يستثمر مشاهير الإعلام والسوشيال ميديا مواسم المجتمع المميزة كالأعياد ورمضان أو الإجازات لإحداث الضجيج التفاعلي بإيجاد حدث أو «فضيحة» أو أي شيء يمكن أن يستثير غضب المتلقين وتثور ثائرتهم بالتعليقات والهاشتاقات ومقاطع الرد، وبالتالي تزداد نسبة متابعاتهم ويعلو سهم شهرتهم المرجوة من وراء كل هذا الجهد. قد يكون الأمر مقبولاً لو كان كل منهم يمثل نفسه فحسب فيعود سلوكه وتخبطه على محيطه، لكنهم -مع الأسف- محسوبون على «السعودية» كوطن لهم، وبعضهم تعدَّت تخبطاته محيط العرب فأصبح يمثل العرب وربما المسلمين، وهنا تكمن المشكلة، فمثل هؤلاء الأشخاص الذين صنعتهم وسائل التواصل والإعلام الجديد من العدم فرضوا أنفسهم بمحتوى ورسائل وشخصيات وقيم لا تمثلنا كمجتمع ولا تشرفنا كوطن. والأدهى هو أن يصبحوا محل «القدوات» لمتابعيهم من صغار السن المعجبين، فيتشكل لدينا مزيد من القدوات السلبية التي تكرر غباءها وسلبياتها بتكاثر معجبيها وتناميهم. ومن المؤسف أن وسائل التواصل والإعلام الجديد لم تكن السبب الأوحد في صناعة مثل هذه النماذج الاجتماعية المرفوضة، ولكننا نحن كمجتمع متابع ومولع بكل جديد أوجدنا من شخصيات تفتقر إلى الثقافة والوطنية والذوق والاحترام مشاهير ونجوماً وقدوات، ونحن والأجيال القادمة من سيدفع ثمن هذا الخطأ، فلولا اشتراكاتنا وإعجاباتنا وتعليقاتنا كمتابعين لما عرف أحد تلك الاسماء من المشاهير وغيرهم، ولما أصبحت «بذاءاتهم» وتفاهاتهم وتفاصيل حياتهم وخلافاتهم التي لا تعنينا تصل إلى كل مكان في لحظات. أخيراً.. نحتاج بشدة إلى رقابة فعلية على ما يُبث في وسائل التواصل من محتوى، أو عقوبات وأنظمة رادعة لكل مخالف لدين أو نظام أو قيمة أو سلوك اجتماعي متعارف عليه من خلال تلك الوسائل.
مشاركة :