قال مدير شرطة إسلام أباد طارق مسعود ياسين، أمام اللجنة الدائمة للشؤون الأمنية المنبثقة عن مجلس الشيوخ الباكستاني، إن شرطة إسلام أباد أوجدت برنامجا لحماية العاصمة تحت اسم "مشروع المدينة الآمنة"، حيث وضعت نقاط تفتيش في كافة مداخل العاصمة ومخارجها، كاشفا عن إحباط قوات الأمن الباكستانية وقوات الصفوة الخاصة لمكافحة الإرهاب، هجوما إرهابيا كبيرا على العاصمة في منتصف يونيو الماضي. وأوضح أن المشروع الذي دشن رسميا في السادس من الشهر نفسه، تضمن وضع كاميرات حديثة في كافة تقاطعات الطرق في العاصمة، لافتا إلى أن الكاميرات يبلغ عددها 1900 كاميرا وأن لها القدرة على تصوير السيارات ومن بداخلها على مدار الساعة حتى في حالة احتمائهم بالظلام، مشيرا إلى أن هذه الكاميرات تتصل بمركز رئيسي للمراقبة يتبع أجهزة المخابرات. وأضاف أن المخابرات المدنية الباكستانية وبالتنسيق مع المخابرات العسكرية، رصدت إرهابيين يخططون للهجوم على جامعة القائد الأعظم القريبة بإسلام أباد القريبة من الحي الدبلوماسي المسيج، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط 13 إرهابيا قبل تنفيذ العملية. وحسب ياسين فإنه عند التحقيق مع الإرهابيين اعترفوا بأن مخططهم كان يتضمن مداهمة الجامعة والقسم الداخلي للطلبة والطالبات بهدف الحصول على رهائن واستخدامهم كورقة لإطلاق سراح زملائهم الإرهابيين في السجون الباكستانية. وفيما لم يذكر مدير شرطة إسلام أباد، هوية المهاجمين وأسماءهم والمنظمة التي ينتمون إليها نظرا لأن السلطات مازالت تحقق معهم لمعرفة أتباعهم، قال مراقبون إن الاعتقاد السائد هو أن المهاجمين ينتمون إلى حركة طالبان الباكستانية المحظورة "مجموعة الملا فضل الله"، والتي كانت وراء مجزرة الجيش في بيشاور في ديسمبر 2014، والتي قتل فيها 151 شخصا بما في ذلك 132 طفلا. وأشار المراقبون إلى أن الإرهابيين خططوا لتكرار العملية في إسلام أباد لكن الكاميرات الخفية تابعتهم وكشفت هويتهم. وفي سياق متصل، قالت مصادر أمنية، إن الإرهابيين كانوا يستهدفون إلى جانب جامعة القائد الأعظم، الحي الدبلوماسي المحصن بالعاصمة والمؤسسات التعليمية ليس في إسلام أباد فحسب، بل في كافة أنحاء باكستان لإرهاب المجتمع المدني، لافتين إلى أن الأجهزة الأمنية أحبطت أخيرا مخططا إرهابيا للهجوم على جامعة برهان الدين زكريا في ملتان جنوب إقليم البنجاب، وأنها تمكنت من قتل 8 إرهابيين وألقت القبض على 6 من أتباعهم قبل تنفيذ الهجوم.