مثقفون يرسمون خارطة الطريق لنجاح «هيئة الثقافة»

  • 7/12/2016
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى عدد من المثقفين والأدباء تفاعلهم مع قرار وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، بتشكيل لجنة يرأسها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي تطلع بمهمة إعداد تصور متكامل لعمل «الهيئة العامة للثقافة» بما يشمل ذلك كافة اختصاصاتها، وبما ينضوي تحتها من قطاعات وما يسند إليها من أنشطة، اتساقًا مع «رؤية 2030»، التي أولت الثقافة والفنون اهتمامًا في أجندتها، وحددت ملامح الدعم لها وصولاً لإشاعة الثقافة وتوسيع مظلة الفنون في كل قطاعات المجتمع. والمنتظر أن تباشر هذه اللجنة مهامها بدعوة أكثر من (50) مثقفًا وأديبًا من الجنسين قريبًا لوضع التصور الشامل الذي تنتظره الوزارة.. «المدينة» استطلعت آراء عدد من المثقفين حول مرئياتهم ومقترحاتهم لعمل هذه الهيئة، والمطلوب من اللجنة المكلفة بإعداد التصور لها، ودور المثقفين في صياغة لائحتها التنظيمة، وغير ذلك من المقترحات الأخرى.. خوف من الركون في المستهل أبدى الدكتور عبدالمحسن فراج القحطاني، الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز، تحفظه من العدد المقترح للاجتماع به، والذي يفوق الـ(50) شخصًا، مبديًا تخوفه من أن يقود إلى الركون والاتكال، قائلاً: أرى أن العدد كبير، والخوف من هذا العدد أن يركن المثقفون في العمل إلى بعضهم البعض، أو تكون هناك مصادرة لرأي الآخر. لكننا نأمل بإذن الله ان ينتج عن هذه اللجنة نتائج طيبة تنهض بالعمل الثقافي والمثقف. وإذا كانت الهيئة ستأخذ كل صلاحيات وزارة الثقافة سابقًا، ولا يكون هاجسها الرقي بالمثقف وتلبية احتياجاته وإنشاء صناديق تكفل للمثقفين حقوقهم وإعطاءهم الفرصة بالاندماج مع المثقف العربي والإسلامي فلا فائدة منها. ويضيف القحطاني: نرجو أن تدخل الديمقراطية على الهيئة وتعطي الأندية الادبية وجمعيات الثقافة والفنون الصلاحيات وكل ما تسعى إليه هذه الإدارات، وهذا لا يعني أنني أطالب بالانفكاك وعدم وجود المراقبة والمحاسبة؛ ولكني أطالب بالانفكاك إلى الأرحب؛ لأن المؤسسات إذا كتفت عجزت عن تحقيق الطموح، ولكن اذا فكت وكانت الهيئة عبارة عن داعم ومعظم وليس محبط، أخذت الهيئة دورها الصحيح، ويكون لها صلاحيات واضحة تنطلق منها، ومن يخطئ يحاسب على خطئه، فعلى الهيئة أن تتوسم الخير في كل عمل لأن السفينة تجري بسرعة. ويخلص القحطاني إلى القول: عمل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون يجب أن يخرج من دائرة عمل المؤسسات المدنية، ويجب أن لا نهتم في المسمى ونترك الدور فمصطلح الهيئة العامة للثقافة ليس المعيار الحقيقي للانطلاق، فلو كان المصطلح القديم مع عمل جيد وطموح قوي لما كان هناك ضير، فكل ما نرجوه الآن أن الهيئة تبدأ بعملها الصحيح وتستعين بالمثقفين والمثقفات ويحمل رئيس الهيئة وأعضاؤها هم المثقف لتطور الثقافة ويصبح لها دور جيد. خطاب معزول أما عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله المعطاني فقد أشاد بصدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة للثقافة وقال: هذا لا يعني ولادة ثقافة جديدة لمجتمعنا أو ابتكار خريطة مختلفة للساحة الثقافية التي نعيشها، فخطابنا الثقافي لا يعيش بمعزل عن حياتنا اليومية، وواقعنا المائل أمامنا هذا الخطاب الذي يستحضر مرتكزاته ومقوماته عبر تراكمات تاريخية وحضارية وجهته وما زالت توجهه إلى خصوصية ذاتية يسعى إلى المحافظة عليها منذ زمن بعيد، فالثقافة تحمل في طياتها الطابع الإنساني والفلسفي الذي يحدد النظرة إلى الحياة ومفاهيمها من خلال مرتكزات وثوابت يحتفي بها المجتمع ويحافظ على تحقيقها دون الانغلاق الذي يوصد الباب في وجه الحوار والتفاعل مع الآخر مع الحذر الشديد من مزالق التبعية المطلقة التي تؤدي إلى الهيمنة ومسخ الهوية، وهي لا تقل خطرًا عن المحظور الأول. ويمضي المعطاني مضيفًا: ولا شك أن العلاقة بين نهضة الأمة وتنمية قدراتها الثقافية علاقة حضور وغياب، ومن هنا تأتي التحولات الكبرى لرؤية الأمة ولمستقبلها وتحديد تطلعاتها وصياغة مشروعاتها. وفي تصوري أن المسؤولية لا تتحدد بإنشاء هيئة للثقافة ولكن بما سوف تصنعها هذه الهيئة وخصوصًا أنها تأتي في مواجهة تشتت كبير وترهل واسع المدى ومؤسسات لم تقم بواجبها كما ينبغي، فهناك معضلات تعيشها ثقافتنا اليوم لابد من تجاوزها أو إعادة النظر فيها، وهذه المعضلات تكبر من حجم المسؤولية أمام الهيئة الشابة التي تواجه مشكلات هرمة وتحديات