حلب تستعد لحصار طويل والمجلس المحلي يخزن مواد غذائية تكفي لأشهر

  • 7/14/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يتهيأ المجلس المحلي لمدينة حلب لمواجهة حصار طويل الأمد، يسعى النظام السوري لفرضه على مناطق سيطرة المعارضة، فبدأ باتخاذ الإجراءات التي تساعد على تقليص مخاطر هذا الحصار. وتحسبا للسيناريو الأسوأ، وهو الحصار الشامل رغم استبعاد الفصائل المسلحة له، كشف بريتا حج حسن، رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، في تصريح لوكالة «رويترز»، عن أن المعارضة «تسعى في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار، إلى ترشيد الاستهلاك ومنع اكتناز السلع وضبط الأسعار لمنع التجار من زيادتها». وقال: «إن سلطات المعارضة تتحرك أيضا لفتح طرق بديلة إلى مناطق سيطرتها في المدينة»، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن مجلس المدينة «خزّن كميات من الطحين والقمح والوقود والسكر والأرز، وتزامن ذلك مع توجيهات صدرت للسكان بالتعايش مع الوضع الجديد»، لافتا إلى أن «الخطة التنفيذية الموضوعة بالمواد الاحتياطية من الممكن أن تصمد لأشهر عدة». وتابع حسن: «طلبت سلطات المعارضة من أصحاب مولدات الكهرباء خفض الاستهلاك إلى ساعتين يوميا، وخزن مجلس المدينة كميات من الوقود للاستخدامات الضرورية كالمخابز». الإجراءات الاحترازية من قبل المجلس المحلي، بدد مخاوفها أبو أحمد العاصمي، عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحر، الذي طمأن إلى أن «حلب أكبر من أن تحاصر»، مؤكدا أن «فصائل المعارضة المسلّحة ستفاجئ النظام وحلفائه على أكثر من جبهة؛ ما يجعل حلب غير مدرجة في أولوياته». وأوضح العاصمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حصار حلب لن يتم، فقد يحصل تضييق، لكن حلب أكبر من أن تحاصر؛ فهي مدينة شاسعة بالنظر لمساحتها الواسعة، عدا أن أعداد مقاتلي المعارضة فيها كبير جدا»، كاشفا عن أن «كل فصائل حلب باتت تحت غرفة عمليات واحدة، وكثير من هذه الفصائل تجاوزت خلافاتها، وباتت مستعدة لمعارك قاسية جدا مع النظام وستفاجئه في جبهات متعددة، لتصبح جبهة حلب مسألة ثانوية بالنسبة له». وقال العاصمي: «حتى طريق الكاستيلو ليست مقطوعا بشكل كامل، منذ أسبوع يحاول النظام السيطرة عليه، لكنه لا يزال بعيدا عنها أكثر من كيلو متر، إنما هو قادر على استهدافها بالمدفعية والرشاشات الثقيلة»، مشيرا إلى أن «سيارات الجيش الحر ما زالت تعبر طريق الكاستيلو رغم خطورتها، لكننا منعنا المدنيين من عبورها؛ لأنها تحت مرمى النيران». وتقدمت قوات النظام السوري بدعم من حلفاء لها، بينها ما يسمى «حزب الله» اللبناني، وغارات جوية روسية الأسبوع الماضي، لتصبح على بعد مئات الأمتار من الطريق الوحيد المؤدي إلى مناطق سيطرة المعارضة في حلب؛ ما جعل عبور الطريق متعذرا على مئات الآلاف القاطنين هناك. وساعد هذا التطور النظام على الاقتراب من تحقيق هدف يسعى إليه منذ مدة طويلة، وهو تطويق مناطق سيطرة المعارضة في حلب التي تعتبر رمزا كبيرا للانتفاضة التي بدأت في 2011 ضد حكم رئيس النظام السوري بشار الأسد. لكن المعارضة المسلّحة لن تسلّم بحتمية الحصار؛ إذ قال عضو مجلس العسكري في الجيش الحر، أبو أحمد العاصمي: «ستكون هناك طرق عدة بديلة من الكاستيلو»، لافتا إلى أن «هجوم المعارضة على مناطق سيطرة النظام سيؤدي قريبا إلى فتح أكثر من طريق ما بين جنوب وشرق حلب»، متوقعا «انهيار الكثير من النقاط الواقعة تحت سيطرة النظام، ولا سيما في جبهة الوضيحي جنوب حلب، والتي تعدّ تكملة لجبهة خان طومان؛ لكون تحصينات النظام فيها ضعيفة». وكشف العاصمي عن أن فصائل «الجبهة الشامية» وتجمع «استقم كما أمرت» و«فيلق الشام» وغيرها من فصائل تسيطر على جبهة الشمال «كانت تتحسب لحصار محتمل على المدينة، كما يحصل في داريا»، مذكرا بأن «داريا لا توازي حيا واحدا من أحياء حلب، ومع ذلك لا تزال صامدة رغم حصارها منذ أكثر من أربع سنوات»، مضيفا أن «مدينة حلب غنية بالأقبية والمصانع، لكن المشكلة بكمية التخزين وما إذا كانت تكفي لنحو 400 ألف مدني». وطمأن القيادي في الجيش الحر إلى أن «إغلاق طريق الكاستيلو سيكون مؤقتا؛ لأن النظام غير قادر على الصمود»، مؤكدا أن «الانسجام القائم بين فصائل المعارضة في حلب، سيحدث تغييرا في واقع المعركة، وسيعيد خلط الأوراق». من جهتها، أعلنت «جبهة النصرة» أمس، أن مقاتليها ومقاتلي جماعة نور الدين زنكي «حققوا تقدما وتمكنوا من السيطرة على نقاط عدة في منطقة قريبة من طريق الكاستيلو مساء الثلاثاء»، فيما لم يصدر أي تعليق من جماعة نور الدين زنكي. ويأتي ذلك في إطار سعي مقاتلي المعارضة إلى إعادة فتح طريق الكاستيلو الذي يعتبر المعبر الوحيد الذي يربط مناطق سيطرة المعارضة في حلب بريف المدينة الشمالي. وفي إطار الهجوم المضاد، واصلت فصائل المعارضة، أمس، قصفها العنيف على مناطق سيطرة النظام جنوب مدينة حلب وغربها، فيما استهدفت غارات جوية مناطق تسيطر عليها المعارضة من المدينة.

مشاركة :