لبنان يدين الاعتداء الإرهابي على «رمز الحرية» ودعوات لتجفيف منابعه وضرب قواعد إرتكازه

  • 7/16/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حتى عصر أمس، لا إصابات بين اللبنانيين في مدينة نيس جراء الاعتداء الإجرامي الذي استهدف المحتفلين بالعيد الوطني لفرنسا، كما طمأنت وزارة الخارجية. وكان لبنان السياسي كما المدني هاله ما أصاب المدينة الفرنسية ليل أول من أمس، وأبرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى الرئيس فرانسوا هولاند مستنكراً ومعزياً. وقال: «نعيش تحت ضغط الإرهاب على حدودنا السيادية وحدود مجتمعنا، ما يستدعي استنفاراً دولياً وإعلان حرب عالمية على الإرهاب وقواعده والعمل لتجفيف مصادره وهزيمته أولاً في الشرق وشمال أفريقيا لحرمانه من قواعد ارتكازه ومراكز تخطيطه ونؤكد لكم انحيازنا لعمل دولي متكامل يحدد أولوية هزيمة الإرهاب لضمان الأمن والسلام الدوليين». وأبرق للغاية إلى رئيسي مجلس الشيوخ جيرار لارشيه والجمعية الوطنية كلود برتلون. وأكد رئيس الحكومة تمام سلام «تضامن اللبنانيين مع فرنسا في هذه اللحظة العصيبة». وعبر في رسالة بعث بها إلى هولاند عن «الحزن العميق إزاء هذه الجريمة الدنيئة»، معتبراً أن «اختيار 14 تموز يجعل من الاعتداء اعتداءً على الحرية». واتصل الرئيس أمين الجميل بالسفير الفرنسي إيمانويل بون شاجباً، وأبرق إلى هولاند مديناً «الإرهاب الجبان الذي استهدف الأبرياء في العيد الوطني الذي أرسى ثلاثية الحرية والمساواة والأخوّة، وهي قيم الجمهورية التي ستنتصر على كل هذا الإثم التكفيري والفكر الظلامي». وأبرق الرئيس ميشال سليمان إلى هولاند معزياً، واعتبر أنه «ليس للإرهاب جغرافيا ولا تحده حدود، ما يستدعي بذل جهود دولية إضافية لاقتلاعه من جذوره». وقال زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري: «هالني الاعتداء الجبان والمقزز بحق أبرياء كانوا يحتفلون بالقيم الديموقراطية للجمهورية. وفي وجه هذا الإرهاب الأعمى والعنيف، على جهود المجتمع الدولي أن تتضافر لوضع حد لهذه الموجة من الكراهية والبربرية التي لا يبررها شيء وتنتهك كل القيم». ولفت إلى أن «الشعب اللبناني الذي يتعرض للإرهاب يقف إلى جانب أصدقائه الفرنسيين الذين سينتصرون بالتأكيد على المتطرفين». واستنكر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الجريمة «الإرهابية المروعة التي ارتكبها من لا يردعه دين ولا أخلاق، وهذا الإرهاب لم يعد ممكناً وقفه إلا عبر إجراءات صارمة دولياً تتصدى للمجرمين القتلة وتعالج أسباب تلك الجرائم ودوافعها، لكون هذا الإرهاب يهدد الحضارة الإنسانية والعيش الآمن. ودان الرئيس نجيب ميقاتي «الجريمة الإرهابية الموصوفة التي لا يحدها عقل ولا يقبل بها لا دين ولا شرع». جنبلاط: مجتمعنا مريض جداً واعتبر رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط أن الاستنكارات التقليدية لم تعد تخدم في التعليق على مجزرة نيس. وكتب في موقع «الأنباء» الحزبي: «في كل مرة ننتقل من هول إلى آخر في حلقة من العنف غير قابل للتصور»... وعرض أسباب الأمراض في عدد من المجتمعات وقال: «إذا استمر هذا المسلسل في فرنسا وأوروبا فإنه يخشى من أن ينشئ اكتساحاً لليمين الفاشي المصاب بالفوبيا، ومن أن يوقظ الوحوش الوطنية والدينية، ومن أن يبرر حركة صليبية مع كل التداعيات العنفية غير المرئية». وأضاف: «الدعوات إلى الحقد بين المسلمين أكثر منها إلى الصلاة. والأمثلة في العراق وسورية أكثر من كافية. وأجرؤ على القول إن