اطلق وزير التخطيط والتعاون الدولي المهندس عماد نجيب الفاخوري مشروع زيادة قدرة المجتمعات الفقيرة والأكثر حاجة للتكيف مع تأثيرات التغير المناخي في الأردن من خلال تنفيذ مشاريع مبتكرة في قطاعي المياه والزراعة، دعما لمشروع التكيف مع التغير المناخي في الأردن، ستنفذ من خلال منحة حصلت هليها الوزارة من صندوق التكيف قيمتها (9.226 مليون دولار). وتأسس صندوق التكيف بموجب قرار مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي بهدف تمويل مشاريع وبرامج التكيف الملموسة في البلدان النامية الأعضاء في بروتوكول كيوتو. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي ان أهم النتائج المتوقعة لهذا المشروع تكمن في زيادة في توفير المياه والاستخدام الكفؤ لها من خلال إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، وتوفير مياه ذات نوعية جيدة لأغراض الري في مناطق المشروع والتي تعتبر ذات خصوصية زراعية، والحفاظ على مياه الامطار المحصودة لصالح هذه المناطق التي تعد مناطق فقيرة، وتعزيز وعي المزارعين وامتلاك القدرة على التكيف لتقليص مخاطر التغير المناخي على المستوى المحلي، وخلق مشاريع صغيرة جديدة في مجال الصناعات الزراعية، بالإضافة الى مراجعة وتعديل السياسات والمعايير لدعم تدابير التكيف مع التغير المناخي. واشار الى ان المشروع سيساهم ايضا في تحسين كفاءة كل من محطات معالجة المياه العادمة: اربد، والشلالة، ودوقرة، وتل المنطح، والشونة الشمالية، ووادي موسى، فمن المتوقع أن يساهم المشروع في تحسين دخول ما يزيد على 600 أسرة في مناطق عمل المشروع في الأغوار الشمالية والوسطى والجنوبية ووادي موسى من خلال استخدام التقنيات التي سيوفرها المشروع في أنشطتهم الزراعية. كما سيسهم بتوفير حوالي 300 ألف متر مكعب من مياه الامطار التجميعية لأغراض الزراعة في الأغوار الجنوبية. واستفادة حوالي 48 مزرعة من تقنيات الزراعة المتكاملة، بالإضافة الى بناء قدرات ما يزيد عن 50 جمعية تعاونية وجمعيات مستخدمي المياه في أساليب الاستخدام الآمن للمياه العادمة المعالجة في الزراعة. واوضح الفاخوري ان المشروع يهدف الى تكييف القطاع الزراعي في الأردن مع التغير المناخي الذي أدى لنقص في المياه وضغوطات على سلامة الغذاء وذلك من خلال تجربة نقل التقنيات المبتكرة، ودعم السياسات المتصلة بمعيشة المجتمعات ومرونتهم، وذلك من خلال توفير أنظمة تكيف للتغير المناخي تتسم بأنها ذات فعالية وفريدة من نوعها وبسيطة وذات كلفة قليلة للأشخاص في المناطق الجافة والذين يعانون من ندرة المياه وعدم سلامة الغذاء، وتطبيق أساليب ري مبتكرة وحديثة مثل التنقيط والرش والري بالرش الجزئي. واشار الى ان المشروع سيهم في الحد من أثر التغير المناخي على موارد المياه في الأردن من خلال إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة وحصاد المياه وبالتالي التقليل من إستهلاك المياه الجوفية النادرة، وتطبيق منهج شمولي للإدارة المتكاملة للمياه في المناطق النائية والجافة، وتخصيص مصادر المياه النقية لتوفير مياه الشرب والإستخدامات المهمة الأخرى والإستعاضة عنها بالمياه العادمة المعالجة لأغراض الري، وتقييم حاجات المجتمعات الفقيرة والأكثر حاجة وأنظمة البيئة والتخطيط لبرامج الأمن الغذائي. واضاف وزير التخطيط والتعاون الدولي الى ان فكرة المشروع جاءت انسجاماً مع وثيقة الأردن 2025 واستراتيجية قطاع المياه (2016-2025) والاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية (2016-2025) وتمشياً مع تبني