خفض بنك "كريدي سويس" السويسري تقديراته لنمو الطلب العالمي على النفط، متوقعا أن يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" إلى كبح نمو الاقتصاد العالمي والحد من تعافي أسعار النفط. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر محللون في مذكرة أن تصويت بريطانيا لمصلحة الاتفصال هو "أحدث وربما أقوى" محفز لتباطؤ وشيك للنمو العالمي، الذي من المرجح أن يكون له تأثير سلبي في الطلب على النفط في النصف الثاني من العام وفي 2017. وتوقع البنك تراجع الطلب على النفط في شمال غرب أوروبا والولايات المتحدة، كما توقع انخفاض نمو الطلب على النفط في الأسواق الآسيوية الناشئة اعتبارا من الربع الأخير وخلال العام المقبل، غير أن المحللين توقعوا نموا "قويا" في إنتاج النفط الصخري الأمريكي بنحو 400 ألف برميل يوميا في الفترة من الربع الأخير من 2016 إلى نفس الربع من 2017. وخفض "كريدي سويس" توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط في العامين الحالي والمقبل بنحو 250 ألفا و300 ألف برميل يوميا على الترتيب، غير أن البنك رفع توقعاته لمتوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت لسنة 2016 و2017 إلى 44.53 دولار و56.25 دولار للبرميل على الترتيب من 37.77 دولار و54.25 دولار للبرميل. ورفع البنك توقعاته لمتوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العامين الحالي والقادم بواقع 6.68 دولار و2.12 دولار للبرميل على الترتيب إلى 43.59 دولار و55 دولارا للبرميل، كما عدل البنك توقعاته لسعر الغاز الطبيعي في مركز هنري بالرفع 19 سنتا إلى 2.43 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" قد توقعت ارتفاع الطلب على النفط الخام في السوق العالمية العام المقبل، في ظل تراجع الفائض في السوق، في الوقت الذي وصل فيه إنتاج السعودية إلى مستوى شبه قياسي في ظل ذروة الاستهلاك في فصل الصيف. وذكرت "أوبك" التي تضم 14 دولة بما في ذلك العضو الجديد الجابون، أنها ستحتاج إلى إنتاج 33 مليون برميل يوميا تقريبا العام المقبل بزيادة قدرها 142 ألف برميل يوميا على متوسط الإنتاج خلال حزيران (يونيو) المقبل، في الوقت نفسه تتوقع أوبك زيادة الطلب على النفط خلال العام الحالي بنفس الوتيرة في الوقت الذي تراجع فيه إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية عن التقرير الشهري للمنظمة، أن أحوال السوق ستساعد على إزالة الفوائض النفطية في 2017، وقد ظهر الانكماش بالفعل خلال العام الحالي مع توقع استمرار الانكماش بالنسبة للدول غير الأعضاء في المنظمة خلال العام المقبل، ولكن بوتيرة أبطأ. وقد تراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط إلى أدنى مستوى له منذ عامين في ظل تراجع ازدهار إنتاج الزيت الصخري، في الوقت الذي أبلغت فيه السعودية دول أوبك بأن إنتاجها اقترب الشهر الماضي من المستوى القياسي، وقد زاد إنتاج السعودية من النفط بمقدار 280 ألف برميل يوميا إلى 10.55 مليون برميل يوميا ليقترب من أعلى مستوى قياسي له وهو 10.564 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي. وبحسب تقديرات "أوبك" فإن الطلب العالمي على النفط سيزيد بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا العام المقبل ليصل إلى 95.3 مليون برميل يوميا في المتوسط، حيث سيتركز أغلب النمو في الاقتصادات الصاعدة مثل الهند والصين. وكان إنتاج النفط في الدول غير الأعضاء في "أوبك" قد تراجع بمقدار 100 ألف برميل يومي إلى 55.9 مليون برميل دولار يوميا نتيجة تباطؤ الإنتاج في البرازيل وكندا والمكسيك، وكان متوسط إنتاج "أوبك" من النفط قد ارتفع خلال الشهر الماضي بمقدار 264.1 ألف برميل يوميا إلى 32.858 مليون برميل يوميا.