صعبة في زمن العولمة والتطوير السريع الهائل، ولهذا فلا بد أن تكون هناك آليات وإستراتيجيات وخطط مدروسة في ميدان الثقافة لوضع رؤية كاشفة وأطروحات بناءة تساهم في تلبية حاجات الإنسان في هذا الوطن الذي يقف في مفترق الطرق أمام صراع الحضارات وتيارات الاختراق والهيمنة، وهنا يأتي دور المثقفين من أبناء هذا البلد الذين يدركون تماما قيمة وأهمية الثقافة. ويحدد المعطاني (7) مقترحات لصناع القرار وأصحاب المراكز القيادية في هيئة الثقافة، تتمثل في: * تخليص ثقافة اليوم من البيروقراطية القاتلة والخلط بين المثقف والموظف. * الإيمان بأن الثقافة ليست للنخبة وإنما هي مشروع قومي وطني تطلعي تنخرط فيه كل شرائح المجتمع. * أن يعاد ترتيب المؤسسات الثقافية أو يفعل دورها فتخرج من كونها وسيلة لتوصيل الثقافة إلى حقل مستقر معرفي لإنجاز الفعل الثقافي. * معالجة حية لعزوف الجيل عن الثقافة مما أدى إلى هشاشة البيئة الأساسية لمستوى المثقف في بلادنا وهنا يجب الاهتمام بمعطيات جوهر المسألة الثقافية مثل المناهج التعليمية وطرق التدريس ومستوى ثقافة المعلم وضعف وسائل الإعلام وانغلاق الجامعات على نفسها وقلة معارض الكتب وعقم وسائلها وغير ذلك الكثير. * الحد من بيروقراطية بعض المثقفين في بلادنا وأنانيتهم وتعاليمهم على الانخراط في التيار الوطني الذي يصنع الثقافة الواعدة لمجتمع سليم. * كسر حاجز العنصرية الثقافية أو التعصب الأعمى الذي عانت منه الساحة ردحًا من الزمن مما أدى إلى ضبابية مؤلمة وإثارة أتربة وغبار أعشى عيون المبصرين لفنارات الحضارة المتوهجة. * أن لا ننظر إلى الثقافة على أنها ساحة للترويح والترفيه وتزيين واجهات المؤسسات والوزارات والمهرجانات الموسمية بل نعدها بناء لقيمة الوطن وقدرته الإنسانية التي يمثلها المجتمع بكل مستوياته وشرائحه. استقلال إداري ومالي بينما طالب رئيس نادي الباحة الأدبي الشاعر حسن الزهراني باختيار رئيس للهيئة من أحد الرموز الثقافية الواعية وذات الخبرة في الإدارة الثقافية، وقال: أطالب أن تكون للهيئة ورئيسها الاستقلالية الإدارية والمالية عن الوزارة، وأن يختار مالا يقل عن 100 مثقف من جميع أنحاء الوطن وفي شتى فروع الثقافة من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية لعقد لقاءات وورش عمل حول عمل الهيئة واختيار العاملين فيها، وطرح موضوع الهيئة للوسط الثقافي في جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لأخذ آرائهم وتطلعاتهم حول الهيئة وستنهمر الآراء مطرًا، ويختار لها فريق متخصص لجمعها وتنسيقها وبلورتها في نقاط مختصرة. وتابع الزهراني: اتمنى أن يكون أول أعمال الهيئة وضع رؤية ثقافية واضحة واستراتيجية دقيقة للثقافة في المملكة وفق المستجدات العصرية، ودراسة المنجز الثقافي للمملكة خلال الفترة الماضية للوقوف على السلبيات والإيجابيات والمعوقات، ودمج الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة وغيرها في مراكز ثقافية في كل منطقة ودعمها ماديا ومعنويا، وإنشاء صندوق الأديب ورابطة الأدباء والكتاب، وغيرها، والاهتمام بالمسرح والسينما وتشجيع المهتمين بهما، والاهتمام بالكتاب السعودي طباعة ونشرًا وترجمة ودعم المؤلف السعودي وتشجيعه، ووضع آلية لجذب الشباب واستقطابهم للساحة الثقافية وحمايتهم من الأفكار الضالة والمنحرفة بأساليب ذكية وراقية، وعقد شراكات أدبية وفنية فنية عربيًا وعالميًا، للاستفادة من التجارب الناجحة ونشر المنجز السعودي. تخليص ثقافة اليوم من البيروقراطية القاتلة الإيمان بأن الثقافة ليست للنخبة وإنما هي مشروع قومي إعادة ترتيب المؤسسات الثقافة وتفعيل دورها كسر حاجز العنصرية الثقافية أو التعصب الأعمى وضع رؤية واضحة وإستراتيجية ثقافية دقيقة دراسة المنجز الثقافي وتحديد السلبيات والإيجابيات والمعوقات دمج الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة وغيرها في مراكز ثقافية إنشاء صندوق الأديب ورابطة الأدباء والكتاب الاهتمام بالمسرح والسينما وتشجيع المهتمين بهما الاهتمام بالكتاب السعودي طباعة ونشرًا وترجمة دعم المؤلف السعودي وتشجيعه وضع آلية لجذب الشباب واستقطابهم للساحة الثقافية وحمايتهم من الأفكار الضالة عقد شراكات أدبية وفنية فنية عربيًا وعالميًا متطلبات النجاح التمتع بروح الديمقراطية مع حضور لمبدأ المراقبة والمحاسبة الاستقلال الإداري والمالي عن وزارة الثقافة والإعلام تحديد الصلاحيات بشكل واضح لا يقبل اللبس اختيار الرئيس من الرموز الثقافية الواعية ملفات تنتظر هيئة الثقافة المزيد من الصور :

مشاركة :