أوروبا تحتضن معسكرات الأندية السعودية رغم «فاتورة الديون العالية»

  • 7/13/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

رغم أزمة الديون التي تثقل كاهل أندية دوري المحترفين السعودي لكرة القدم، فإن غالبيتها غادرت إلى أوروبا لإقامة معسكرات إعدادية استعدادا للموسم السعودي الكروي الجديد المقرر انطلاقه في الـ8 من شهر أغسطس (آب) المقبل، خلال كأس السوبر التي ستقام للعام الثاني على التوالي في لندن بين الأهلي والهلال، في حين يبدأ الدوري بعد هذه المباراة بثلاثة أيام فقط. وستكون الغالبية العظمى إن لم تكن جميع المعسكرات في دول أوروبا، وستحتضن تركيا وهولندا والنمسا وإسبانيا وكرواتيا إعداد الأندية السعودية، حيث اختلفت المعسكرات من حيث التكاليف المالية لكل معسكر، فالفرق التي ترغب في المنافسة على حصد الألقاب اختارت أن تكون معسكراتها في الدول الأكثر تطورا وكلفة مالية، فيما تعرف بأوروبا الغنية، في حين اختارت غالبية الأندية المعسكرات غير المكلفة ماليا تحسبا لمصاريف باهظة ستلتزم بها في الموسم الجديد، مع وجود استثناءات في هذا الجانب، حيث إن فرقا تعتبر متوسطة أو أقل من ناحية الإمكانيات أقامت معسكرات في دول غنية. ولكون نتائج المعسكرات الخارجية لا يمكن قياس نجاحها من فشلها إلا مع انطلاقة منافسات الدوري، فإن هناك أحكاما سريعة يمكن أن تطلق على بعض معسكرات الفرق، وفي مقدمتها الفريقان اللذان سيتواجهان في بطولة السوبر بلندن. وكانت غالبية الفرق قد بدأت الاستعداد للموسم الجديد مبكرا، حيث كانت الاستعدادات منذ شهر رمضان المبارك الماضي نتيجة ضيق الوقت. ولكن العامل السلبي الذي يتفق عليه كثير من المختصين أن الفرق تستعد في دولة تمر حاليا بطقس بارد أو معتدل ليبدأ الدوري في أقسى فصول السنة في السعودية، وهو شهر أغسطس، الذي تبلغ فيه الرطوبة أقصى درجاتها. الأهلي أفضل فرق الموسم الماضي على الإطلاق، اختار إسبانيا لمعسكره الإعدادي، حيث بات الفريق، مجددا، مطالبا بحصاد السوبر بعد أن كسر الفريق السنوات العجاف التي مر بها لأكثر من 30 عاما وحقق بطولة الدوري التي تعتبر المقياس الأول لأي فريق. أما الهلال، ثاني أفضل الفرق بعد الأهلي، فقد بقي على خياره في النمسا، حيث يتأهب من جانبه لخوض مباراة السوبر بهدف المحافظة على لقبه الذي حصده الموسم الماضي أمام غريمه التقليدي النصر في المباراة التي أقيمت في لندن، وهي المدينة نفسها التي ستستضيف السوبر بنسخته الجديدة في الثامن من شهر أغسطس المقبل. ويبدو الاتحاد النادي الوحيد الذي انصاع لأوامر الديون بعدم الاستعداد أوروبيا والبقاء محليا حتى اللحظة بقرار إدارة النادي، حيث يتوقع أن يعسكر في الطائف أو أبها لكن إدارته لم تقرر بعد حيال ذلك. في حين غيرت إدارة النصر وجهتها من تركيا إلى كرواتيا حيث سيقام المعسكر هناك، ومن المؤمل أن يعود الفريق بشكل أقوى الموسم المقبل بعد أن ظهر متواضعا في الموسم المنصرم ولم يحمل ملامح بطل الدوري لموسمين متتاليين في آخر ثلاث نسخ، وحل في ثامن الترتيب. أما التعاون الذي حقق الترتيب الرابع في دوري الموسم المنصرم فقد تقرر أن يقيم معسكرا في هولندا، والحال نفسه للفتح الذي حل خامسا في دوري الموسم الماضي الذي