الدوحة - الراية : أكد فضيلة الشيخ أحمد البوعينين ضرورة الاستفادة من الإجازة الصيفية في أمور مفيدة تجلب الخير والمنفعة للإنسان، وأشار إلى أن الإجازة الصيفية هي موسم ينتظره الجميع والهدف منها تغيير جو العمل والتسلية لكن ربما طول وقت الإجازة قد يجعل وقت الفراغ كبيراً وربما تضيع أوقات كثيرة دون فائدة تذكر أو عمل مفيد. وذكر البوعينين خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد صهيب الرومي بالوكرة وسائل يجب على المسلم العمل بها أو بأي منها من أجل استغلال الإجازة فيما هو نافع له بعيداً عما قد يغضب الله أو يذهب بوقته هدراً فيما لا طائل منه. وأشار البوعينين إلى أن أولى هذه الوسائل هي قراءة القرآن الكريم ولو ساعة واحدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه والوسيلة الثانية هي قراءة الكتب النافعة التي تزيد من ثقافة الإنسان وتنمّي مواهبه، والكتب المفيدة كثيرة في جميع المجالات "خير جليس في الزمان كتاب". والوسيلة الثالثة سماع الأشرطة المفيدة التي نستفيد منها في إثراء معلوماتنا أو تنمية مواهبنا. وأضاف: الوسيلة الرابعة البعض يعمل له جلسة في البيت وعمل برنامج مسابقات وجوائز أو مسابقة حفظ الأذكار والأحاديث والوسيلة الخامسة التواصل مع الجيران وهي عمل جمعة أو رحلة تجمع الجيران. والوسيلة السادسة تنمية المواهب والهوايات، فإذا كانت لديك موهبة ولا تستطيع ممارستها إما بسبب العمل أو الدراسة فالإجازة فرصة لمزاولة الهواية التي تتمنّى ممارستها. أما الوسيلة السابعة فهي التواصي على قيام الليل وهي من أعظم القربات إلى الله، كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً ما يقول: (أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام). فما أعظم مناجاة الخالق سبحانه في الليل وحدك، تطلب من الله سبحانه وتتوسل إليه. وأكد البوعينين أن الوسيلة الثامنة من بين وسائل استغلال الإجازة هي أداء العمرة وزيارة مسجد الرسول لما يناله المعتمر من أجر كبير من الله سبحانه وتعالى إضافة إلى أداء أحد الواجبات المفروضة على المسلم. إلى جانب العمرة، لا ننسى الفائدة العظيمة في البقاء في مكة بجوار أطهر بقعة في الأرض. وأيضاً زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والذهاب إلى بعض المناطق هناك كالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره وأيضاً هناك البقيع وجبل أحد وغيرها من الآثار العظيمه في المدينة المنورة. وأضاف: الوسيلة التاسعة وهي السفر المباح، فمن الأمور المستحبة في الإجازة السفر المباح، وهو السفر البعيد كل البعد عن الأمور المحرّمة، فكما هو معلوم أن للسفر فوائد كثيرة منها تغيير الجو والترفيه لك وللأسرة وأيضاً مشاهدة المناطق الجميلة والممتعة وغير ذلك مما ذكر وعُرف في فوائد السفر. ولفت إلى الوسيلة العاشرة وهي تطبيق بعض السنن التي يصعب تطبيقها في غير أوقات الإجازة، بالطبع هناك عدة سنن لا يستطيع المرء فعلها إذا كان في عمل ما مثل الجلوس في المسجد لحين شروق الشمس قد تصعب على الشخص الموظف أو الطالب لارتباطه بعمل معين لكن في الإجازة قد يكون المرء متفرغاً بعض الشيء في هذا الوقت، أيضاً من السنن صلاة الاستسقاء والصيام وغيرها مما يصعب تطبيقها في غير أوقات الإجازة. والوسيلة الحادية عشرة هي صلة الرحم، صلة الرحم التي من أعظم الواجبات في شريعتنا الإسلامية عن طريقه تتواصل الألفة والمودة بين الأقارب، وأيضاً معرفة أحوالهم والسؤال عنهم، ومساعدتهم عند الحاجة وغيرها من الفوائد العظيمة، وأشار إلى أن الوسيلة الثانية عشرة هي الحصول على الدورات التدريبية التي تقوم بتدريب الشباب في حرفة معينة، كتعليم الحاسب الآلي أو اللغة الإنجليزية أو غيرها. بل حتى الحكومات أعدّت بعض مراكز التدريب المجانية لإعداد الكوادر الناجحة في المستقبل، فلا يضيرك لو اشتركت في أحدها وتعلمت منها ما يفيدك مستقبلاً وننوّه هنا إلى اختيار المركز المناسب لك من حيث كفاءة المعلمين والمدرسين. الوسيلة الثالثة عشرة هي تعلم الطبخ وهي نصيحة خاصة بالفتيات اللائي يشعرن بالملل الكبير أثناء الإجازة. وقال البوعينين إن الوسيلة الرابعة عشرة هي مساعدة الأسر الفقيرة، وأنا أعرف أحد الإخوان سافر مع أولاده لزيارة اللاجئين السوريين وقدم المساعدة لهم وأعطى درساً لأبنائه بناءً على ما شاهده من معاناة وتقديم المعونة لهم. كما أن الوسيلة الخامسة عشرة تحثّ أيضاً على زيارة المرضى والمستشفيات لأنها من الأعمال المستحبة خلال هذه الإجازة وغيرها من الأوقات، عيادة المرضى خصوصاً من الأقارب سواء كانوا في المنزل أو في المستشفى وفي ذلك الأجر العظيم من الله سبحانه، وفيه إدخال الفرحة على قلب المريض حتى يشعر بشيء من الاهتمام من الناس. وحتى إن لم يكن المريض من الأقرباء. وفي ختام خطبته دعا الشيخ البوعينين إلى صيام أيام الست من شوال، مؤكداً أن الصوم عبادة تطهر القلوب من أدرانها وتشفيها من أمراضها، والصيام به ميزة عظيمة وهي حقيقة المراقبة ونحن في شهر شوال وبه عمل وهو صيام الست من شوال، قال عليه الصلاة والسلام (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر). وأضاف: صيام ست من شوال دليل على شكر العبد لربه على توفيقه للصيام وزيادة في الخير ودليل على حب الطاعات ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات ولنحرص على صيام الست من شوال لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً.
مشاركة :