لن يركب أحد ظهرك إلا إذا انحنيت له. ولن يستمر أي شخص بالتدخل السافر في حياتك سواء بالأسئلة الفضولية أو الاقتراحات الشخصية الاقتحامية إلا إذا أذنت له سواء بتعابير وجهك أو كلماتك. ضع حدا لأي شخص يقتحم حياتك الخاصة ويقض مضجعك بأسئلته التي تعبث بمزاجك وحياتك. هناك من لا يتردد أبدا في سؤالك عن حياتك الخاصة دون أدنى خجل. يذكرك بتفاصيل لا ترغب في سماعها. يوقظ أحزانك الغافية. بعضهم يزعجك بتعليقاته بحسن نية، لكن النوايا الحسنة لا تبرر كل شيء. والبعض الآخر يجد في معرفة خصوصياتك نزهة لا تكلفه وقود سيارة أو تذكرة طيران. لا شك أن مقتحم حياتك مخطئ من رأسه حتى أخمص قدميه، لكنك مخطئ أنت الآخر؛ لأنك لم توقفه عند حده، وهنا بعض الاقتراحات لكيفية التعامل مع الأسئلة الفضولية المزعجة التي استأنستها من دراسات ومقالات متعددة لباحثين في علم الاجتماع: 1 - من أفضل الطرق للرد على الأسئلة الفضولية هو أن تعيدها إلى أصحابها. السؤال الفضولي المزعج ككرة النار لا أحد يستطيع أن يمسكه. ارمه على السائل ليحرقه؛ حتى يعرف حجم الضرر والألم الذي تسبب به حتى لا يكرره مستقبلا. إذا سألك: كم راتبك؟ فأجبه: وأنت كم راتبك؟ إذا لم يجبك فقد وصلته الرسالة، وإذا أجابك، فقل له نفس راتبك حتى لو لم يكن كذلك. وحينها سيدرك أن سؤاله لم يرق لك، وهناك احتمال كبير أن يتوقف عن إطلاق مثله على مسامعك مستقبلا. 2 - تجاهل الإجابة عن السؤال الذي لا يعجبك. ابتسم دون أن تجيب. إذا أعاد السؤال عليك، فقل له: بصراحة، لا أحب الخوض في هذا الموضوع الشخصي. اعذرني. 3 - الإجابة بكلمة واحدة لها وقع صادم على المتلقي فلا تجعله يسترسل. مثلا. إذا قال لك: لماذا لم تنجب أطفالا حتى الآن؟ فرد: (دعواتك). وانصرف عن الموضوع، وإذا لم يرتدع، فانصرف عن المكان حتى لا تسول له نفسه سؤالك مجددا. 4 - تذكر أن هناك مصابين باضطراب (توكوهليك)، أي المتحدثين بلا انقطاع، وإجابتك عن سؤالهم الأول سيغمرك بسيل لن ينقطع من الأسئلة. يقول الباحثان روبوت سايدلينجر وديرك بولون، إن هؤلاء قد يصطادونك بسؤال، فانتبه، لا تبلع الطعم في السنارة. وأخيرا، لا يمكن أن تقضي على الأسئلة الفضولية تماما، فلذلك حصن نفسك بذكر الله أولا، وثق بأن كل ما كتبه خير لك، ولا تظهر انزعاجك فتخدش صورتك الجميلة أمام محبيك وغير محبيك. فأنت أكبر من سؤال من شخص غير مسؤول وواع. أكبر بكثير. فإذا لم يرزقك الله شيئا. فقد منحك أشياء.
مشاركة :