بعد مؤتمر المعارضة الإيرانيَّة في باريس، بات أُكُلُ الحصاد على قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه، فقد كان التزايد المستمر في جبهة المعارضة الإيرانيَّة داخل إيران وخارجها ضد ولاية الفقيه بمثابة الصفعة التي أكَّدت أنَّ النظام اليوم في مواجهة حشد عالمي لا قبل له به. منذ بداية الثورة الإسلاميَّة المزعومة تمكن الخميني من خداع الشعب الإيراني حين أضفى على ثورته الصبغة الدينية، وقد أزاحت السياسة القمعيَّة التي مارسها نظامه ونظام من خلفه ضد معارضيهم الستار عن الوجه القبيح لثورة الزيف، والتي لم يكن لها من اسمها نصيب، لا من قريب أو بعيد!!، بل كانت تخدم مخطط المد الشيعي الصفوي بأيّ صورة وعلى أي حال!!. تبنّى نظام الرافضة الدعم الشرعي للإرهاب جهارًا عيانًا، وكان للاتفاق النووي المنعقد بين إيران، والدول الخمس دائمة العضويَّة الدور الأبلغ أثرًا في إعطاء الضوء الأخضر لملالي الكذب، وفقهاء الخبل بمواصلة ممارساتهم القمعيَّة داخل إيران وخارجها.. لا حقوق ولا مطالبات.. بل مشانق تنصب ومعتقلات اكتضت بالموتى.. واغتيالات تحصد الأرواح.. وتفرد حصري في الوحشيَّة لم يسبق له مثيلاً!!. لم تتوقف سياسة النظام الإيراني عند هذا الحد، بل ازدادت شراهةً، وتبدت تداعيات بروتوكولات قمّة جليَّة في كلٍّ من العراق وسوريا واليمن، بالإضافة إلى إطباق قبضته على الوضع السياسي في لبنان، والمتمثل في حزب الله الذراع الإيراني على أرضها. لم تؤل سياسة النظام الإيراني جهدًا في سبيل بث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وكانت المملكة العربيَّة السعوديَّة من أولى أوليات مخطط الهلال الفارسي، ولاختراق أمن المملكة وزعزعته، وتحت ستار الدين، وتأجيج الطائفيَّة لم يترك خميني النظام وملاليه، وفقهائهم سبيلاً إلاَّ وسلكوه، ولا يخفى على العالم أجمع خبث الصفويين، ومالهم من دور خفي في استغلال موسمي الحج والعمرة لتنفيذ مخططاتهم الإرهابيَّة داخل المملكة.. والتلويح مهدّدين بشعارات الخواء الطائفيّة لتسييس فريضة الحج. طفح الكيل بنا ونفد صبرنا فلم يعهد على المملكة أن تدخلت في الشأن الداخلي والسياسي لأيّ دولة، وكما كانت دومًا تحمل لواء السلام لدول المنطقة، فهي في المقابل لن تسمح للنظام الإيراني الأعوج، بالتعدّي ولا حتى قولاً على السعوديَّة وشعبها. لتعلم المعارضة الإيرانيَّة داخل إيران وخارجها أن تأييد الأمير تركي الفيصل لمطالب المعارضة حين ردد «وأنا أريد إسقاط النظام». كان تعبيرًا عنَّا جميعنا، وهذا لا يحدث منَّا إلاَّ نادرًا، وعندما يبلغ منا الحلم على السفيه مبلغه. من منا لا يرغب في إسقاط نظام لا يرعى في مواطنيه، ولا الجوار عهدًا ولا ذمّة؟!. نحن في المملكة، ودول الخليج العربي مع المعارضة الإيرانيَّة المشروعة، كما نقف دومًا سندًا للشعب الإيراني ضد نظام ضيق الخناق عليه حتى اقتلاعه من جذوره.. فتوكّلوا على الله، وامضوا في تحقيق حلمكم لتعود إيران إلى حضن الأمة الإسلاميَّة حرَّة ديموقراطيَّة كما نتمنَّاها. aybkf1@yahoo.com
مشاركة :