في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يحزم حقائبه استعداداً لمغادرة مبنى 10 داوننغ ستريت، الذي يقيم فيه، هناك شخصية موازية له في المبنى نفسه لن تضطر إلى الرحيل أيضاً، ولهذا سيظل القط الرئاسي، لاري، في منصبه (كبير مطاردي الفئران)، على الرغم من تعاقب عدد من رؤساء الوزراء على هذا المكان. ويطلق هذا اللقب رسمياً على هذا القط، الذي عهد إليه تنظيف المكان من أي فأر يجرؤ على الدخول إليه. وبينما كانت أجهزة الإعلام الدولية تتجمع خارج «10 داوننغ ستيريت»، لتسجيل لحظة خروج كاميرون ودخول خليفته تيريزا ماي، إلى هذا المبنى، شوهد هذا القط الأبيض ــ البني، وهو يتقلب على الأرض خالي البال، قبل ان يمضي في غفوة قصيرة. لكنه نهض مرة أخرى ليشاهد ماي من خلال السياج وهي تدخل المبنى. ويفيد الموقع الإلكتروني، الذي يؤرخ لـ«10 داوننغ ستيريت»، بأن لاري يقضي يومه في استقبال الضيوف، ويتفحص الوضع الأمني «الذي قد تهدده الفئران بالطبع داخل المبنى». وكثيراً ما يحظى بمداعبة رجال الشرطة الذين يحرسون المبنى. وكانت مهام لاري في الأيام السابقة موكلة إلى قط يطلق عليه «همفري»، الذي قالت عنه مؤسسة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه دخل إلى المبنى كقط تائه خلال رئاسة مارغريت تاتشر، ثم خلفه في تلك الوظيفة قط رئيس الوزراء السابق، غوردون براون، سيبل فاولي. وتقول بعض المصادر إن لاري، الذي تم شراؤه من دار باترسي للكلاب والقطط عام 2011، يتمتع بغريزة قوية في اصطياد الفئران التي تدخل هذا السكن الرئاسي على حين غفلة. وفي لقطة مثيرة سجلتها الـ«بي بي سي»، ثبت أن لاري يتمتع بالشجاعة والجرأة على مواجهة خصومه، عندما انتصر في معركة مع قط وزارة الخارجية. كما دخل في مواجهة مع «فريا»، قط وزير المالية، جورج أوزبورن، خارج مبنى 10 داوننغ ستريت، في لقطة وثقتها صحيفة «الديلي تلغراف». وكانت أنباء قد تواترت بأن لاري سيصبح مشرداً بعد رحيل كاميرون، إلا أن هذا الأخير نفى هذه الأنباء في مؤتمره الصحافي الأخير، وأكد بأن القط سيبقى بعد رحيله، وانه يريد أن يضع حداً لشائعات تقول إنه لا يحب هذا القط. ويضيف «يزعم البعض أنني لا أحب لاري، لكنني على العكس من ذلك أحبه، ودليلي على ذلك هو صورة تجمعنا معاً»، وفي موجة من الضحك على عباراته خلال مؤتمره الصحافي، أخرج كاميرون صورة كبيرة من جيبه يظهر فيها محتضناً القط لاري، في كرسي جلوس في «10 داوننغ ستريت». واسترسل قائلاً «لن أستطيع اصطحاب لاري معي لسوء الحظ، لأنه ينتمي إلى هذا المنزل، ويحبه طاقم المنزل حباً شديداً». وفي الوقت الذي أبدى فيه كاميرون ندمه على فراق القط، يبدو انه لم يكن نادماً على فراق المبنى، فقد ضبطه البعض وهو يدندن بإحدى الأغنيات ثوان قبل أن يدخل منزله في «10 داوننغ ستريت»، في أعقاب اعلان ماي خليفة له عشية الأربعاء الماضي، والتقط تلك النغمات مايكرفون محطة «آي تي» قبل أن يغلق كاميرون سماعته.
مشاركة :