استهدفت الطائرات الروسية والسورية مجدداً المدنيين في عدة مناطق في سوريا، في وقت ظهرت فيه بوادر أزمة إنسانية في مدينة حلب شبه المحاصرة، بينما قال تنظيم داعش إنه أسقط طائرة حربية سورية في دير الزور، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي نفذ منذ الثلاثاء أكثر من خمسين ضربة جوية على مواقع لتنظيم داعش في منطقة تدمر (وسط). وقتل ما لا يقل عن أربعة مدنيين، وأصيب آخرون في غارات على أحياء في الجزء الخاضع للمعارضة بحلب (شمالي سوريا)، ومن بينها أحياء الصالحين والفردوس وهنانو. وبالتزامن، قتل 12 مدنياً على الأقل في غارات شنتها طائرات على الأحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن قتل 12 مدنياً على الأقل جراء قصف جوي نفذته طائرات لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية، على حيي طريق الباب والصالحين، تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق حلب. وسقط تسعة من القتلى في طريق الباب، والثلاثة الآخرون في حي الصالحين، بحسب المرصد. وتعرض مبنى المتحف الوطني في حلب إلى أضرار كبيرة جراء سقوط قذائف صاروخية نتيجة الحرب الدائرة في المدينة. وقال مدير المتاحف والمباني الأثرية في المديرية العامة للآثار في سوريا أحمد ديب إن عشرات القذائف، ومنها أسطوانات غاز سقطت خلال اليومين الماضيين على مبنى المتحف وتعرض السور الخارجي لأضرار، في حين لم تتعرض القطع الأثرية الضخمة والحديقة لأي أضرار. وعاودت طائرات النظام السوري قصف مدينة الرستن بريف حمص (وسط سوريا) لليوم الثاني على التوالي، موقعة جرحى بينهم أطفال ونساء. وأفاد ناشطون بتعرض مدينة داريا بريف دمشق لقصف بصواريخ أرض أرض ومدافع الهاون، بالتزامن مع تجدد القصف بالبراميل المتفجرة، واشتباكات في محيط المدينة. على صعيد آخر، قالت وكالة أعماق التابعة لداعش إن التنظيم أسقط طائرة حربية سورية من طراز ميغ 21 قرب تلال الثردة جنوب مدينة دير الزور (شرقي سوريا)، وأضافت الوكالة أن قائد الطائرة لقي مصرعه. وتلال الثردة تشرف على مطار دير الزور العسكري الذي يشهد محيطه معارك بين داعش وقوات النظام السوري، ويسعى التنظيم للسيطرة على التلال كي تسهل عليه مهاجمة المطار وتشديد الحصار على المناطق المتبقية تحت قبضة قوات النظام داخل المدينة. وبثت وكالة أعماق فيديو يظهر احتراق حطام طائرة على أرض صخرية وأشلاء جثة شخص يرتدي زياً عسكرياً وخوذة بيضاء بأحد الطرق. وقالت الوكالة إنها جثة قائد الطائرة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي نفذ منذ الثلاثاء اكثر من خمسين ضربة جوية على مواقع داعش في منطقة تدمر (وسط)، على ما نقلت وكالات الأنباء. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن الطيران الروسي كثف ضرباته على أهداف إرهابية في منطقة تدمر، كما قصف الطيران الروسي الخميس أهدافاً في محافظة حمص (وسط). في الأثناء، لاحت بوادر أزمة إنسانية في أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، بعدما قطعت قوات النظام السوري والميليشيات تقريباً طريق الكاستيلو، وهو طريق الإمداد البري الوحيد إلى تلك الأحياء. وأشار إلى نقص في مادة الخبز في الأفران، كما قال إن بعض مناطق ريف حلب الشرقي، ومنها مدينة منبج -التي تشهد معارك بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية- تشهد بدورها أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل شح المياه والغذاء والدواء. وقال يان إيجلاند الذي يرأس الاجتماع الأسبوعي لمجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، إن القتال يحول دون دخول المناطق المحاصرة، وإن الحكومة مازالت تصادر الإمدادات الطبية من قوافل الإغاثة.
مشاركة :