بعد أن تعرضت مملكتنا الغالية لغدر الإرهاب خلال أكرم أيام السنة في نهاية رمضان قبيل العيد للأسف على يد صغار لم تبلغ أعمارهم سن العمل وقرروا أن يتحولوا إلى دواعش انتحاريين وكان من ضمن الأحداث السيئة والمحزنة الشابان اللذان نحروا والدتهما وهي الأم وكتلة المحبة لأبنائها والغفران لهم.. رجح البعض انتشار هذا الفكر التكفيري إلى موروث قديم تعزز عبر شخصيات متوترة غذّت الفكر التكفيري بتكفير المجتمع والحكومات خلال ستينيات القرن الميلادي، وتعزز جمهور هذه الفئة مع التدهور الاقتصادي للدول العربية وانفجار الجبهة في أفغانستان، بالإضافة لجرائم الجيش الأحمر السوفييتي هناك حيث كان الجهاد هو العزاء للعالم في وجه وحشية جيش جمهورية الشر وقتذاك. وكما هو معروف اختلط الفكر التكفيري والدموي الخسيس والمتخلف مع معنى الجهاد السامي وحاجة الأفغان لتحرير أرضهم ومخاوف العالم من تقدم الجيش السوفييتي، وبعد دحر الجيش الأحمر وسقوط النظام الموالي له في كابل وإعدام نجيب الله تحولت أفغانستان إلى جمهورية ملوك الطوائف، وأدار العالم ظهره لها باستثناء المملكة التي سعت لإعادة تماسك البلاد لمنع وصول التيارات التكفيرية بقيادة طالبان، وكان اتفاق عام 93م في مكة، وكان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- يشدد في كلمته خلال تلك القمة على خطورة عدم الاتفاق الذي لم تستوعبه الأطراف المتناحرة وسبب لاحقاً سيطرة حركة طالبان بعمائمها البيضاء على السلطة، وطلبت المملكة من ممثل أفغانستان مغادرة المملكة، واستدعت ممثلها هناك عام 95م. صار ما صار وانتشر الفكر الدموي والذي لا بد أن يواجه بالفكر والفن.. أنا اقتصادي واعترف أن الفقر والبطالة يسببان الثورات، ولكنهما لا ينزعان الإنسان من آدميته بتكفير أهله ونحر أمه، كان ابن لادن من أثرى العوائل، والظواهري كذلك، وأغلب الدواعش الأوروبيون لديهم أفضل أنظمة الرعاية في العالم، وأغلب الدواعش السعوديين لم يصلوا إلى سن العمل ولم يكونوا من أسر تعاني الفقر لكنهم جاؤوا من بيئة فقيرة بالفكر والفن الذي يعزز المفاهيم الإنسانية مثل حب الخير والوفاء والصداقة والتعاون ومحبة الآخرين. متى تظهر المسارح في الرياض؟ ويدرس الفن بأشكاله من رسم وموسيقى ونحت في المدارس؟ ومتى تظر مادة الفلسفة كمنهج جديد في المدارس، وتعزز مكانة الرياضة في التعليم؟ هذا الثالوث الفن والفكر والرياضة هي من يعكس تقدم إنسانية المجتمعات. أخيراً أشارك إخوتي السعوديين العزاء في ضحاياهم، وخصوصاً رجال أمننا الأوفياء، وأشكر كل رجل أمن سعودي، وعلى رأسهم الأمير الكبير سمو ولي العهد -حفظه الله- الذي كان أول من تعرض لغدر الإرهاب ولكن الله تعالى حفظه من أجل وطن يحتاجه.
مشاركة :