بعد اعتماد رؤية المملكة التي أقرها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- والتي سوف تضع المملكة بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة في مكانها المرموق واللائق بين الدول المتقدمة في العالم، وتصنع لها مستقبلا واعدا انطلاقا من تركيز المملكة على منطلقات تنموية ونهضوية حيوية وهامة لاسيما فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي تحديدا.. بعد اعتماد تلك الرؤية ثمة صناعة وليدة سوف يؤدي اكتمالها الى مرور المملكة بنقلة نوعية مهمة، وأعني بها صناعة السياحة، فخلال السنوات الخمس عشرة المنفرطة تحققت للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بنية أساسية نظامية سوف تمكنها من الانطلاق على مرتكزات متينة لتحقيق سلسلة من المشروعات السياحية الهامة لاسيما أن مقوماتها متوافرة في كل مناطق المملكة ومدنها الرئيسية وغير الرئيسية. ولعل ذاكرة البعض تختزن ما جرى في الدورة السابعة لوزراء السياحة في مجموعة العشرين التي عقدت قبل فترة في العاصمة الصينية، حيث تبنت الدورة رؤية المملكة 2030 وثمنتها بما تستحقه من تثمين، لقناعة تلك الدول الراسخة بأن المملكة قادرة بعون الله على تحفيز الاقتصاد الوطني ودفعه الى الامام وفقا لما جاء في تلك الرؤية من معطيات معلنة سوف تؤدي لانطلاقة اقتصادية جديدة. هذا التثمين يشمل كافة القطاعات التي سوف تخوضها المملكة لتحقق عبرها سلسلة من النجاحات بإذن الله، ومن ضمن تلك القطاعات القطاع السياحي حيث إن الصناعة المتعلقة بالسياحة جاهزة للانطلاق وفقا للمشروعات السياحية التي تمت دراستها وجهزت للتنفيذ خلال السنوات القليلة القادمة، ولا شك أن المملكة فطنت الى أهمية تفعيل الحركة السياحية لأهميتها ولأهمية مردوداتها الاقتصادية الكبرى. والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة أنجزت استراتيجية وطنية طموحة لانشاء صناعة سياحية مستدامة، لاسيما أن الأبنية النظامية والمؤسسية لقيام الصناعة السياحية بالمملكة وفقا لبرنامج التحول الوطني سوف تحقق استثمارا للدولة اعتمادا على الأسس الراسخة التي أتمت الهيئة دراستها، فالتحول نحو السياحة والتراث في المملكة يمثل حدثا هاما يقدره كل مواطن في المملكة. لقد أصبحت المطالبة بسرعة تمكين السياحة من اثبات وجودها بالمملكة مطلبا ملحا، والهيئة منذ انشائها أولت جانبا كبيرا من اهتمامها للتواصل المستمر مع كافة فئات المجتمع السعودي لرفع وعيها بأهمية السياحة، ورفع استعدادها وتفاعلها مع مختلف الخطوات التي اتخذتها الهيئة وسوف تتخذها في المستقبل المنظور لترسيخ القواعد الصلبة لصناعة السياحة بالمملكة. التواصل المباشر الذي توليه الهيئة اهتمامها والالتقاء بتلك الفئات المجتمعية من شأنه أن ينير الخطوات المقبلة التي سوف تتخذها الهيئة في مجال توسيع أنشطتها السياحية، فالاستماع لمختلف الآراء ودراستها هو السبيل الأقصر لصناعة سياحية واعدة، فالهيئة لا يمكن أن تبتعد عن تفاعل فئات المجتمع معها، ولا يمكن أن تكون بمعزل عن أي طرف له علاقة مباشرة بأي نشاط سياحي. من هذا المنطلق فإن الهيئة وضعت سلسلة من البرامج التوعوية الموجهة لكافة الفئات المجتمعية لاسيما المتخصصة منها للاستفادة من آرائها فيما يتعلق بكافة البرامج السياحية، كبرامج التربية السياحية، الى جانب اهتمام الهيئة الملحوظ بالحملات والأنشطة الاعلامية والتسويقية والتثقيفية لترسيخ مبدأ المواطنة في عقول الناشئة وتعزيز الهوية الوطنية في قلوب الجميع. وإزاء ذلك فإن من المنتظر وفقا لبرامج الهيئة أن تتحقق سلسلة من الانجازات الحيوية في مجال السياحة الوطنية، أبرزها ما يتعلق بوضع البنية التنظيمية المتطورة لقطاع السياحة، وهذه بنية سوف تحقق أهداف الهيئة لاسيما فيما يتعلق باطلاق الخدمات السياحية الجديدة وتطوير قطاع الايواء السياحي وتصنيفه وتنظيمه بما يسهم بشكل فاعل في جذب استثمارات طائلة لرفد الاقتصاد الوطني بالمملكة خلال السنوات القليلة القادمة.
مشاركة :