بدأ معسكره في أمستردام الهولندي. أيضا فريق الشباب الذي سيقوده المدرب الوطني المعروف سامي الجابر، فضلت إدارته المكان نفسه الذي استضاف معسكر الموسم الماضي في هولندا، مما يؤكد وجود قناعة بكون توافر عوامل النجاح هناك، أما الخليج سابع الترتيب بدوري الموسم المنصرم فقد بدأ معسكره في تركيا. وفيما يخص الفيصلي، فإنه يقيم حاليا معسكرا في تركيا، والحال نفسه للرائد الذي نجا بصعوبة من الهبوط لدوري الدرجة الأولى بعد أن لجأ إلى الملحق الذي طبق للمرة الأولى وتفوق على الباطن، وتركيا هي الدولة نفسها التي احتضنت معسكر الفريقين الموسم الماضي، أما الوحدة فسيقيم معسكره في النمسا. وسيُقسم القادسية المعسكر إلى دولتين مختلفتين، حيث سيبدأ في تركيا ثم ينتقل إلى الإمارات، وذلك تحت قيادة مدربه الوطني حمد الدوسري. وأخيرا يقيم الاتفاق العائد مجددا إلى دوري الكبار معسكره الإعدادي في النمسا.في حين سيبقى المجزل حامل درع الأولى والصاعد للمرة الأولى لدوري المحترفين في معسكره الحالي بالرياض بانتظار وضعه في قضية الشكوك بوجود تلاعب في دوري الأولى. وقد لا يختلف مسؤولو الأندية السعودية في رأيهم حول أهمية وفوائد إقامة المعسكرات الخارجية، حيث إن هذه المعسكرات تهدف إلى الإعداد القوي للموسم الجديد، ولكن في السنوات الأخيرة ومع ارتفاع درجة الحرارة في غالبية مناطق السعودية ودول الخليج العربي، بل وفي غالبية دول الشرق الأوسط في فترة الإعداد تبدو أوروبا هي الأنسب من حيث الأجواء الباردة والمحفزة وكذلك توافر الإمكانيات للإعداد وكذلك إمكانية خوض مباريات ودية مع فرق قوية سواء أوروبية أو حتى خليجية تقيم معسكرات هناك. ورغم ارتفاع كلفتها خصوصا على الأندية غير المقتدرة ماليا، فإن هذه المعسكرات باتت أشبه بالتقليد أو الموضة التي يبدو مجبرا عليها كل ناد يتواجد في دوري المحترفين، كما يرى بعض المتابعين. وتتفاوت تكاليف المعسكرات للأندية حيث تتراوح ما بين 200 ألف دولار حتى مليون ونصف المليون دولار شاملة الإقامة وتكاليف استئجار الملاعب وحقوق المباريات الودية والتنقل والتذاكر وغيرها، وهو ما يعني أن الأندية السعودية تدفع جميعها أكثر من 18 مليون ريال سعودي مقابل معسكراتها في أوروبا، بحيث يكلف المعسكر الواحد على النادي الواحد الذي مركزه في دوري المحترفين السعودي ما بين السادس وحتى الرابع عشر 150 ألف دولار أميركي إلى ربع مليون دولار، في حين تدفع الأندية الخمسة الكبار مبالغ مالية تبدأ من 400 ألف دولار أميركي حتى مليون دولار مقابل معسكر إعدادي عالي المستوى. في جانب المعسكرات وأهميتها يتحدث مدرب فريق الاتفاق جميل قاسم عن المعسكرات الخارجية، وهو من المدربين الذين خاضوا عدة تجارب في قيادة فرق بدوري المحترفين السعودي مثل العروبة والقادسية، وسيقود الاتفاق في دوري الموسم المقبل، فيقول: بكل تأكيد هناك فوائد كثيرة يمكن جنيها من المعسكرات الخارجية، منها تنظيم الغذاء وضبط اللاعبين من ناحية الالتزام بساعات النوم والسلوك وغيرها، حيث إن المعسكرات لا تقتصر على الجانب الفني فحسب، ولكن لها عدة فوائد. وأضاف: اختيار موقع المعسكر يعتمد على الأجواء والإمكانيات المتوافرة في المعسكر والدولة التي يقع فيها، والفرق