حوار:زكية كردي التف أفراد البيت الخليجي في رمضان حول مسلسل خيانة وطن الذي يفرض نجاحه الكثير من المسؤولية على ربان سفينة العمل الذي اهتم بمتابعة آراء المتابعين على مواقع التواصل ليستفيد منها في عمليات المونتاج التي كان يعمل عليها أثناء عرض الحلقات. أما عن الفكرة القادمة فلابد أن تكون بالإلحاح نفسه، ودرجة الأهمية ذاتها في ضمير المشاهد. لهذا يكشف أحمد يعقوب المقلة مخرج خيانة وطن عن احتمالات تقديم مسلسل يتناول تنظيم داعش، وأيضاً يتحدث عن شعوره تجاه العمل وأهميته وما حققه للدراما الخليجية ككل، بالإضافة إلى الكثير من التفاصيل. } ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في تصوير خيانة وطن؟ - كان أصعب ما في الأمر الموضوع نفسه، فهو يتحدث عن قضية وطن، وفيه أصابع اتهام توجه لمجموعة كانت تنوي أن تخرب البلد. والتطرق لموضوع بهذه الحساسية يجعلنا دقيقين جداً بمراجعة الحوارات والخطوط، لهذا كان التحضير صعباً جداً ويحتاج إلى الكثير من الدقة، لنحافظ على الحيادية وننأى بأنفسنا عن الظهور بصورة من يقدم قضية ملفقة أو صورة غير واضحة. } لا شك أن هناك مشاهد أخذت منك مجهوداً مضاعفاً، ماذا عنها؟ - مشاهد اجتماعات الإخوان، إذ يقال فيها معلومات مهمة جداً، ومعظمها تجري على الطاولة، والتعامل مع هذا النوع من المشاهد يعتبر صعباً لأنها تحتاج لأن تقدم بصورة ورؤية تخرجها من حالة الرتابة. بالنسبة لي، كانت هذه المشاهد هي الأصعب، وأعتقد أننا استطعنا أن نقدمها برؤية جميلة، ونحافظ على الإيقاع كي لا تكون مملة. وهناك أيضاً المشاهد المفصلية مثل مشاهد ريتاج عندما تكتشف حقيقة انتماء زوجها إلى الإخوان، و بعده أبوها. بالعموم يمكنني القول إن المشاهد المتعلقة بدائرة الشك كانت صعبة أيضاً، وحلولها كانت صعبة لنقدمها بدقة. } مشهد إلقاء القبض على أعضاء التنظيم في الحلقة الأولى أخذ صدى كبيراً لدى المشاهدين، برأيك ألم يكن تقديم الحكاية بهذه التقنية نوعاً من المغامرة؟ - هذا التميز يحسب للكاتب إسماعيل عبدالله، فمن المعتاد أن تعرض المشكلة، تتبعها العقدة، ثم الحل في تسلسل الأحداث، لكن الكاتب هنا تقصد تناول العمل بتسلسل مختلف فعرض الحل قبل تناوله للعقدة، وهذا ذكاء يجذب المشاهد. أما عن الخوف من فقد عنصر المفاجأة فلم يكن موجوداً، فهناك الكثير من المفاجآت في العمل، لكن الغاية كانت ربط المشاهد معنا من الحلقة الأولى، وحرصنا على تنفيذ المشاهد لتكون صادقة ومؤثرة في الوقت نفسه. } لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعامل فيها مع فريق عمل ضخم، ما المختلف في هذه التجربة؟ -بالطبع قدمت أعمالاً كثيرة تضم كوادر كبيرة، من ضمنها المسلسل البحريني نيران، وعدد من المسلسلات التي صورناها في قطر مع الكاتبة وداد الكواري، وأيضاً مسلسل لو أني أعرف خاتمتي الذي صورناه العام الماضي، وكان فيه عدد كبير من الممثلين أيضاً، لكن في هذا العمل كان هناك شيء من الخصوصية الإماراتية، فكان علينا أن نركز على العنصر الإماراتي من الممثلين. وحقيقة لم أفاجأ بأن فنانين كباراً في الإمارات لم يمانعوا بالمشاركة بأدوار بسيطة ربما لو نظرنا إليها بسطحية لوجدنا أنها لا تليق بمستوى موهبتهم وإمكاناتهم. وأيضاً أقول بصدق إن هناك فنانين تعاملت معهم للمرة الأولى واكتشفت حجم موهبتهم وإمكاناتهم من خلال هذا العمل، لكن هذا لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي أيضاً فقد أعطيناهم الثقة فقدموا كل ما يملكون من موهبة. } هل أربكك اختلاف الموضوع عما هو معتاد؟ - لا شك أن خيانة وطن يعتبر مادة دسمة ومغرية، ونحن في الخليج عموماً بعيدون عن طرح قضايانا المصيرية، وأتمنى أن يكون هذا العمل بداية لتقديم مجموعة من الأعمال التي تحمل الهم الوطني والقضايا الجوهرية، وتمس المشاهد بشكل مباشر من خلال الصدق في الطرح، فنقدم أنفسنا من خلال دراما الحياة، لأن الحياة ليست كما تصورها الدراما الخليجية، والمواطن الخليجي ليس كما تصوره أيضاً، يعيش في قصر وكل همه محصور في الماديات. وأعتقد أننا بحاجة إلى هذا التغيير لأن الدراما هي التي تعكس صورتنا وتقدمنا للعالم كما يجب، فهي الأكثر قرباً من وجدان المتلقي. } برأيك من المسؤول عن نمطية الدراما الخليجية؟ - كل العاملين فيها مسؤولون، والمحطات التلفزيونية شريك في هذه المسؤولية. مثلاً، هناك ظاهرة استثمار نجاح بعض المسلسلات، فبعد نجاح مسلسل شبابي مثلاً نجد أن الموسم التالي أتخم بالأعمال التي تصب في هذا القالب، و هذا يسهم طبعاً في تكريس حالة التكرار والنمطية. وأتمنى بحق أن تثق كل دولة بفنانيها وبقدرتهم على طرح قضايا الأمة كالقضية التي طرحناها، وأتفاءل بأن خطوة خيانة وطن تفتح الباب للقائمين على الدراما ليطرحوا قضايا مشابهة من حيث درجة الأهمية. } ذكرت في تغريدة على تويتر أنك تعتبر المشاركة في مسلسل خيانة وطن واجباً وطنياً مع أنك لست إماراتياً، لماذا؟ - صحيح أنا بحريني، لكنني بصدق منذ قراءتي للملخص شعرت بأن هذه القصة وهذه الأحداث تحدث بالفعل في الوطن العربي ككل، لهذا شعرت بأن واجبي تجاه هذا الوطن الكبير الذي أنتمي إليه كان يطغى على شعوري بأني فقط أصور عملاً فنياً. } تفاعل الناس بشكل كبير مع المسلسل منذ الحلقة الأولى، وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، هل تتواصل معهم عادة؟ - لا بد من التواصل، لأنه يتيح لنا أن نجس نبض الشارع، وأعتبر أني كنت محظوظاً بهذا التواصل، إذ بدأ الناس يتفاعلون مع العمل ونحن ما زلنا في مراحل المونتاج وتسليم الحلقات لتلفزيون أبوظبي، ولهذا استفدت كثيراً من آراء المشاهدين وتعليقاتهم. } وكيف تعاملت مع نجاح العمل؟ - النجاح يرعبني، ويضعني أمام مسؤولية كبيرة أمام المشاهد، فبعد أن قدمنا هذا العمل علينا أن نحسب للخطوة التالية، التي يجب أن نكون واعين فيها إلى مسألة الحرص على ذائقة المشاهد، خاصة بعد أن التم البيت الإماراتي، وجزء كبير من الخليج وتفاعل مع عملنا، واستطعنا أن نخلق أرضية للثقة فيما يقدم. } أصبحتم تشكلون فريق عمل أنت والكاتب إسماعيل عبدالله والفنان حبيب غلوم، وزوجته الفنانة هيفاء حسين، كيف شكلتم هذا الفريق؟ - البداية كانت عند حبيب غلوم وهيفاء حسين، إذ كانت لديهما رغبة كبيرة بأن يقدما على إنتاج عمل درامي، وكنا كأصدقاء متفاهمين، وتحقق هذا مع الكاتب إسماعيل عبدالله في مسلسل لو أني أعرف خاتمتي الذي استطاع بإبداعه أن يؤكد نجاح هذه التجربة، وأنا سعيد حقاً بهذا الفريق. } صرح الفنان حبيب غلوم مؤخراً على أحد مواقع التواصل بأن العمل المقبل يتناول قضية داعش إلى جانب مواضيع أخرى، هل بدأتم العمل على المشروع الجديد؟ - بالنسبة ل داعش فهي كانت فكرة طُرحت خلال نقاشاتنا، لكن لا يمكنني التأكيد حالياً إن كان العمل المقبل عن التنظيم، أو غيره. ما أستطيع قوله إن لدينا مشروعاً يركز على تقديم أعمال قريبة من وجدان المشاهد وهمومه.
مشاركة :