رفض الرئيس السوري بشار الأسد رفضاً باتاً الاتهامات الموجهة إليه بتعمده استهداف المدنيين، أو أن يوصف بأنه «ديكتاتور وحشي»، وأن يديه ملطختان بالدماء. ففي مقابلة أجرتها معه شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية بالقصر الرئاسي السوري، قال الأسد «أتمنى أن ينظر التاريخ إليَّ كرجل حمى بلده من الإرهاب ومن التدخل وأنقذ سيادتها». وزعم أن الحرب التي يخوضها هي «لحماية سورية». وقال الصحافي الأميركي للأسد في المقابلة: «إن الانطباع الذي تعطيه، هو لرجل يشعر بأنه لا يتحمل أي مسؤولية عن الأشياء المريعة التي يتم فعلها باسمه للشعب السوري». وذلك في معرض تعليق الصحافي على «الاستخفاف» غير المسبوق الذي تحدث به الأسد عن مقتل الصحافية الأميركية ماري كولفن، في سورية، خصوصاً عندما قال: «إنها حالة حرب، وهي (كولفن) دخلت إلى سورية بشكل غير قانوني، فهي مسؤولة عن كل ما حدث لها»! وبعد تبريرات الأسد الذي بدأ بسوقها ليشرّع قتل المدنيين السوريين بأعداد مهولة على يد جيشه وبقرارات منه، جاعلاً من مقتل عشرات آلاف السوريين قضية ناتجة من مجرد الحرب، فقال له الصحافي الأميركي: «هل تشرح الحرب على هذا النحو، مثلاً، لأطفالك على طاولة الفطور؟». ثم ينتقل الصحافي لسؤال الأسد: «هل حدث وبكيت على ما حدث في سورية؟»، وطبعاً كانت الإجابة بالنفي. ثم يركز الصحافي على المدة التي قضاها الأسد في الحكم هو ووالده حافظ الأسد، فيسأله: «ما خطواتك المقبلة، هل ستستمر وتستمر؟ لقد مضى على وجودكما في السلطة أنت ووالدك 46 عاماً، هل هذا صحيح؟». فيرد الأسد: «لا، هذا ليس صحيحاً، لأنه كان رئيساً وأنا رئيس آخر. هو انتُخب من قبل الشعب السوري، وأنا انتُخبت بعد وفاته. هو لم يضعني في أي منصب. أنا رئيس وهو رئيس. أنا في الحكم منذ 16 عاماً وليس منذ 46 عاماً»! ويقول له الصحافي: «كيف تعتقد أن التاريخ سيذكرك؟»، فيرد الأسد بأنه لا يتنبأ، ثم يكرر إجابته بأنه يأمل أن يكون من حرر بلاده من التدخل الأجنبي وحافظ على سيادة بلاده! ثم توجه إليه الصحافي متمماً حملة الانتقاد المباشرة غير المسبوقة للأسد، ليسمعه أكثر الأوصاف عنفاً بحقه: «لأنك تعلم ما تقوله المسودة الأولى للتاريخ: أي أنت ديكتاتور قاسٍ، إنكَ رجل تلوثت يداه بالدماء، وإن الدماء التي على يديك أكثر حتى من التي كانت على يدي والدك».
مشاركة :