إعاقة البصر لم تشكل التحدي الأكبر في حياته، وإنما نظرة المجتمع وتعامل الآخرين معه، فمازالت الشفقة هي الأساس في تعامل نسبة كبيرة من الآخرين معه، على الرغم من تجاوزه لإعاقته، وتحقيقه نجاحاً وظيفياً وصل به إلى منصب تنفيذي أول مراكز الاتصال في «واحة دبي للسيليكون». عبدالعزيز حميد النعيمي: «التقنية الحديثة التي تتمتع بها الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، ساعدتني بشكل كبير على أداء عملي والتميّز فيه». عبدالعزيز حميد النعيمي ولد بإعاقة بصرية، وألحقته عائلته بمركز متخصص لتأهيل وتدريب المعاقين حتى سن السابعة، ليبدأ مراحل التعليم الأساسية. حصل (عبدالعزيز) على بكالوريوس العلوم الإدارية من جامعة محلية، ولارتفاع سقف طموحاته التعليمية، أكمل دراساته العليا، ليحصل على درجة الماجستير في القيادة والإدارة والتخطيط الاستراتيجي. يعدّ (عبدالعزيز) الثقة بالنفس، التي زرعتها عائلته فيه، هي الأساس الذي ساعده طوال مراحل التعليم، ومكّنته من النجاح والوصول إلى درجة الدراسات العليا، فدائماً ما عملوا على دفعه للاعتماد على نفسه في كل أموره الحياتية، وقلما تدخلوا إلا في أوقات الحاجة القصوى. بدأ حياته العملية موظفاً للدعم الإداري بمكتب الدعم في دائرة البلدية والتخطيط في إمارة عجمان عام 2012، ولإظهار تميّزه وقدراته وطموحاته، تخصّص بشكل أكبر في تقنية المعلومات، ليصبح مسؤولاً عن تلقي البلاغات التقنية وتوزيعها على فرق الدعم، لينتقل بعدها إلى مركز عمليات الشبكة مراقباً لأجهزة البنية التحتية التقنية في الدائرة بالكامل لمدة عامين. مهارة (عبدالعزيز) وقدراته وتميّزه الوظيفي، دفعت «واحة دبي للسيليكون» إلى استقطابه للعمل لديها في منصب تنفيذي أول لمراكز الاتصال، ليكون مسؤولاً عن استقبال شكاوى المتعاملين من موظفين ومتعاملين، واستقبال طلبات الخدمات، عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، وإدخالها إلى نظام عمل (الواحة) لتوزيعها على الفرق المختصّة بها. يوضح (عبدالعزيز) أن «التقنية الحديثة التي تتمتع بها الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، ساعدته بشكل كبير على أداء عمله والتميّز فيه، فجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به مزوّد بنظام قارئ للشاشة، يساعده بشكل فوري على سماع كل الرسائل التي تصله، وما يقوم بإدخاله من بيانات إلى النظام»، مؤكداً أن «الإعاقة البصرية لم تمثل تحدياً كبيراً له في سبيل إثبات نفسه في التعليم والعمل».
مشاركة :