عواصم (وكالات) على وقع مكاسب للمعارضة السورية على الأرض لا سيما في منبج، فشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إقناع روسيا بمقترح لإنشاء مركز قيادة مشترك لتنسيق الغارات الجوية ضد تنظيم «داعش» وجبهة النصرة المرتبطة بـ»القاعدة» في سوريا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بعد يوم من لقاء الرئيس فلاديمير بوتين وكيري إن المباحثات كانت صريحة وبناءة وتفصيلية، لكن لم يتم بحث موضوع التعاون العسكري المباشر في الحرب على الإرهاب. وأضاف أن«تبادل المعلومات في هذا الموضوع يتواصل لكننا لم نقترب مع الأسف من تعاون حقيقي يزيد من فاعلية الجهود». وتابع قائلاً «إن موقف روسيا حيال مصير الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير، وإنها لا تزال تدعو إلى استئناف المفاوضات بين السوريين لأنها تشكل الطريق الوحيد لإنجاز عملية التسوية السياسية». وكان كيري وصل إلى موسكو مساء أمس الأول، بعد مشاركته في احتفالات العيد الوطني في باريس، والتقى في مرحلة أولى بوتين، ثم استأنف المحادثات أمس مع نظيره سيرجي لافروف وسط تحدث مصادر عن أن المقترح الأميركي لإنشاء مركز قيادة مشترك في عمان لتنسيق الغارات لم تلق قبولًا لدى الرئيس الروسي. وكرر كيري خلال مؤتمر صحفي مع لافروف الدعوة إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا لدحر المجموعات الإرهابية وإعادة إحياء عملية السلام المتعثرة. وقال كيري «ليس هناك بؤرة أو حاضنة لهؤلاء الإرهابيين أفضل مما يحصل في سوريا، واعتقد أن الناس في جميع أنحاء العالم يتطلعون إلينا من أجل إيجاد وسائل سريعة وملموسة لمحاربة الإرهاب». وأضاف متوجها إلى لافروف «أنت وأنا وفريقك في موقع أفضل لأننا نستطيع فعلا القيام بشيء حيال الأمر». بينما اعتبر لافروف أن الحوار بين كيري وبوتين كان مفيداً، وقال «في ما يتعلق بسوريا سمح هذا اللقاء بالتشديد على ضرورة تكثيف عملنا لحل الأزمة في سوريا وجهودنا في مكافحة الإرهاب». ميدانيا، قتل 18 عنصراً على الأقل من تنظيم «داعش» خلال الـ24 ساعة الأخيرة جراء غارات روسية على مناطق في وسط سوريا. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان بين قتلى «داعش» عناصر من جنسيات أوروبية قتلوا جراء قصف كثيف من طائرات حربية روسية استهدف أماكن تواجدهم في محيط مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، وأماكن أخرى في محيط منطقة السكري جنوب تدمر. وأكد المرصد أيضاً مقتل 11 مدنياً على الأقل بينهم أربعة أطفال في غارات نفذتها طائرات لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية على بلدة البوليل التي يسيطر عليها التنظيم في ريف دير الزور الشرقي». وأشار إلى مقتل ستة مدنيين، بينهم طفلان جراء قصف طائرات حربية لم يعرف أيضاً إذا كانت سورية أم روسية على بلدة أبو الظهور التي تسيطر عليها جبهة النصرة ومجموعات أخرى في ريف إدلب الشرقي، وقال إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الجو بضربات التحالف الدولي تمكنت من التقدم إلى وسط مدينة منبج السورية وقطع طرق إمداد مسلحي «داعش» هناك. وقالت في بيان «إن ضربات التحالف التي استهدفت مواقع الإرهابيين الأساسية في المنطقة، منعتهم من استعادة مواقع في شمال سوريا وقطعت طريق الإمداد الرئيس، الذي كان المسلحون يستخدمونه لإعداد وتجهيز الهجمات بسيارات مفخخة في محاولات اختراق الخطوط الدفاعية». وأكد مصدر كردي ميداني أن «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرت على «مبنى النفوس» وسط منبج، مضيفا أن مقاتليها تمكنوا من قتل أكثر من 25 عنصرا من «داعش» والاستيلاء على دبابة. وقرعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ناقوس الخطر حول الوضع اليائس لما لا يقل عن 200 ألف من المدنيين السوريين المحاصرين في ثلاث مدن هي حلب ومنبج وداريا. ودعت في بيان القوات المتقدمة والمتصارعة في المدن الثلاث وكذلك الأطراف المتصارعة في أجزاء أخرى من سوريا إلى عدم إيذاء مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع. واعتبر المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان روبرت كولفيل أن سوريا أصبحت مدمرة وتحولت بالفعل إلى مقبرة عملاقة وان عدد جرائم الحرب التي ارتكبت فيها يتجاوز أسوأ الكوابيس.
مشاركة :