جدد رجل الدين العراقي مقتدى الصدر دعوة أنصاره الى تظاهرة «سلمية»، وسيشارك فيها التيار الديموقراطي المدني بعد الحصول على الموافقات اللازمة. وقال الصدر خلال مؤتمر صحافي عقده في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، إن «التظاهرة ستتم الجمعة (اليوم) في ساحة التحرير وستكون سلمية»، ورفض «أي اعتداء على الأجهزة الأمنية من المتظاهرين». واعتبر «كل شخص يخل بالأمن في العاصمة ملعوناً». ودعا الى «عدم ارتداء الزي العسكري في التظاهرات ومنع المظاهر المسلحة فيها»، وأشار إلى أن «قدومي إلى بغداد هو رسالة طمأنة لسكان العاصمة». وشدد على أن «بغداد يجب أن تكون آمنة ومستقرة ويجب الحفاظ على دماء أهاليها». إلى ذلك، أكد مصدر في التيار الصدري لـ «الحياة» أن «اتباعنا توافدوا من مختلف المحافظات وتم إيواؤهم في مدينة الصدر كما تم التنسيق مع القوات الأمنية الموزعة على طول الطرق إلى ساحة التحرير». وأضاف أن «الصدر تفقد ليلة أمس ساحة التحرير والاستعدادات لضبط أمن التظاهرات». من جهة أخرى، قال عضو التيار المدني الديموقراطي جاسم الحلفي في تصريح لـ «الحياة»، إن «تظاهرة موحدة من الصدريين والمدنيين ستنطلق صباح غد (اليوم) للمطالبة بإصلاح حقيقي ومحاسبة المفسدين واستعادة الأموال المسروقة بغطاء صفقات مشبوهة لا تحقق إلا طموحات القائمين عليها». ولفت إلى أن «التيار المدني يتفق مع تيار الصدر ضمن حدود ساحات الاحتجاج والمبادئ والأهداف العامة فقط»، موضحاً أن «الهدف الذي يجمعنا مع التيار هو إطاحة الفساد وأبطاله وما بعد ذلك لنا مسارنا الخاص في رسم شكل ومضمون إدارة البلاد بما يحقق المصلحة العامة»، مؤكداً أن «اللجنة التنسيقية حصلت على الموافقات الأمنية للتظاهر»، ونفى انشقاق صفوف المدنيين، موضحاً: «لسنا تحالفاً حزبياً أو سياسياً، نحن تيار مدني قوامه شريحة المثقفين والمتنورين، نعتمد الشفافية في الطروحات ونبتعد من المجاملات السياسية والحزبية». وكانت لجنة التنسيق أعلنت في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه، أن «عاماً كاملاً يوشك أن ينقضي على انطلاق حراكنا الاحتجاجي السلمي وما زلنا مستمرين فيه»، وأضافت أن «أحزاب السلطة تؤكد أنها لا تريد الإصلاح، ولا ترغب في أن تستقر أوضاع العراق والمتنفذون يتمسكون بالمحاصصة، ويعلنون حمايتهم الفاسدين والفاشلين ولا عذر لهم أمام الشعب»، كما أكدت «الاستمرار في التظاهر، والثبات على سلمية الحراك الاحتجاجي من دون كلل ولا ملل». وزادت أن «لا تراجع عن مطالب الشعب بالإصلاح، ولا تراجع عن ساحات الاحتجاج إلا بتحقيق ما خرجنا لأجله»، موضحة أن «الجمعة (اليوم) موعد الشعب مع الفاسدين المفسدين في ساحة التحرير». من جهة أخرى، اتهم النائب ماجد الغراوي عضو «كتلة الأحرار» التابعة للصدر في بيان الحكومة بأنها «اتخذت إجراءات أمنية وأغلقت الشوارع الرئيسية في العاصمة بشكل مفاجئ لإيصال رسالة تخيف المتظاهرين». وزاد أن على «القوات الأمنية أن تتوجه إلى ضرب الإرهاب لا أن تقوم بالاستعراض لإبراز العضلات وسط أبناء الشعب العراقي». وتوقع أن «تتوافد الحشود صباح غد (اليوم) من كل مناطق بغداد للمطالبة بتحقيق الإصلاح».
مشاركة :