طالبت تسعة أحزاب وتنظيمات سياسية يمنية القيادة السياسية والحكومة بتأجيل قرار المشاركة في الجولة الجديدة من مشاورات السلام. في وقت وصل فيه إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممي لليمن ظهر الأربعاء إلى العاصمة اليمنية قادما من السعودية، للقاء الانقلابيين الحوثيين في صنعاء، قبيل يومين من الموعد المقرر لاستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية في الكويت، بعد أن تم رفعها قبل أيام من عيد الفطر المبارك. وقالت الأحزاب والتنظيمات في بيان مشترك لها اطلعت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه «نتابع التطورات على الساحة السياسية الوطنية وخاصة ما يتعلق بموضوع مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة الشرعية، وميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وفي ظل الإصرار المتعمد من قبل الطرف الانقلابي على عرقلة مسار المشاورات وحرفها عن مسارها الطبيعي القائم على المرجعيات الثلاث». الالتزام بالمرجعيات وتحديد سقف زمني ولفتت الأحزاب اليمنية إلى أنها تطالب الحكومة بتأجيل قرار المشاركة في الجولة الجديدة من مشاورات السلام حتى تحقيق «الالتزام الصريح من قبل الميليشيات بتنفيذ القرار 2216 دون شروط مسبقة وبإشراف دولي وإقليمي، إلى جانب تنفيذ الميليشيات تعهداتها في جولة بييل السويسرية والمتعلقة بتنفيذ إجراءات بناء الثقة بما في ذلك الإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المدن وفتح المنافذ الآمنة». كما طالبت الأحزاب والتنظيمات السياسية في بيانها بضرورة «الالتزام بالمحاور الخمسة التي تشكل أجندة المشاورات حسب التراتبية المنطقية لها، وهي الانسحاب من المحافظات وتسليم السلاح وعودة مؤسسات الدولة والإفراج عن المعتقلين إلى جانب استكمال العملية السياسية من حيث توقفت». وطالبت الأحزاب والتنظيمات السياسية، بتحديد سقف زمني للمشاورات يلتزم به الطرفان، مؤكدة حرصها «على تحقيق سلام دائم وشامل ينهي معاناة الشعب اليمني على أن يكون قائما على أسس ثابتة وقوية تضمن استمراره وديمومته، وهو ما لن يتحقق الا بالالتزام بالمرجعيات المقرة وبضمانات دولية وإقليمية تضمن عدم تراجع الطرف الانقلابي عن تنفيذ التزاماته». وأقرت المرجعيات الثلاث كأساس للتفاوض بين الأطراف اليمنية المتصارعة، وتم التوافق عليها في أكثر من جولة سابقة، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرار الأممي 2216. انقسام ميليشيات الحوثي -صالح يهدد صنعاء وفي السياق تشهد العاصمة اليمنية صنعاء تبدلا في الخارطة العسكرية يعكس حالة انقسام حقيقية بين قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي. فقد استحدثت القوات الموالية لصالح، في الجزء الجنوبي من العاصمة اليمنية، عشرات نقاط التفتيش في الشوارع. وينتشر جنود من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي الموالية لصالح في كل الشوارع الرئيسة والفرعية في الجزء الجنوبي. فيما يخلو هذا الجزء من أي تواجد لمسلحي الحوثي، باستثناء بعض التجمعات داخل مقار حكومية منذ انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي. في المقابل، تستمر ميليشيات الحوثي بإحكام سيطرتها على الجزء الشمالي من العاصمة اليمنية بشكل كامل، وقد استحدثوا نقاط تفتيش ثابتة في الشوارع الرئيسة والفرعية وفي الأحياء السكنية الواقعة في هذا الجزء. وينتشر مسلحو الحوثي في معظم الشوارع والأحياء، مدعومين من الجنود الموالين عقائدياً ومذهبياً للحوثي. ومن الواضح أن هذا الانقسام الميداني اللافت وفقا لـ«سكاي نيوز» قد يكون بادرة لتحول صنعاء مسرحا لحرب ساحات بين طرفين كانا حتى الأمس القريب حليفين. من جهة أخرى سيطرت قوات الجيش والمقاومة الشعبية الأربعاء، على مواقع جديدة كانت في قبضة المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، بمديرية نهم / 40 كم شرق صنعاء. وقال عبدالله الشندقي، الناطق باسم مقاومة صنعاء، في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: إن «مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنوا من السيطرة على جبل الذهب في الميمنة والجبال المحيطة به، وذلك بعد مواجهات عنيفة دارت مع مسلحي مليشيات الحوثي وصالح». أطفال مأرب ينددون بمجزرة العيد إلى ذلك نظم عدد من الأطفال وقفة احتجاجية تنديدا بالجريمة التي ارتكبها الحوثيون وقوات المخلوع صالح بقتل ثمانية وجرح آخرين من الأطفال في حي الزراعة بمحافظة مأرب. وناشد الأطفال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إيقاف العنف الذي تتعرض له الطفولة من قبل الحوثيين وقوات صالح. ورفع الأطفال في الوقفة التي أقيمت بذات المكان الذي تعرض للقصف الصاروخي صور زملائهم ضحايا الصاروخ الذي استهدف الحي قبيل عيد الفطر المبارك بساعات، وأودى بحياة ثمانية وجرح 14 آخرين. وقال مصدر حقوقي إن محافظة مأرب يتعرض فيها المدنيون لهجمات صاروخية من قبل الحوثيين وقوات صالح. وأكد المصدر أنه تم خلال الشهر الماضي رصد تعرض المدنيين لـ23 هجمة صاروخية بالمحافظة من قبل الحوثي وصالح. وأشار إلى أن تلك الهجمات توزعت بين صواريخ كاتيوشا وصواريخ بالستية، آخرها صاروخ «اورغا».
مشاركة :