قد تكون الدورة الشهرية الغزيرة التي تترافق كل شهر مع النزيف مزعجة ومتعِبة! نطرح في ما يلي خطوتين لتقليص تدفق الدم ومحاربة فقر الدم... لمعرفة ما إذا كانت الدورة الشهرية غزيرة، أبسط ما يمكن فعله هو مراقبة وتيرة تغيير الفوط الصحية ومدة الدورة الشهرية: إذا برزت الحاجة إلى تغيير الفوط الصحية أكثر من 6 أو 7 مرات كل 24 ساعة، يصبح الوضع مزعجاً فعلاً، لا سيما إذا دامت الدورة الشهرية لأكثر من أسبوع. تدوم الدورة الشهرية العادية بين ثلاثة وخمسة أيام وتخسر المرأة خلالها نحو 35 ملل من الدم. لكن في بعض الحالات، قد يصل مستوى تدفق الدم إلى 50 ملل (فرط الطمث) أو قد يتجاوز أحياناً حدود 80 ملل (غزارة الطمث). معالجة فقر الدم المرتقب حين يفقد الجسم هذا الكم من الدم كل شهر، يتراجع عدد كريات الدم الحمراء وقد تظهر أعراض فقر الدم. تشير بعض العوارض، مثل التعب والوجه الشاحب والدوار أو ضيق التنفس عند القيام بأبسط مجهود، إلى وجود نقص بسبب هذا النزيف المتكرر ويعني هذا الوضع أيضاً أن الحديد الموجود في المأكولات لا يعوّض عن ذلك النقص. تبرز الحاجة في أحيان كثيرة إلى أخذ مكملات خلال بضعة أشهر. في معظم الحالات، باستثناء فقر الدم، لا يكون الوضع خطيراً. لكن يجب تقييم الحالة في مطلق الأحوال. يسمح التصوير بالموجات فوق الصوتية بالتأكد من أن غزارة الدورة الشهرية لا ترتبط بوجود ورم حميد أو ورم ليفي في الرحم أو بمرض بطانة الرحم المهاجرة. إذا كانت الدورة الشهرية غزيرة دوماً، قد تتعلق المشكلة أيضاً بخلل في تخثر الدم مثل متلازمة فيلبراند. لكن غالباً ما يتعلق السبب بالهرمونات. في مرحلة المراهقة ومع اقتراب انقطاع الطمث، قد يختلّ التوازن بين معدلات الهرمونَين النسائيين، الأستروجين والبروجستيرون. لهذا السبب، تزداد سماكة جدار الرحم وتصبح الدورة الشهرية غزيرة على نحو غير طبيعي. يجب أن تستشير المرأة الطبيب في هذه الحالة. تعديل وسائل منع الحمل يمكن تخفيف تدفق الدم خلال الدورة الشهرية من خلال أخذ حبوب منع الحمل المختلطة (أستروجين وبروجستين) أو تلك المؤلفة من البروجستيرون. في حال استعمال اللولب، من الأفضل تجنب المنتج المصنوع من النحاس لأنه يزيد النزيف وتفضيل النوع المصنوع من البروجستيرون. إذا لم يكن تغيير وسائل منع الحمل كافياً، يمكن الاستفادة من بعض الأدوية التي تمنع تدمير كتل الدم خلال النزيف أو تلك التي تخفف تدفق الدم. كملجأ أخير، يمكن الخضوع لجراحة صغيرة تسمح بتقليص سماكة غشاء الرحم الذي يسبب النزيف. لكن من الأفضل ترك هذا الخيار للنساء اللواتي ما عُدْنَ يرغبهن في إنجاب الأولاد.
مشاركة :