المتواجدة هناك لخوض لقاءات ودية، كما يعلم الجميع أن منطقة الشرق الأوسط تقريبا تعاني بشكل كامل من ارتفاع في درجة الحرارة هذه الفترة، ولذا تعتبر دول أوروبا هي الأنسب لكثير من الفرق حول العالم، مما يعني وفرة الخيارات، لكن السيئ في هذا الموضوع أن الدوري السعودي سيكون في شهر أغسطس حيث تكون درجة الرطوبة عالية، خصوصا في المنطقة الشرقية حيث يوجد نادي الاتفاق. وأكد أن المعسكرات الخارجية لا تمثل كل الاستعداد، فهناك انطلاقة للاستعدادات محليا وهي مهمة جدا كذلك ويجب أن يكون هناك تكامل وتنظيم في المعسكرات وتطبيق خطط للإعداد حتى يكون اللاعبون في كامل جاهزيتهم وقادرين على تحمل أعباء موسم طويل ومرهق من جميع النواحي سواء تعلق الأمر في بطولة الدوري أو البطولات الأخرى. أما رئيس نادي القادسية، معدي الهاجري، فشدد على أن المعسكرات عادة ما يكون لها إيجابيات ومن بينها الجوانب الفنية واللياقية ويقف الجهاز الفني على إمكانيات اللاعبين، وكذلك الطقس يكون مساعدا على تطبيق الخطط المرسومة، ولذا لا يعتبر المعسكر الخارجي (نزهة) كما يصفه البعض، بل إنه إحدى الخطوات الإيجابية، لأن اللاعب لا يحتاج فقط لمتابعة من الناحية الفنية، بل إن هناك حاجة لمتابعة التغذية والانضباطية وغيرها من الأمور الأساسية لدى اللاعب التي تمكنه من خدمة الفريق بالشكل الأمثل. من جانبه، يرى مدرب فريق الخليج البلجيكي، باتريك، أن المعسكرات من أساسيات الإعداد في لعبة كرة القدم، هي ترفع درجة الانسجام سريعا بين اللاعبين وتخلق جوا عائليا وصحيا للترابط بين اللاعبين والجهازين الإداري والفني، الطقس عامل مهم للإعداد البدني، من الصعوبة أن تقام معسكرات داخلية هذه الفترة في ظل ارتفاع درجة الحرارة، كما أن المباريات الودية المناسبة تتوافر في الدول التي يكثر فيها معسكرات الفرق، ومن هنا تكمن أهمية المعسكرات الخارجية. واعترف ناصيف البياوي، مدرب الرائد الحالي، الذي قاد الفتح في الموسمين الماضيين، بأن من أهم الأسباب التي تجعلهم يقيمون المعسكر الخارجي هو الهروب من الأجواء الحارة جدا في هذه الفترة في غالبية مناطق المملكة ووفرة المباريات الودية في بعض الدول المعروفة باحتضان المعسكرات التي تعاني من أجواء رطبة وحارة صعبة، وهذا ما يجعل المعسكرات الخارجية لها أهمية بالغة في الإعداد. واتفق مع كل من يرى أن المعسكرات لها كثير من الإيجابيات ولا يمكن اعتبارها نزهة. وأخيرا، يرى المدرب فتحي الجبال، (قاد عدة فرق سعودية مثل الفتح والشباب وكذلك نجران في السنوات الثماني الأخيرة من الدوري السعودي)، أن المعسكرات توضع لها أهداف واضحة، ويمكن قياس فائدتها بعد أن تبدأ المنافسات. وأضاف الجبال، الذي قاد الفتح لإنجاز أشبه بالمعجزة بحصد بطولة دوري 2013 وأعقبها السوبر السعودي، أن المشكلة الأساسية في السعودية أن الإعداد يكون في الصيف حارا جدا وشديد الرطوبة، والطقس عامل مهم جدا للإعداد، ولذا فكثير من الأندية تفضل المعسكرات الخارجية، لخوض مباريات ودية وتحقيق أقصى فائدة ممكنة. لكن الشيء السلبي أن الأندية تستعد في أجواء جيدة جدا في الخارج ليبدأ الدوري في شهر أغسطس حتى تبلغ الرطوبة درجة عالية، خصوصا في المناطق الساحلية من السعودية.

مشاركة :