برلين أ ف ب صادقت ألمانيا أمس على توجيهات جديدة في مجال الدفاع ستجعل البلاد تضطلع بدور عسكري أهم على الساحة الدولية، لأنها تعتبر أنه يمكن لروسيا أن «تشكل تحدياً على أمن» أوروبا. ووردت خارطة الطريق هذه للجيش الألماني بالتفصيل في «كتاب أبيض» حول الدفاع تم تبنيها صباحاً خلال اجتماع لمجلس الوزراء. وجاء في الوثيقة أن ألمانيا، أول دولة اقتصادية في أوروبا، «باتت تعتبر أكثر وأكثر كطرف أساسي في أوروبا يتحمل مسؤولية المساهمة في رسم النظام العالمي بصورة ناشطة». وبعد تحفظات مرتبطة بالحرب العالمية الثانية دامت لعقود، باتت برلين التي لم تعد تتردد في نشر جنودها في دول عدة (مالي وكوسوفو وأفغانستان) مستعدة «لتحمل مسؤوليتها وتولي زمام الأمور» في مواجهة التحديات «الأمنية والإنسانية» بحسب الوثيقة. ومن المخاطر يشير النص خصوصاً إلى التهديد المحتمل الذي تطرحه روسيا البلد «الذي يهدد علنا السلام في أوروبا» خصوصا بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014. وقال معدو الوثيقة «من خلال تحديث قواتها المسلحة بشكل تام يبدو أن روسيا مستعدة للذهاب إلى حدود الالتزامات الدولية الحالية». وأضافوا أن موقف موسكو «يستلزم رداً من الدول المعنية وأيضاً من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي». وأضافت الوثيقة «إن روسيا إذا لم تغير موقفها ستمثل في المستقبل المنظور تحدياً على أمن قارتنا». ويندرج الكتاب الأبيض في التطور البطيء الذي أطلقته ألمانيا قبل عقدين بعد أن بقيت مترددة حول القضايا العسكرية بسبب ماضيها العسكري. والدليل الآخر على عزم الحكومة الألمانية إحداث تغييرات في المجال الدفاعي رفع لأول مرة منذ 1990 عديد القوات الألمانية وزيادة حجم الاستثمارات ما يضع حداً لربع قرن من الاقتطاعات في الموازنة منذ انتهاء الحرب الباردة. وخلال 7 سنوات يعتزم الجيش الألماني تجنيد أيضاً 7 آلاف جندي إضافي و4400 من العاملين المدنيين.
مشاركة :