أعلن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أنس العبدة اليوم (الثلثاء) أن مئات آلاف المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب مهددون بأزمة إنسانية بعدما كثف النظام السوري جهوده لفرض حصار على أحياء المدينة الشرقية. وقال العبدة: «لا أرى رغبة سياسية فعلية داخل المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي في سورية»، مؤكداً أن غياب هذه «الرغبة السياسية» يعرض للخطر مجمل عملية السلام القائمة على محادثات سلام تجري في جنيف تحت اشراف الامم المتحدة للتوصل الى حل سياسي للحرب في سورية. وأضاف العبدة «ما لم تكن هناك رغبة سياسية فان ما يجري في جنيف سيبقى مجرد علاقات عامة». وحول سعي قوات النظام السوري للسيطرة بشكل كامل على طريق الكاستيلو لفرض حصار كامل على الأحياء الشرقية من حلب قال العبدة «نحن قلقون جداً لأن قطع طريق الكاستيلو بشكل كامل يعني تجويع أكثر من 300 الف مدني». وشدد على أن «القسم الأساسي من المساعدات الإنسانية يصل عبر هذه الطريق». من جهة ثانية، اعتبر العبدة أن الضربات الجوية التي تقوم بها المقاتلات الروسية تساعد نظام الأسد، في حين أن الايرانيين «يشرفون فعلياً على العملية العسكرية في حلب». وقال إن ايران وروسيا تسعيان مع نظام الأسد لفرض «معادلة عسكرية جديدة» في سورية للتمكن لاحقاً من فرض حل سياسي. في السياق، أعلنت قيادة الجيش السوري في بيان نقلته «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) مساء أمس «تمديد مفعول تطبيق نظام التهدئة في جميع أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة 72 ساعة بدءاً من الساعة 0:01 في 12 تموز (يوليو) حتى الساعة 23:59 في 14 تموز». وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام تمكنت من التقدم في الليرمون وسيطرت على مبان عدة»، وتتزامن المعارك «مع قصف جوي روسي وسوري على مناطق الاشتباك». وأعلن الجيش الروسي أنه قصف اليوم مواقع لمسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية» قرب مدينة تدمر الأثرية التي استعادها الجيش السوري في نهاية اذار (مارس) الماضي بدعم من الطيران الروسي. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان على «فايسبوك» أن ست قاذفات قنابل من طراز «تو-22 ام 3» أقلعت من قاعدتها في روسيا ووجهت «ضربة مكثفة (...) لمنشآت تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي». وأشار البيان إلى أن الضربات استهدفت منطقتي اراك (35 كلم الى الشرق من تدمر) والسخنة (70 كلم شمال شرقي تدمر) ودمرت مخيماً وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث دبابات وعشرات المركبات، وقتل فيها «عدد كبير من الأعداء». ولفتت وزارة الدفاع الروسية الى أن أعضاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة «أبلغوا بشكل مسبق» بحصول الضربات. من جهتها، قالت الأمم المتحدة اليوم إنها قلقة بشدة من تصاعد القتال داخل مدينة حلب وحولها ودعت إلى إدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين بسرعة وأمان. وقالت الناطقة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي إن كثافة الأعمال القتالية بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة أدت إلى قطع الإمدادات الإنسانية والبضائع التجارية عن 300 ألف شخص في شرق حلب، في حين ارتفعت الأسعار بشدة في المدينة. بدوره، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا واتهمه بـ«التخلي عن مسؤولياته»، مشيراً الى انه سيبحث مع نظيره الأميركي جون كيري خلال زيارته لموسكو سبل مكافحة تنظيم «جبهة النصرة». وقال إن ستافان دي ميستورا «لا يتوصل الى الدعوة لجولة المفاوضات المقبلة بين السوريين» في حين أعلن الموفد الدولي في نهاية حزيران أنه يأمل في الدعوة الى دورة جديدة من مفاوضات السلام في تموز من دون تحديد تاريخ لذلك. وأضاف أن الموفد الدولي «يقول إنه اذا اتفقت روسيا والولايات المتحدة فيما بينهما حول سورية، عندها ستنظم الأمم المتحدة سلسلة جديدة من المشاورات بين السوريين». وقال لافروف «وعدت الولايات المتحدة في كانون الثاني (يناير) إن ينسحب جميع المقاتلين المتعاونين مع واشنطن من المواقع التي تحتلها جبهة النصرة، لكن هذا لم يحصل حتى الآن». وتابع «سنبحث هذه المسألة خلال زيارة كيري الى موسكو، لانه وعد قطعته الولايات المتحدة». ولم يؤكد الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي تقارير صحافية أفادت بأن واشنطن وموسكو قد تتفقان خلال زيارة كيري على تنسيق التدخل العسكري في سورية ضد مسلحي «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).
مشاركة :