مجتمعنا مريض جداً». وقالت وزارة الخارجية: «هذه المرة، يختار وحش الإرهاب أن يضرب في مكان وزمان لا يخلوان من رمزية، مستهدفاً رئة السياحة المتوسطية، ويوم العيد الوطني الفرنسي رمز تضحيات الشعب الفرنسي». ودعت إلى «توحيد الجهود دولياً وبسرعة يمليها حجم التحدي وعمق الجرح». ووصف وزير العمل سجعان قزي ما جرى بأنه «مجزرة ضد الإنسانية». ونوه بـ «دور المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في لبنان كافة التي تمكنت حتى الآن من تفادي المئات من العمليات الإرهابية ووضعت يدها على مئات الخلايا الإرهابية». وأكد وزير السياحة ميشال فرعون، التضامن مع «البلد الصديق الذي يقف دائماً للدفاع عن حقوق الإنسان، ويقف إلى جانب لبنان واستقراره». واعتبر وزير العدل المستقيل أشرف ريفي أن «من خططوا للاعتداء ومن نفذوه ليسوا مسلمين بل مجرمين»، مذكراً بالإرهاب الذي استهدف «الحرم النبوي الشريف». ودعا «مرجعيات العالم العربي ونخبه ومفكريه إلى الوقوف وقفة شجاعة لمواجهة هذه الفئة الضالة»، و«العالم إلى أن يكون على قدر مسؤولية محاربة الإرهاب والاستبداد، وخصوصاً في سورية التي يتعرض شعبها على يد النظام السوري وحلفائه الإيرانيين إلى مجزرة إرهابية وحشية مستمرة وسط صمت العالم». وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي مروان حمادة: «إن الجريمة، أياً كان مقترفها وإلى أي منظومة إرهابية انتمى، تدل على الهذيان العقلي والانحطاط الأخلاقي لكل من يدعي النضال بهذه الوسائل». واتصل بالسفير بون معزياًَ. ورأى النائب محمد الصفدي «أن الاستهداف المتكرر لفرنسا يؤكد أن جهودها في مكافحة الإرهاب أصابت أهدافها»، فيما قال رئيس الحزب «الديموقراطي» النائب طلال أرسلان: «على الدول الغربية إعادة النظر في سياساتها تجاه الإرهاب لاستئصاله. ويبدأ بجدية بالتعاون المطلق مع السلطات السورية والعراقية والإيرانية والروسية. أحزاب ومرجعيات دينية واعتبر «حزب الله» ان ما تشهده «الدول الغربية من عمليات إرهابية هو ارتداد للارهاب الذي نعيشه في منطقتنا واكتوت به شعوبنا». وطالب «دول العالم باجتثاث جذور الارهاب والقضاء على قنوات الدعم والتبرير السياسي لما يقوم به هؤلاء». ورأت حركة «أمل» أن الإرهاب «لن يتوقف عند حدود ما يستدعي عملاً دولياً موحداً برعاية الأمم المتحدة، وليس أحلافاً وأعمالاً قطرية محدودة». واستنكرت «الجماعة الإسلامية» في لبنان في بيان، «كل أشكال الاعتداءات التي تطاول المدنيين في أي مكان»، مستغربة «سرعة توجيه الاتهام إلى الإسلام كدين»، ودعت «المجتمع الدولي والحكومات والأنظمة في العالم إلى انتهاج سياسات أكثر عدالة مع كل الشعوب المقهورة، لأنها السبيل الوحيد لعالم أكثر أمناً واستقراراً». السفير الفرنسي وكان السفير بون جدد في حفلة الاستقبال التي أقامها ليل أول من أمس، لمناسبة العيد الوطني في قصر الصنوبر، القول إن «بإمكان اللبنانيين الاعتماد على فرنسا، وعندما تلتزم فرنسا من أجل لبنان، إنما تقوم بذلك من أجل لبنان وحده». وأكد أهمية «الحفاظ على الأمن في لبنان على الحدود والداخل. ولهذا نتعاون مع كل المؤسسات المعنية، ونقدم دعمنا إلى الجيش المؤسسة الوطنية، ونأمل بأن يتم تسليمه المعدات الفرنسية ضمن إطار الهبة السعودية في الوقت المناسب». وفي حديث تلفزيوني، قال بون إن الحريري «أبلغني أنه مستمر بترشيحه النائب سليمان فرنجية للرئاسة»، ولفت إلى أنه «إذا تم انتخاب النائب عون رئيساً فمن الضروري أن يعرف الذي سيصوت له ما الذي سيحصل عليه».

مشاركة :