودع على شكل صفوف للبدء في عملية التقليب المستمر يومياً للتخلص من الغازات الضارة والأبخرة بواسطة ماكينة تقليب السماد ، وفي تلك الفترة يتم التخلص من أكثر من 90% من الغازات ويتم نقله من المستودع إلى المكان الخاص بتخزينه في الهواء الطلق لكي تتم عملية التجفيف، ثم يتم تفريغ المستودع من السماد ونقله بالسيارات الخاصة بعد إتمام عملية التقليب إلى مكان خاص للتخزين في الهواء الطلق وأشعة الشمس لمدة من شهرين إلى ثلاثة أشهر كاملة للمعالجة الحرارية ولتجفيف السماد وتفاعل جميع العناصر المخلوطة وتماسكها لإعطاء النتيجة الإيجابية للتربة. وأضاف علي: بعد إتمام فترة جفاف الأسمدة وتماسك أجزائها لمدة تتراوح من شهرين إلى 3 أشهر تقوم المعدات والسيارات بنقل السماد من مكان التخزين الخارجي إلى داخل المصنع على هيئة صفوف مرة أخرى لتبدأ عملية التقليب لمدة 15 يوما كاملة بصفة مستمرة ، لضمان استخراج الغازات التي نتجت عن التخزين في تلك الفترة، كما يتم أخذ عينة من تلك الأسمدة داخل مختبر مصنع السماد لإجراء اختبارات على العينات ومعرفة نسبة جودتها ونسبة الغازات الموجودة بصفة يومية ومرة أخرى في نهاية إتمام عملية التصنيع، وبالتالي يتم تحديد إذا كانت العينة جيدة أو تحتاج إلى فترة أخرى في التقليب والمعالجة قبل عرضها للاستخدام ، لتجنب الروائح الكريهة والغازات الضارة على العمال. وتأتي المرحلة الأخيرة في عملية تصنيع السماد بنقل الكميات المنتجة بعد التقليب والتأكد من خلوها من الغازات إلى ماكينة الغربلة، وذلك لفصل السماد الجيد عن الشوائب ومن ثم تجهيزه في الأماكن الخاص لتحميله وبيعه للهيئات والمواطنين إما بالأكياس أو بالطن، وبذلك تتم دورة عملية تحويل المخلفات والنفايات إلى أسمدة عضوية من دون أي إضافات أو مركبات كيماوية سواء في عملية الإنتاج أو ما بعد الإنتاج بل من مكونات طبيعية كان من الممكن أن تضر البيئة، ولكن تم تحويلها إلى مواد طبيعية نافعة للبيئة، ولا يقل الإنتاج اليومي الفعلي للمصنع عن 80 طناً من السماد الجاهز للبيع يومياً. يذكر أن مصنع الأسمدة العضوية التابع للبلدية له دور علمي مهم حيث يقوم بمشاركة الجامعات مثل الجامعة الأمريكية بالشارقة وغيرها في الأبحاث العلمية للطلبة للاستفادة العلمية ولتطوير صناعة السماد. فوائد تتعدد الفوائد البيئية لتصنيع للسماد حيث يتم تحويل نفايات ومخلفات المدينة إلى سماد عضوي نافع يسهم في تخضير وتجميل المظهر الحضاري للشارقة، بالإضافة إلى أن لكل طن من النفايات التي تتحول إلى أسمدة ينقذ من 2 إلى 2.5 متر مكعب من مساحة الأراضي. كما أن تحويل هذه النفايات إلى أسمدة يساعد على توفير كثير من الأموال التي تنفق على إدارة المكب واستصلاح الأراضي لأنه إذا لم ينتج السماد محلياً فسيتم شراؤه بأضعاف النفقات.
مشاركة :