أجندة التنمية العالمية 2030 ومخرجات قمة المناخ التي عقدت في باريس، وفي ظل الضغوط المتواصلة على موارد المياه العذبة، مما يضطر في كثير من الأحيان البحث عن موارد ثانوية كمياه البحر، والمياه قليلة الملوحة، والمياه العادمة المعالجة لتلبية الطلب المتزايد على المياه وخاصة في البلدان والمناطق التي تعاني من شح المياه في منطقة الشرق الأوسط، حيث ومن المتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى تفاقم مشكلة الجفاف الحالية وزيادة في نقص موارد المياه وشحها، الامر الذي سيؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي، سيما وأن حوالي ثلثي كميات المياه تذهب للزراعة. وقال الوزير الفاخوري ان المشروع سيتم تنفيذه من خلال وحدة ادارة للمشروع تحت مظلة برنامج تعزيز الانتاجية الاقتصادية والاجتماعية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي وبالتعاون مع الشركاء في وزارة البيئة، ووزارة المياه والري، ووزارة الزراعة، وسلطة وادي الأردن، والمركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي، وسلطة اقليم البترا التنموي السياحي، والصندوق الأردني الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، والمجتمعات المحلية في المناطق المستهدفة بالمشروع وهي الأغوار الشمالية، والوسطى والجنوبية، ومنطقة وادي موسى. واضاف إن إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة هي احد المصادر المائية البديلة لدعم التنمية في الاردن والواردة في الاستراتيجية الوطنية (2008- 2022) وتتوافق مع اجراءات التكيف مع تغير المناخ والتي ستعمل على تشجيع ومساعدة الجهات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الاهلية لتطبيق استخدامات المياه العادمة كخيار فعال للتكيف مع تغير المناخ، كما أن حصاد مياه الأمطار أحد مكونات هذا المشروع باستخدام تقنية جمع وتخزين هذه المياه في السدود الترابية، وسيساهم في زيادة إمدادات المياه والمساعدة على الحد من النقص المزمن في المياه للمجتمعات الريفية ومساعدتها في مكافحة آثار التغير المناخي، حيث سينفذ من خلال المشروع تقنيات الزراعة المتكاملة في مناطق وادي الأردن، وزراعة الأراضي الجافة، التي توفر الكثير من الفوائد أهمها التقليل من استخدام مدخلات الانتاج التي من شأنها تقليل التكاليف وزيادة ربحية المزارع، اضافة الى تحقيق أقصى قدر لخصوبة التربة بشكل عام. كما اضاف الى ان المشروع سيتناول أيضاً استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة تمكين في برامج التنمية وبرامج التكيف مع التغير المناخي بشكل فعال، وإنشاء نظام للإنذار المبكر للجفاف للمزارعين. علاوة على ذلك سيتم إنشاء قاعدة بيانات للمزارعين ومؤسسات المجتمع المدني، وتعزيز قدرات المجتمعات الفقيرة العاملة في الزراعة لتكون قادرة على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ من خلال حملات التوعية وأنشطة بناء القدرات ونشر المعرفة، لمساعدة المزارعين على اتخاذ التدابير والقرارات المناسبة بهذا المجال. وأكد ان نجاح هذا المشروع سيفتح آفاقاً جديدة لنشر مشاريع مبتكرة في قطاعي المياه والزراعة لغايات التكيف مع التغير المناخي في مناطق أخرى من المملكة، وسيكون حافزاً لاستقطاب المزيد من التمويل من الجهات المانحة، حيث أن موضوع التكيف مع التغير المناخي أصبح من المواضيع الهامة على أجندة الجهات الدولية، حيث نأمل من جميع الشركاء والجهات التنفيذية اعطاء هذا المشروع أهمية كبيره بحجم أهدافه التنموية الكبيرة.
مشاركة :