قتل قيادي «داعش» أبو عمر الشيشاني في العراق، وفق ما نقلت وكالة «أعماق»، الذراع الإعلامية المرتبطة بالتنظيم الإرهابي، مما يشكل ضربة قوية للتنظيم في وقت تتكثف فيه استعدادات القوات العراقية لاستعادة السيطرة على الموصل. وزعمت «أعماق» أن تصفية الشيشاني جاءت في غارة أميركية. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تصفية القيادي البارز «أبو عمر الشيشاني» في غارة جوية استهدفته و4 من صحبه في ولاية خراسان في أفغانستان. وبحسب البنتاغون، فإن الشيشاني (30 عاما)، المواطن الجورجي المعروف بلحيته الصهباء الكثة وبحماسته في المعارك، كان يعتبر بمثابة «وزير الحرب» في تنظيم داعش، وقد رصدت واشنطن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يرشدها إلى مكانه. ونقلت الوكالة الليلة الماضية عن «مصدر عسكري» نبأ «مقتل الشيشاني في مدينة الشرقاط أثناء مشاركته في صد الحملة العسكرية على مدينة الموصل»، معقل تنظيم داعش في شمال العراق». ولم توضح «أعماق» متى قتل الشيشاني. غير أن هذا النبأ، في حال تأكدت صحته، يعني أن التنظيم المتطرف، تلقى ضربة جديدة موجعة بعد سلسلة خسائر متتالية مني بها منذ مطلع العام، وفي وقت تستعد القوات العراقية لشن هجوم من أجل استعادة السيطرة على الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014 وهي ليست المرة الأولى التي يرجح فيها مقتل الشيشاني، إذ إن وسائل إعلام وشبكات تواصل اجتماعي أوردت خبر مقتله في السابق قبل أن يعاود الظهور. وفي مارس (آذار)، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركي مقتل الشيشاني في غارة جوية في شمال شرق سوريا. وفي دليل على مدى أهميته، عرضت الإدارة الأميركية مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لكل من يقدم معلومات تقود إلى القبض عليه أو قتله. قاتل الشيشاني الروس ضمن جيش جورجيا في عام 2008. وترك الجيش لأسباب صحية لاحقًا قبل أن يتم اعتقاله ويسجن 16 شهرا لحيازته السلاح. برز في سوريا في عام 2012 كقائد لفصيل «كتيبة المهاجرين»، وغالبيتها من المقاتلين الأجانب». وبايع «داعش» في عام 2013، وعين قائدا عسكريا لمنطقة شمال سوريا بين العامين 2013 و2014، وفق ما يقول أيمن التميمي، الباحث والخبير في شؤون المتطرفين في مركز الدراسات الأميركي «منتدى الشرق الأوسط» لوكالة الصحافة الفرنسية. ومع أن الرتبة العسكرية للشيشاني لم تتضح، إلا أن ريتشارد باريت، من مركز «صوفان» الاستشاري قال للصحافة الفرنسية إنه «القيادي العسكري الأهم» في التنظيم. وشدد باريت على أن الشيشاني كان «يحظى بولاء المقاتلين الشيشان الذين يعدون قوات النخبة في تنظيم (داعش)». إلا أن الشيشاني لم يكن أبدًا ضمن القيادة السياسية للتنظيم والتي تعتبر أكثر سرية من الهيكلية العسكرية». وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أعلن الاثنين نشر 560 جنديا أميركيا إضافيا لمساعدة القوات العراقية، ولم يصدر ليلة أول من أمس، أي رد فعل من واشنطن على خبر مقتل الشيشاني. وكان مسؤول أميركي أعلن في مارس أن الشيشاني «قتل على الأرجح» في غارة أميركية استهدفته في الرابع من مارس في شمال شرقي سوريا. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك في حينه إن الشيشاني «شغل مناصب مسؤولية عدة على رأس الهيكلية العسكرية في تنظيم داعش من بينها وزارة الحرب». ويتحدر الشيشاني واسمه الأصلي طرخان تيمورازوفيتش باتيراشفيلي من جورجيا حيث ولد لأب مسيحي وأم مسلمة. ويعتبر البنتاغون أن مقتله «سيؤثر على قدرة تنظيم داعش على تجنيد مقاتلين أجانب خصوصا من الشيشان والقوقاز، وعلى قدرته «على تنسيق الدفاع بين معقليه»، الرقة في سوريا والموصل في العراق. وتقول أجهزة الأمن الروسية إن قرابة سبعة آلاف من مواطني الدول التي ظهرت إثر تفكك الاتحاد السوفياتي انضموا إلى المجموعات المتطرفة في سوريا والعراق». وبين هؤلاء نحو 2900 روسي غالبيتهم العظمى من الجمهوريات غير المستقرة في القوقاز الروسي مثل الشيشان وداغستان. ويشن التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ صيف عام 2014 غارات جوية ضد التنظيم في سوريا والعراق. وعرف الشيشاني داخل التنظيم المتشدد، بخبرته الميدانية، وجاء في سيرة كتبها أحد المؤيدين ونشرت على الإنترنت، أنه «أحد أفضل المخططين في تنظيم داعش وأنه «لم يخسر أي معركة أبدًا». ويعتقد أن الشيشاني دخل سوريا مطلع عام 2013 وشكل إضافة لمقاتلين أجانب وعرب آخرين ما كان يعرف بـ«جيش المهاجرين والأنصار»، الذي كان الشيشاني قائدا له، وبرز هذا الفصيل والشيشاني في عملية السيطرة على مطار منغ العسكري في مطلع أغسطس (آب) عام 2013. وانضم بعد فترة وجيزة لـ«داعش» الذي كان يحمل حينها اسم «تنظيم داعش في العراق والشام»، وكان يوجد في معقل التنظيم بمدينة إعزاز شمال حلب. وبرز الشيشاني في الصراع بين تنظيم داعش والمعارضة المسلحة في سوريا مطلع عام 2014 وكان له دور كبير في إخراج المعارضة من الرقة وريفها ودير الزور وريفها إضافة إلى الريف الشرقي لحلب. وأعرب البنتاغون في مارس عن ثقته بأن تنظيم داعش يتجه نحو الهزيمة، مؤكدا أن زخم الحرب ضده اليوم في أوجه. ورغم النكسات التي مني بها التنظيم ميدانيا، فإنه يواصل تنفيذ اعتداءات في كل أنحاء العراق، خصوصًا في المناطق الشيعية. وفي الرابع من يوليو (تموز)، قضى قرابة 300 شخص في تفجير بالقرب من بغداد يعد أحد أسوأ الاعتداءات في البلاد منذ الهجوم الأميركي في 2003.
مشاركة :