وبعد أقل من ساعتين من نشر الصفحات السرية، خرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى وسائل الإعلام مرحبا برفع السرية عن 28 صفحة حول التحقيقات التي أجرتها لجنة الكونغرس والاستخبارات الأميركية والمباحث الفيدرالية، مؤكدا أن النتيجة التي أكدتها التحقيقات أثبتت مجددا أنه لا توجد أي أدلة حول تورط الحكومة السعودية أو مسؤولين سعوديين في هجمات 11 سبتمبر (أيلول). وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة السعودية بواشنطن مساء أمس (الجمعة): «إن نشر الصفحات يعد أمرا إيجابيا لكي نعرف ما فيها وما وصلت إليه التحقيقات من نتيجة، وقد أكدت الأوراق أنه لا توجد أي صلة بين الحكومة السعودية أو المسؤولين السعوديين وبين هجمات 11 سبتمبر»، وأضاف: «سنتمكن الآن من طوي الصفحة، والنظر إلى المستقبل وليس إلى الماضي». وأشار الجبير إلى مطالبة بلاده مرارا بنشر هذه الأوراق وكشف السرية عنها لكي تحقق فيها وتقوم بمعاقبة أي شخص يثبت تورطه في الهجمات، مضيفا: «لا أعرف دوافع وصف الوثيقة بالسرية». وشدد الجبير: «إن المملكة العربية السعودية يهمها أن تظهر الحقائق، وأن يصل العالم لقناعة أن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وهذا ما تحقق بالفعل». وفي سؤال حول ما أشارت إليه الأوراق من اتصالات جرت بين مسؤولين بالقنصلية السعودية في كاليفورنيا وبين اثنين من منفذي الهجمات الإرهابية، أوضح وزير الخارجية السعودي أن حكومات حول العالم بأكملها غيرت من طريقة عملها وأصبحت أكثر حذرا في تعاملاتها، مشيرا إلى أن الأوراق كشفت أن أشخاصا استغلوا كرم المسؤولين السعوديين. وقال الجبير: «بعد أحداث سبتمبر أصبحنا أكثر حذرا في كشف أي تمويل للتطرف، وقمنا بإغلاق مكاتب مؤسسة الحرمين ووضعنا حدا لأنشطتها والسعودية سجلها كبير في مكافحة الإرهاب وتمويله، وقد عانت المملكة كثيرا من ويلات الإرهاب وتعرضت مرارا لهجمات إرهابية راح ضحيتها مواطنون سعوديون، وفي بداية الشهر الحالي تعرضت لثلاثة انفجارات ولا تزال المملكة عازمة على إنهاء شر الإرهاب».
مشاركة :