بحث وفدا الحكومة والمعارضة السوريان الى جنيف-2 أمس الخميس في مسائل العنف ومكافحة الارهاب. وكان الوفدان تطرقا الاربعاء، بحسب ما اعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي، الى موضوع "هيئة الحكم الانتقالي". وقال مصدر مطلع في وفد المعارضة لوكالة فرانس برس صباحا ان "النقاش تناول وقف العنف في سوريا ومكافحة الارهاب"، مشيرا الى ان هذه المسألة تشكل جزءا من بيان جنيف-1 الذي يفترض ان تتمحور حوله مفاوضات جنيف-2. واضاف ان وفد المعارضة "حمل معه الى الجلسة الصباحية ملفا ضخما عن الارهاب متخما بالأدلة ضد النظام مرورا بالسلاح الكيميائي والبراميل المتفجرة"، مشيرا الى ان الملف "يثبت ان النظام هو جوهر العنف والارهاب". واشار الى ان الوفد يتطرق ايضا الى "ارهاب حزب الله" اللبناني الذي يقاتل الى جانب القوات النظامية السورية و"المنظمات التابعة للنظام التي تقتل المدنيين السوريين". ويتهم الرأي العام الدولي النظام بشن هجوم بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق في اغسطس 2013 تسبب بمقتل المئات. ويستخدم الطيران السوري البراميل المتفجرة في قصف مناطق عدة، وهي اجمالا غير قادرة على اصابة اهداف دقيقة لذلك فهي تتسبب بمقتل عشرات المدنيين بشكل شبه يومي. واكد مصدر مقرب من الوفد الحكومي ان "البحث تركز على موضوع الارهاب". وقالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان العضو في وفد الحكومة للصحافيين "ليس لديهم شيء يقولونه حول الارهاب. لا يعتبرون ان ما يحصل هو ارهاب ضد شعبنا". وقالت شعبان "كيف يمكن مناقشة الحكومة الانتقالية مع كل ما يجري في سورية؟ مع كل الارهاب وسفك الدم والقتل والخطف؟ هذا امر صعب جدا". وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في مؤتمر غاب عنه كل الاطراف السوريين في يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، لاعتباره ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى والمانيا والجامعة العربية، على "وقف فوري للعنف بكل اشكاله" وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. وكان وفدا النظام والمعارضة قد افتتحا مفاوضات الأمس بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية بحضور الموفد الأممي والعربي الاخضر الابراهيمي. وقال مصدر دبلوماسي غربي، لوكالة الانباء الالمانية، ان " كبير مفاوضي وفد المعارضة هادي البحرة اقترح دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية ولم يتمكن وفد النظام من التهرب من المقترح بعد ان نظر لهم الابراهيمي موحيا بضرورة الموافقة كون الشهداء من الطرفين سوريين". وأوضح ان وليد المعلم وزير خارجية سورية سيلقي كلمة اليوم الجمعة قبيل اختتام الدورة الاولى من المفاوضات وكذلك رئيس وفد المعارضة احمد الجربا. ورفض الدبلوماسي الغربي الإقرار "بوجود مسار تفاوضي جانبي بين السلطة والمعارضة موازي لجنيف 2".
مشاركة :