في مقابلة خلال الخريف الماضي مع برنامج «سواي إن ذا مورنينج» لموسيقى الراب في الولايات المتحدة ثار غضب الفنان والمنتج الأميركي الفلسطيني الأصل دي. جيه. خالد لأنه لا يظهر على أغلفة المجلات على الرغم من أنه من بين الناس الذين يتمتعون بمتابعة كبيرة للغاية على موقع «سنابتشات» على الإنترنت. وقال خالد: «بعض الذين يديرون المجلات من عصر الديناصورات!» وأشار إلى أن المجلات لم تعد مؤثرة كما كانت من قبل لأن الهاتف المحمول أصبح هو المجلة. ولتصريح خالد دلالات خطيرة، فهل ضعفت سطوة المجلة ذات السمعة العريضة بعد أن أصبحت المطبوعات تتقاسم وسيطاً رقمياً؟ كيف يتذكر الناس هذه الأيام قراءة شيء ما على الإنترنت، لكنهم لا يستطيعون تذكر اسم الصحيفة هذا لو أنهم لاحظوه أصلاً في المقام الأول؟ والآن النصف تقريباً من الموضوعات الصحفية على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرها مؤسسات الأخبار من التيار الرئيسي. وأكثر من 60 في المئة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يحصلون على أخبارهم من هذه المنابر وفقاً لمسح أجراه مركز أبحاث بيو عام 2016 مع توسع فيسبوك، أكبر مواقع التواصل الاجتماعي، في التركيز على الأنباء بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية. والثقة من أهم مميزات المنبر الإخباري ذي العلامة المميزة، لكن في هذه البيئة التي تعج بالمنافسة، تضررت الثقة في وسائل الإعلام، وهناك 12 في المئة فقط ممن يستهلكون الأنباء على فيسبوك يقولون إنهم يثقون فيما يجدونه على فيسبوك وفقاً لدراسة نشرت في الآونة الأخيرة أجرتها وكالة أنباء أسوشيتدبرس ومعهد أميركان برس. وفي كل شبكات التواصل الاجتماعي، ذكر الخاضعون للمسح أنهم يثقون في الأنباء التي يجدونها هناك «نوعاً ما فحسب». وفي أوقات أقل ارتباكاً، كانت العلامات التجارية الإخبارية تقوم بدور اللافتات الإرشادية وبدرجة ما لا تزال تقوم بهذا، ويُعرف اتحاد التسويق الأميركي «العلامة المميزة» بأنها أي ملمح يميز منتج بائع معين عن الآخر، وهذا لا يقتصر على مميزات المنتج، لكنه يتضمن أيضاً أي شيء يساهم في صورته العامة، وليس من المتوقع أن يقبل مستهلكو الصحافة موضوعاً إخبارياً قائماً بذاته لكن في سياق سمعة المنفذ الإعلامي. وسعت تجربة دشنها مركز جورج تي. ديلاكورت ونفذها ثلاثة من الباحثين الحاصلين على منحة ديلاكورت في «كولومبيا جورناليزم ريفيو» لتعرف مقدار ما يعطيه القراء من وزن لعلامة الصحيفة المنشورة عند تقييم مصداقية القصة، ومصطلح «مجلة» اليوم لم يعد يدل كما كان من قبل على علاقة حميمة بين صحيفة ما وقرائها، وأصبح الناس يقرؤون مقالات مفردة على الإنترنت دون أن يروا أولاً الغلاف المطبوع أو الصفحة الرئيسة على الإنترنت أولاً، وهذا يستحق استكشاف إلى أي مدى يدوم هذا النوع من العلاقة. واختبرنا 267 شخصاً لنرى ما إذا كانت ثقتهم في قصة عميقة التغطية تعتمد على المجلة التي تظهر فيها وكيف يحدث هذا، واتضح أن العناصر الجمالية مثل الاسم والشعار والتصميم أساسية في تعزيز الثقة في العلامة الرقمية، وأوضح مقال لعام 2012، نُشر في «إنترناشيونال جورنال أوف إليكترونيك بيزنس مانجمنت» أن تفاعلية الموقع وسهولة استخدامه تميل لأن تعزز الثقة في العلامة، والتصميم أيضاً جوهري في توليد ثقة القارئ، ففي عام 2003، سأل باحثون في جامعة ستانفورد أكثر من 2600 شخص أن يحللوا مصداقية موقعين، ووجد الباحثون أن عناصر التصميم البصري حظيت بأكبر قدر من الاهتمام مع قليل من الانتباه إلى المحتوى أو المصدر، وخلص الباحثون إلى أن «الناس يستقبلون نمطياً معلومات الإنترنت بطريقة سطحية». وشرحت ورقة بحثية في عام 2007 أن العلامات المميزة «تمثل بديلاً عن المعلومات، وهي طريقة للمستهلكين كي يبسطوا العملية التي تستنزف الوقت من البحث والمقارنة»، والعلامات المميزة التي تتمتع بثقة سواء كانت لمؤسسة أو شخصية ما زالت تتمتع بسطوة، فقد أظهر مسح أجراه برنامج «ميديا إنسايت بروجيكت» في وقت مبكر من هذا العام أن 66 في المئة من الخاضعين للمسح قالوا إن أهم تحيز للثقة في فيسبوك هو التحيز للمؤسسة الإخبارية التي أنتجت المحتوى، بينما قال 48 في المئة إنهم أكثر اهتماماً بسمعة الشخص الذي ينشر المحتوى، وزعم معظم الخاضعين للمسح أن ثقتهم لا تعتمد على مقدار ما تحصل عليه المادة من عدد مرات «الإعجاب». * داني فونت وتشافا جوراري وجاك موراثا.. باحثون في «كولومبيا جورناليزم ريفيو»
مشاركة :