خطيب الحرم المكي: قضية حرمة الدماء محسومة وتأويلات أهل الضلال مردودة

  • 7/15/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام إن الدماء لا تستباح بالتأويل، فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم تأويلات أسامة بن زيد في قصته المشهورة، بل أخذ ينكر عليه بشدة: "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة" حتى نسي أسامة رضي الله عنه ما عمله من أعمال صالحة، قبل هذه الحادثة، فتمنى أن لم يكن أسلم قبل ذلك اليوم. ولفت في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس، إلى أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عظم دم محارب للمسلمين قال لا إله إلا الله، والقرائن تدل على أنه قالها متعوذا من السيف فكيف بدم مسلم متيقن من توحيده وإسلامه؟ فقضية حرمة الدماء محسومة والنصوص فيها صريحة معلومة وتأويلات أهل الضلال مردودة مرفوضة، ولا يزيغ عن هذا إلا هالك. وأوضح أن الله أمر عباده أن يوحدوه، وجعل التوحيد أصل الدين وأساسه، فلا تقبل حسنة إلا به، ودونه تحبط الأعمال، وإن كانت مثل الجبال وهو حق الله على عباده وأول واجب عليهم فلا إله إلا الله، من أجلها أرسل الله رسله وأنزل كتبه وخلق الجنة والنار وقسم الخلق إلى مؤمنين وكفار. وذكر أن لا إله إلا الله، أول الواجبات وأفضل الحسنات وأعظم مكفر للسيئات فإذا اجتمع التوحيد واليقين والإخلاص عظم قدر صاحبه عند رب البريات كما أنها أطيب الكلام وأفضل الأعمال، وأعلى شعب الإيمان وأثقل شيء في الميزان وهي خير ما يعد للقاء الله تعالى فلذا أوصى الأنبياء بها عند موتهم، لافتا إلى أن الموحدين هم أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي عن أهمية الاستقرار في المجتمعات، مبينا أن شؤون الحياة جميعها مرتبطة بالاستقرار ولا يمكن أن تستقيم حياة دونه، فهو مطلب منشود وحاجة ملحة، ولا غنى للفرد والمجتمع عن الاستقرار. وقال إن الإنسان لا يهنأ له عيش ولا تنتظم له سعادة ولا ينشط لعمارة الأرض إلا في ظل الاستقرار الذي يعد أغلى مطلب وأعز عطايا المعبود. وذكر أن جماع نعيم الدنيا ومتاعها، واحتضان أطراف سعادتها مرهون بتوافر مقتضيات الاستقرار، مبينا أن المؤمن مأمور بالسعي في الأرض طلبا للاستقرار والأمان. وأكد أن للاستقرار شأنا كبيرا وقدرا جليلا فقد جعل وصفا لثواب أهل الجنة ونعيمهم، محذرا من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها واستقرارها. وقال إمام وخطيب المسجد النبوي، إن من أفسد في الأرض وقوض معاني الاستقرار بدعوى الصلاح والإصلاح وأنه من أهل الحق فهو مفسد. وشدد على أن الإسلام بمنهجه الرباني ينبوع الاستقرار ومصدره، وبه يكتمل الاستقرار النفسي، والاستقرار الأمني، والاستقرار الاجتماعي، فهو يزيل أسباب القلق والتوتر. ومضى في بيان أهمية الاستقرار ومكانته في الدين، موضحا أن الإسلام يضع كل ما أودعه الله في الأرض من ثروات كثيرة وموارد ضخمة تحت يد البشرية لتحقيق معنى الاستقرار. وبين الشيخ عبد الباري الثبيتي أن كل تكاليف ومقاصد الشريعة وضروراتها جاءت لتثبيت دعائم الاستقرار في حياة البشر، ذلك أن تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق، ذلك أن هذه المقاصد لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، حيث إذا فقدت لم تجر مقاصد الدنيا على استقامة بل على فساد وتهارج وفوت حياة، هي حفظ الدين والنسل والمال والعقل. وأكد أن المجتمعات التي تنشد النهضة والرقي تبدأ بإرساء قواعد الاستقرار وهو أول ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخوله المدينة مهاجرا فقد سطر معاني الاستقرار بكلمات الحب والسلام. وذكر أن الأموال والأعراض جنة الله ومنحة للمؤمنين في الدنيا وأعز ما امتن الله به على الأمم والمجتمعات، وأنه لا يشك عاقل أن الاستقرار أساس الازدهار والبيئة الخصبة للبناء والتنمية وعمارة الأرض، ومما يقوض الاستقرار ويهدد كيانه انتشار الشائعات وفشو الأراجيف وتلقيها دون روية ولا تبصر، وهذا يثير الفتن ويؤجج الخلاف، كما أن الأسلوب الخاطئ السيئ في التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي الذي أخذ مكان الصدارة في اهتمامات الناس أفرز تناقضا في التربية، وزعزع بعض العقائد، وحطم كثيرا من الثوابت والقيم، واختطف الشباب، وغدت هذه الوسائل بهذا المفهوم معولا هداما للاستقرار، وإن التساهل في تداول الحرام والتشبع من الربا يمحق قواعد الاستقرار المالي. وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي من كفر النعمة، والتبذير والإسراف والغفلة عن شكر الله على فضله وجوده، مشددا على أن الطغيان والبطر في النعمة وقلة الشكر مع السرف والبخل تهدد الاستقرار الاجتماعي. وأضاف: "أن الأحداث من حولنا علمتنا وتعلمنا أن الاستقرار أمن لا مساومة عليه، وأن السعي لترسيخ دعائمه وتقوية أركانه، والضرب بيد من حديد على يد كل مخرب ومفسد، واجب شرعي ومطلب وطني، تتحقق به المحافظة على الاستقرار لترسيخ الإيمان والاعتصام بالكتاب والسنة، وتحقيق مبادئ الوحدة، ونبذ أسباب الفرقة والخلاف". وأفاد بأن الاستقرار يتحقق ويدوم بنشر العلم الذي ينير الظلمة، ويكشف الغمة، ويبعث النهضة، ويتحقق من الأفكار والشبهات والوقوع في الإفراط والتفريط، فالعلم أساس سعادة الفرد ورخاء الشعوب.

مشاركة :