فجرت حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس مفاجأة من العيار الثقيل بإعلان عزمها على استعادة علاقاتها مع سوريا إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في مارس (آذار) 2011. فقد أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم في تصريحات بثها التلفزيون التركي مباشرة: «هدفنا الأهم، الذي لا يمكننا الرجوع عنه هو تطوير علاقات جيدة مع سوريا والعراق وكل جيراننا حول البحر المتوسط والبحر الأسود. لقد قمنا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل، وأنا واثق أننا سنطبع العلاقات مع سوريا أيضا. ولكي تنجح المعركة ضد الإرهاب، ينبغي أن يعود الاستقرار لسوريا والعراق». بدورها، نقلت صحيفة «قرار» التركية أمس عن رئيس حزب «الوطن» اليساري التركي دوغو برينتشيك، الملم بتطورات الشأن السوري قوله إن مباحثات تجري بين شخصيات نافذة من الجانبين التركي والسوري في إيران. وكانت «الشرق الأوسط» قد نقلت يوم 9 يوليو (تموز) الحالي عن مصادر بالخارجية التركية أن «تركيا قد تقبل بوجود الأسد لفترة انتقالية مدتها 6 أشهر، من خلال توافق مع القوى الدولية، وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة». وعزت المصادر حينها توجه تركيا لتغيير سياستها تجاه دمشق إلى التهديدات الكردية على حدودها مع سوريا وإلى تضرر مصالحها بسبب القطيعة مع سوريا. في غضون ذلك، استبق الائتلاف السوري المعارض الإعلان الذي أصدره يلدريم أمس، بتأكيده أنه تلقى تطمينات من السلطات التركية بأن سياستها لن تتغير تجاه المعارضة الموجودة على الأراضي التركية.
مشاركة :