تعزز المشاتل الزراعية المنتشرة في أنحاء متفرقة من محافظة جدة انتشار واتساع المسطحات الخضراء التي تضفي جمالا، وهي واجهة حضارية للمحافظة من خلال تنوع ألوان الأشجار والنباتات التي تنتجها ما بين زهور الزينة والشجيرات والحوليات والمغطيات الأرضية والصبارات والأسوار النباتية، التي يحرص الأهالي على تزيين شرفات ومداخل منازلهم بها. وتتوزع المشاتل في أحياء مختلف بالمحافظة لتغذي المرافق العامة والمنازل والحدائق من أشجار الورود والمانجو والموز والورود الموسمية والأزهار ذات الروائح الزكية، ونخيل الزينة وسط توظيف التقنية الحديثة وتوفير البيئة الملائمة للعناية بهذا التوجه الزراعي وجلب الأسمدة الطبيعية والصناعية. وسعت الأمانة في الآونة الأخيرة إلى إدخال 30 صنفاً جديداً لم تكن موجودة من قبل داخل جدة، منها المستديم والصيفي والشتوي وغالبيتها من دول آسيوية مجاورة بالتعاون مع بعض المشاتل الخاصة والحكومية حيث تهدف هذه الخطوة لإكساب المظهر الخارجي بشوارع وحدائق محافظة جدة ألواناً مختلفة غير الموجودة حالياً، ويبلغ مجموع مساحات مشاتل الأمانة حوالي 190 ألف متر مربع أكبرها من حيث الإنتاج المشتل المركزي بجوار بلدية المطار، يليه مشتل حراء، ثم المشتل الصحراوي، ومشتل خزام. وتكثف الأمانة جهودها للعناية بالمشاتل وجلب التقنيات العالمية المتطورة والأجهزة الزراعية؛ بهدف إنتاج وزراعة أنواع النباتات المختلفة الملائمة لمناخ محافظة جدة، والتخلص من الطرق التقليدية في هذه الزراعة، إضافة لتلبية طلبات نباتات الزينة والزهور بهدف زيادة رقعة المسطحات الخضراء، وتنظيم فعاليات أسبوع الشجرة التي يتم خلالها تحفيز المجتمع على زراعة الشجرة والعناية بها. وتمتلك الأمانة عدداً من المشاتل الرئيسية كالمشتل المركزي، ومشتل حراء والمشتل الصحراوي ومشتل خزام، التي تنتج مليوني شتلة سنوياً وزراعة ما يزيد على 15 نوعاً من النباتات منها الشتوية والصيفية والمستديمة، فيما تم تجهيز المشاتل مؤخراً بمعمل لزراعة الأنسجة النباتية لإكثار النباتات الداخلية بشكل خاص ونباتات الزينة والزهور بشكل عام، واستخدام التقنيات الحديثة من أجهزة زراعية وتعبئة البذور بالمراكن والتي يصل إنتاجها يومياً إلى ما يقارب 3000 نبتة. وأوضح مالك أحد المشاتل وعضو الهيئة السعودية للمهندسين المهندس ناصر عبدالحميد أن أفضل الأشجار والنباتات التي تحظى بالإقبال هي المانجو والبباي والليمون «بن زهير» والسرو والنخيل والفتشيا والفيكس والقردينيا وملكة الليل والفل والهبسكس والأشجار المنقية للهواء «دراسيناء مارقلانا»، والتي تعمل على التخلص الميكروبات العالقة بالهواء داخل المنازل، وطرد بعض الحشرات والتي تمتاز بشكل جميل وطابع خلاب، وأشار إلى أن النساء يتصدرن الشرائح الأكثر إقبالاً على اقتناء الشتلات الزراعية التي تحقق المزيد من الفوائد الصحية وإعطاء المنازل ومختلف المرافق بعداً جمالياً كبيراً، مبيناً أن أفضل مواسم إنتاج الشتلات هو شهور «محرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر»التي تأتي في موسم الربيع حيث تساعد النبات للعيش طويلاً في حين يتم سقي الأشجار بنظام يومي على فترتين في الصباح الباكر وعند غروب الشمس. وأوضح المشرف على أحد المشاتل بمحافظة جدة المهندس الزراعي محمود عبدالفتاح أن هناك مواد يستخدمها المزارع في عملية إنتاج الشتلات كالحفار والخراشة والمقص والعقلة لتسوية التربة، مفيداً أن هناك بعض الأشجار سريعة النمو ومنها البزرومة والفكس والنيم والفكس البنقالي والمبكس التي تستخدم في أغلب الأحيان بالأحواش الخارجية والمنازل وتتميز بشكلها الرائع وتحملها للتقلبات المناخية. وتطرق المهندس الزراعي حمادة عبدالعظيم إلى النباتات التي تتسم بالسعر الجيد والمناسب للمواطنين، كالأشجار ذات الرائحة الفواحة، ومنها الفل وملكة الليل والياسمين والحناء والياسمين العراقي والياسمين التايلندي وهناك أشجار ذات أشكال جذابة ومن أشهرها اقزورة دبل واقزورة نانة والبسكس والجهنمية وتي كوما وتي كوماريا وبفتاء ولن نانا التي تعد من الأشجار طويلة العمر في حين أن هناك أشجارا قصيرة العمر كالحوليات والنرجس والبيتونيا وغيرها من الأشجار المتعارف عليها. وأشار فهد الجهني إلى أن من أفضل النباتات التي يحرص الكثيرون على جلبها لمنازلهم القردينيا والجهنمية والسيكس والفل والريحان والموز، أما بالنسبة لما يتم وضعه في داخل المنزل من النباتات فهي الأشجار الضوئية التي تعيش على الضوء والجو البارد التي تتميز بالرائحة الزكية التي تنتشر بسرعة في مختلف أرجاء المنزل.
مشاركة :